بسم الله الرحمن الرحيم
شاعرنا الذي نتحدث عنه شاعر ولد بالحجاز ثم انتقل إلى مصر في شبابه وعاش بها ونظم فيها جلّ أشعاره.
إنه أبوالفضل بهاء الدين زهير بن محمد بن المهلبي المعروف باسم: البهاء زهير، ينتمي نسبه إلى المهلب بن أبي صفرة.
اتصل في مصر بالملك الصالح نجم الدين أبي الفتح أيوب ابن الملك الكامل ثم انتقل مع الملك الصالح إلى دمشق فأقام بها ثم عاد بعد ذلك إلى مصر وبقي بها حتى مات.
كانت له منزلة رفيعة عند الملك الصالح وكان يتوسط لديه في أعمال الخير ونفع خلقاً كثيراً بحسن وساطته.
كان البهاء زهير من فضلاء عصره موصوفاً بدماثة الأخلاق وكرم النفس ولطف العشرة وقال عنه ابن خلكان: إنه رآه فوق ما سمع عنه من مكارم الأخلاق ودماثة السجايا.
نظم البهاء زهير شعراً كثيراً جُمع بعضه في ديوانه، ويتميز شعره بالرقة واللطف وقوة العاطفة وأكثر شعره في الغزل وبعضه في المديح والرثاء والهجاء والوصف.
يختار البهاء زهير لأغلب شعره الأوزان الخفيفة ومعظم قصائده ومقطوعاته موجهة إلى أصدقائه وبعضها موجه إلى الملك الصالح.
يميل البهاء زهير في شعره إلى استخدام المحسنات البديعية من جناس وطباق وتورية ويميل فيه إلى ترديد الألفاظ والمشاكلة بينها.
من أشهر قصائده قصيدته التي مطلعها:
غيري على السّلوان قادر
وسواي في العشاق غادر
لي في الغرام سريرة
والله أعلم بالسرائر
ومشبّه بالغصن، قلبي
لايزال عليه طائر
حلو الحديث وإنها
لحلاوة شقت مرائر
أشكو وأشكر فعله
فأعجب لشاك منه شاكر
لا تنكروا خفقان قلبي
والحبيب لديّ حاضر
ما القلب إلا داره
ضربت له فيها البشائر
إلى أن يقول:
ياليل ما لك آخر
يرجى ولا للشوق آخر
ياليل طل، يا شوق دم
إني على الحالين صابر
لي فيك أجر مجاهد
إن صحّ أن الليل كافر
طرفي وطرف النجم فيك
كلاهما ساهٍ وساهر
يهنيك بدرك حاضر
ياليت بدري كان حاضر
حتى يبين لناظري
من منهما زاهٍ وزاهر
بدري أرق محاسناً
والفرق مثل الصبح ظاهر
تحية شمرية طائية
القدس
المفضلات