النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: شخابيط على جدار الذاكرة

  1. #1
    مدرب تنمية بشرية
    مستشار اجتماعي وأسري


    تاريخ التسجيل
    04 2006
    الدولة
    قلب حبيب
    المشاركات
    510
    المشاركات
    510

    وجه خجلان شخابيط على جدار الذاكرة



    بصمات على الجدار



    ++++++++++++++++++++++++++





    قبل أيام قليلة كنت قد ذهبت إلى أحد الأسواق المركزية بصحبة ولداي لشراء بعض الأغراض،

    وكنت منهمكاً في البحث عن الأغراض التي في الورقة التي كتبتها أم الأولاد،

    وكنت أيضاً ضائعاً بين صراخ هذا ونداء ذاك.



    (حفظهما الله وجعلهما خيراً من أبيهما)



    فجأة وبدون أي مقدمات رأيت نفسي أخرج من باب ذلك السوق

    وبصحبتي ولداي


    لكنهما كانا أكبر سناً مما كانا عليه وقت دخولي،،



    كان ذلك المشهد قد مثل أمامي


    وفي أقل من لحظه عدت لأراهما أمامي كما ألفتهما.



    فقلت لنفسي :


    سبحان الله


    لقد أشغلت نفسي كثيراً


    فابتعدت عن أولادي


    و لم أستمتع معهما كما ينبغي


    فطفولتهما لن تستمر معي طول العمر،



    لماذا أتذمر دوماً مما يفعلانه !!!!

    و أنا أكيد من أنني غداً سأتذكر أفعالهما


    و أقول في نفسي:


    يا الله ليتهما لازالا طفلين يلهوان معي و يؤنساني ...



    ربما فكر غيري كما فكرت


    أو رأى مثل ما رأيت.


    فالحقيقة المرة هنا:



    أن مرحلة الطفولة ستنقضي بسرعة.



    لقد قرأت في أحد الكتب:

    "سوف ترحل قبل أن تعلم أنت بذلك،


    بصمات الأصابع على الجدار

    ستكون


    أعلى



    وأعلى



    وأعلى




    حتى تختفي تماماً



    ففي طرفة عين سيأخذون أغراضهم ويتوجهون إلى ممالكهم الخاصة


    بعيداً عن عش الطفولة".


    أيها الأحبة في الله


    أيها الآباء


    وأيتها الأمهات



    فلنقم معاً بهذا التمرين البسيط:


    أغمض عينيك الآن


    تخيل ابنك أو ابنتك وهي في حفل التخرج من الجامعة


    طابو الخريجين أو الخريجات ينتظرون أن ينادى أسمائهم ،


    ثم يأتي ذلك الاسم الذي يخفق قلبك لسماعه



    تراه أو تراها تصعد المنصة لاستلام الشهادة


    فتدمع عينك لهذا المشهد و يترقرق له قلبك،



    فتجد نفسك تقول:



    يا الله



    والله


    وكبرت / كبرتي يا ....


    موقف آخر:



    أنت الآن تنظر إلى ابنك / ابنتك

    وعروسه بجانبه / بجانبها

    الناس من حولك تبارك لك

    وتتمنى لهما حياة هنيئة


    و هما على وشك الذهاب إلى بيتهما الخاص بعيداً عنك


    عندما يحدث هذا



    فلن تفكر في قول:



    آآآآآآآآآه


    ليتني قضيت معه / معها وقت أكثر



    في مكان ما في المنزل


    قد تجد أنه لا تزال هناك بعض آثار خطوات له / لها،


    أو ربما خطوات أخرى



    أكبر


    أو أصغر


    لأطفال لا يزالون في المنزل،


    انعم بصحبة هذه الخطوات قبل أن يأتي الوقت الذي تقول فيه:



    ليتني أستطيع إيقاف الوقت فهو يسير بسرعة


    والآن


    وبما أننا لا نستطيع أن نوقف الوقت،


    وأطفالنا يكبرون بمرور الوقت،



    ماذا يمكننا أنفعل لنستمتع بالأوقات التي نقضيها معاً؟



    كيف يمكن لأم أن تجعل من هذه اللحظات الزائلة

    أو في بعض الأحيان متلاشية


    لحظات ممتعة عذبة ،،،


    لا تنسى عذوبتها مع مر الزمن ...




    فلنحرص على أن نبقي شمعة الفرح و البهجة متقدة في كل الأوقات.



    عندما يتعلم طفلي كيف يقرأ



    عندما أستطيع أن أزيل هذا الوزن الزائد و الجلد المترهل بسبب الحمل


    عندما أنتهي من ترميم المنزل..


    عندما ينهي ابن أو ابنتي حفظ ..


    عندما و عندما



    سأشعر بسعادة لا توصف ...



    أليست هذه نماذج من الأفكار التي تداعب خيال الآباء و الأمهات؟؟؟؟


    لماذا نربط لحظات استمتاعنا بأمر سيحدث؟

    لماذا لا نجعلها متزامنة مع مايحدث الآن

    ونتيجة لما حدث ؟؟



    لمن تكون ميزانيتنا ما هي ضيقة !!!



    لو إن زوجي ما هو مضغوط


    لو إن زوجتي ما هي موظفة



    لمن أعيد ترتيب البيت و تأثيثه



    لمن المراهقين اللي عندي يبتدون يعقلون ويعرفون يحسنون الاختيار


    عندما نربط متعتنا و بهجتنا بـ

    لو أو عندما

    فإننا دونما أدنى شكك سنفقد المتعة التي وهبنا الله إياها في كل مراحل الأبوة والأمومة،


    نؤجلها


    ثم نؤجلها


    ثم نؤجلها ،


    وبعد ذلك لا نشعر بها



    فنتساءل لماذا لا نشعر بها الآن كما كنّا ننظر ونتوقع؟؟



    فنندم و نتباكى

    بل إننا نبكي ألماً على أننا لم نستغل الأوقات التي مضت ....



    حتّى تلك الأوقات التي تبدو صعبة

    و مليئة بأحداث عصيبة نشعر أنها لن تنتهي أو تنقضي


    كالتعامل مع نونيّة الأطفال،


    أو مواجهة تغير المراهقة ,,,

    كلها لحظات ممتعة لا نشعر بمتعتها إلا بعد حين


    أحبتي في الله



    لنجعل تركيزنا أكثر على أن نعيش اليوم بمتعته مع أطفالنا

    ونعرف أن لكل يوم متعته الخاصة


    فلا تؤجل متعة اليوم لغداً أو بعده





    اللعب في المنزل



    النزهات الأسبوعية


    القراءة


    الرسم


    الحوار


    المزاح


    إعداد وجبات عائلية بمشاركة جميع أفراد العائلة في المطبخ


    – خلي المطبخ ينحاس مرة وش بيصير يعني –



    مشوار عادي بالسيارة ونخليهم يسمون كل الأشياء اللي شافوها باللون الأصفر،


    وبعدين الأخضر


    و بعدين الشكل الدائري


    أو غيره


    و نشارك معهم أيضاً...


    نختار السيارات وكل واحد يعد كم سيارة مرت من النوع اللي يحبه



    حتى الأوقات التي يكونون فيها مرضى


    فهي أنسب الأوقات إعادة شحنهم عاطفياً


    وقت لتضم طفلك إلى صدرك و تشعره بحنانك


    تشعره بدفئك وأنك تشعر بنفس الألم الذي يشعر به

    إن لم يكن أكثر


    وقت لترشف معهم كوباً من أي شراب ساخن

    و ليكن الزنجبيل مثلاً



    أو تسقيهم بعض الحساء ..



    تقليب صفحات بعض الكتب معاً و أنت بجانبه / بجانبها على الفراش


    في كل يوم هناك حدث نحتفل به في المنزل


    الألوان على بشرة طفلك


    أو كلمة ينطقها الطفل


    عندما يجلس لأول مرة

    يقف لأول مرة

    أول خطوة

    عندما يقبلك أو يسلم عليك طفلك و تكتشف أن ....



    أوجدوا نقاط التمهل الخاصة بكم معاً



    غالباً نهتم في أن نفعل أي شيء لنفتخر بأولادنا


    ليظهروا أمام الناس بأفضل الأحوال


    وفي خضم ذلك


    نتناسى أنهم فلذات أكبادنا


    نتناسى الحاجة بداخلنا لهم


    والحاجة التي بداخلهم لنا فهم جزء منّا


    نشعر أننا مشغولون دوماً و ملتزمون بأمور كثيرة


    نحن و الأطفال أيضاً


    نجري من هنا و من هناك


    ولكن حين نستلقي لبعض الوقت


    نغمض أعيننا


    نفكر أنهم مغادرون لا محالة


    في هذه اللحظة أشعر أن تواجدي بجانب ابني أو ابنتي في فراشه قبل أن ينام

    لحظات لا تعوض بأي ثمن



    فلماذا أحرم نفسي منها !!!!



    احرص على تخصيص وقت لما هو فعلاً مهم


    مهما كان هدفك


    أو أهم الأعمال بالنسبة لك



    فقط اسأل نفسك:


    هل أنا أستغل وقتي لأداء هذه الأعمال فعلاً؟


    اجتمع بالأسرة


    حدّدوا معاً أمراً او نشاطاًً واحداً تحرصون على عمله جميعاً

    واجتهدوا أن لا يفوتكم هذا العام



    ثم بكل بساطة افعلوه



    أحبتي في الله



    الحياة هبة،


    وأطفالنا هبة


    وكل يوم معهم أيضاً هبة


    فكما نخصص وقتاً للعبادة كل يوم


    ووقتاً للعمل ونحرص على ذلك


    وآخر للراحة و نغضب إن لم يتوفر


    ينبغي أن نتذكر دائماً:


    أن نبقي المتعة و البهجة متقدة و أن نميز دوماً بين



    المهم



    و الأكثر أهمية.



    من إصدارات أخوكم ومحبكم / بن دهيم




  2. #2
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    الله يعطيك العافية أخي الفاضل

    لقد سردت فأوضحت

    ولقد اقتبست من جدران الذاكرة تلك الصور

    فأعدت بنا إلى السنوات التي مضت

    سنوات من عمر الطفولة ..

    وبين احضان الوالدين

    سنوات لم أكن أتمنى أن تمضي

    أن تتركنا أو حتى تفرقنا

    من جدران ذاكرتي .. كلمات استحضرها هنا

    ليت الزمن توقف .. ليت عقارب الساعة لم تمضي

    وليت وليت .. وبقيت أحضان أهلنا .. نتربع عليها

    كأننا وهي جزء واحد لا ينفصلان

    و شكراً لطرح هذا الموضوع القيم أخي



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  3. #3
    راعي محل الصورة الرمزية الجوهرة


    تاريخ التسجيل
    08 2004
    العمر
    37
    المشاركات
    245
    المشاركات
    245


    شخابيطك حفرتها على جدران ذاكرتي حتى أقاوم بها طوفان زحمة الأشغال والوقت

    لكن أخشى أن يزداد تعلقي بهم كلما ازداد الوقت الذي أقضيه معهم <<<<<<<<< تبرير منطقي

    يكفي أخي عبدالله أن تدير جهاز الفيديو لترى لقطات لأطفالك كنت تظن أنها قريبة فتتفاجأ أنهم قد كبروا وصارت تلك اللقطات من الذكريات الرائعة التي يجب الاحتفاظ بها

    شكراً لك أخي عبدالله ولا تحرمنا من شخابيطك



    التعديل الأخير تم بواسطة الجوهرة ; 06-06-2006 الساعة 21:00
    مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل

  4. #4


    يعطيك العافيه اخي الفاضل عبدالله ..

    سرد رائع بحروف ذهبيه رائعه

    شكراً لك ولا تحرمنا مواضيعك ..



    ..

  5. #5
    مدرب تنمية بشرية
    مستشار اجتماعي وأسري


    تاريخ التسجيل
    04 2006
    الدولة
    قلب حبيب
    المشاركات
    510
    المشاركات
    510


    الأخوات الفاضلات

    إيمان / الجوهرة / بنت النور


    شكراً لتفضلكم والحمد لله أن ما كتبته نال استحانكم ونسأل الله التوفيق لنا جميعاً




  6. #6


    يعطيك العافيه اخي الفاضل عبدالله ..

    سرد رائع بحروف ذهبيه رائعه

    شكراً لك ولا تحرمنا مواضيعك



    مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل

  7. #7
    راعي محل الصورة الرمزية كبرياء نجد


    تاريخ التسجيل
    06 2006
    الدولة
    سماء الحق
    العمر
    39
    المشاركات
    228
    المشاركات
    228


    وبما أننا لا نستطيع أن نوقف الوقت،


    وأطفالنا يكبرون بمرور الوقت،



    ماذا يمكننا أن نفعل لنستمتع بالأوقات التي نقضيها معاً؟



    كيف يمكن لأم أن تجعل من هذه اللحظات الزائلة

    أو في بعض الأحيان متلاشية


    لحظات ممتعة عذبة ،،،


    لا تنسى عذوبتها مع مر الزمن ...


    فلنحرص على أن نبقي شمعة الفرح و البهجة متقدة في كل الأوقات.





    قرئت وقرئت شخابيط على جدار الذاكرة و استمعت بقرائتها كثيرا

    وما زلنا نتقن الشخابيط على جدران ذاكره الآخرين


    لك الشكر




  8. #8
    مدرب تنمية بشرية
    مستشار اجتماعي وأسري


    تاريخ التسجيل
    04 2006
    الدولة
    قلب حبيب
    المشاركات
    510
    المشاركات
    510


    إلـــجـــنآزه / كبرياء نجد

    حياكم الله وأهلا بكم في صفحةمن صفحاتي والحمد لله أن وفقني لأضيف شيئاً مفيداً هنا




معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. نزف قلم على جدار الحياة .!!
    بواسطة احساس قلم في المنتدى مضيف فيض المشاعر
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 14-08-2008, 20:59
  2. شخابيط 1
    بواسطة د. عبدالله بن دهيم في المنتدى المضيف العام
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 17-08-2007, 20:40
  3. شخابيط 2
    بواسطة د. عبدالله بن دهيم في المنتدى المضيف العام
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 10-08-2007, 12:33
  4. [نقش] على جدار أمة !
    بواسطة بنت الحرمين في المنتدى مضيف التصاميم
    مشاركات: 33
    آخر مشاركة: 18-03-2007, 04:25
  5. على جدار ما .. أرض ما .. مسرح ما ..
    بواسطة أنثى الحنين؟!! في المنتدى مضيف التّرحيب والتعارف
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 13-08-2005, 13:36

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته