بسم الله الرحمن الرحيم
تعتبر سياسة الاستيطان ركيزة أساسية للفكر الصهيونى منذ قدوم المهاجرين اليهود إلى فلسطين قبل عام 1948 .. وفى حرب 1948 استولت إسرائيل على حوالى 22 % من أراضى فلسطين ، وفى حرب 1967 استولت على حوالى 22 % من مساحة فلسطين . ومنذ ذلك التاريخ تقوم استراتيجية الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة على اعتبار أن الاراضى التى تم احتلالها عام 1967 تشكل جزءا من دولة إسرائيل وأن اوضح مظهر لهذة الاستراتيجية هو التوسع فى إقامة المستوطنات ،وقد وصل عدد المستوطنات التى أقاكتها إسرائيل فى فلسطين والاراضى العربية المحتلة الاخرى يبلغ ( 194 ) مستوطنة فى الضفة الغربية وقطاع غزة موزعة كما يلى :
( 150 ) مستوطنة فى الضفة الغربية يبلغ عدد سكانها ( 180.000) نسمة .
( 28 ) مستوطنة فى القدس الشرقية يبلغ عدد سكانها ( 185.000) نسمة .
( 16 ) مستوطنة فى قطاع غزة يبلغ عدد سكانها ( 8000 ) نسمة
وبهذا يصبح عدد المستوطنين اليهود حتى عام 2000 حوالى 373.000 نسمة .وترى القيادة الاسرائيلية ان العمل العسكرى والانتشار الاستيطانى ركيزتان مهمتان لتحقيق المخططات التوسعية فى الاراضى الفلسطينية والعربية حيث اعتبرت المستوطنات :
1- استمرار لمبدأ القلاع المحصنة .
2- نقاط دفاع جيدة وقادرة على القتال ، وخط دفاع اول لاعاقة وتعطيل اى هجوم عربى محتمل .
ولذا نجد ان مجموعة المستوطنات الاولى التى اقيمت فى فلسطين يطلق عليها تسميات تحمل هذا المعنى مثل مستوطنات " السور والبرج " .
وترى القيادة الاسرائيلية ان الاستيطان والعمل العسكرى يكمل كل منهما الاخر ، فالاستيطان لا يصلح دون توفر الارض ، والعمل العسكرى يفقد فاعليته دون استيطان، حيث ان العمل العسكرى الذى يتبعه نشاط استيطانى منظم يتحول الى حقوق مكتسبة بموجب الوجود السكانى الذى يجسده الاستيطان .
وللاهمية العسكرية للمستوطنات ، فقد صممت بحيث يتوفر فى كل مستوطنة ما يلى :
أ - مجموعة نقاط للحراسة .
ب- احاطتها بأسوار عالية ونطاق او نطاقين من الاسوار الشائكة .
ج - احاطتها احيانا بحقول الغام مختلفة ومدافع ضد الدبابات على طرق الاقتراب الرئيسية .
د - يقام داخل كل مستوطنة عدد من الدشم وحفر للاسلحة لتحقيق الدفاع الدائرى .
هـ - يوجد فى كل مستوطنة ملجأ او اكثر .
و - تختزن كل مستوطنة كمية كبيرة من الطعام والمياه والذخيرة والاسلحة .
وكما تعتبر المستوطنات مهمة فى البناء الدفاعى العسكرى للكيان الصهيونى فانها تعتبر نقطة انطلاق لتحقيق التوسع الاقليمى ، حيث تعمل كقواعد ادارية او مناطق لتجميع القوات الاسرائيلية المهاجمة ، وفى الوقت نفسه نقاط ميدانية لاخلاء الجرحى والممصابين منالعمليات العسكرية .
وبالتالى يعتبر الاستيطان احد القضايا الهامة التى تواجه اى جهود للتوصل الى تسوية سلمية شاملة وعادلة بين الفلسطينيين والاسرائيليين ، لانه من اسس الفكر الصهيونى ، وهو ما عبر عنه شارون فور توليه الحكم عندما شدد على اهمية المستوطنات بقوله " ان المستوطنات اهمية استراتيجية وتاريخية لانها تحمى مسقط رأس الشعب اليهودى ، كما توفر لنا عمقا استراتيجيا ضروريا لحماية وجودنا "، واكد على اصراره على بقاء المستوطنات حتى ولو تم توقيع اتفاق السلام بقوله : " لا أرى داعيا لاخلاء اى مستوطنة وطالما لم يتم السلام ستبقى هناك ، واذا ما حل السلام بعد زمن لن يكون هناك داعى بالتأكيد لمنعهم ( المستوطنين ) من البقاء هناك.
ويعتبر شارون كما اطلق عليه بحق هو " مهندس الاستيطان وراعيه "، حيث اعلنت حكومة شارون زيادة حجم المساعدات المالية للمستوطنات فى الضفة الغربية بحوالى 5ر1 مليار شيكل رغم الانتقادات الدولية لانشطة الاستيطان .
وقد منحت حكومة شارون العديد من التسهيلات والامتيازات لدعم المستوطنين وخططهم حيث ادخلت تعديل على انظمة حيازة السلاح يسمح بموجبه لسكان المستوطنات امتلاك اسلحة شخصية وبكميات كبيرة .
وقد شهد النشاط الاستيطانى تصاعدا ملحوظا منذ تولى حكومة شارون الحكم خلال تسعين يوما من توليه الحكم ، تم اقامة 15 موقعا استيطانيا جديدا على الاقل فى الضفة الغربية، تقع على بعد 200 متر من مستعمرات قائمة ومن ضمنها موقعين كان رئيس الوزراء السابق باراك قد ازالها من قبل واعيد بناؤها ، ذلك بالاضافة لتوسيع 10 مستوطنات اخرى .
ويسعى المخطط الاسرائيلى الى زيادة عدد الوحدات السكنية الاستيطانية بنسبة 78% مقارنة بالعام السابق .
حيث من المخطط زيادة الوحدات السكنية المخصصة لعام 2001، ليبلغ 5060 موزعة على النحو التالى :
عدد الوحدات اسم المستوطنة
255 الفه منشة
594 بيتار عيليت
340 أفرات
200 كرين شومرون
1328 معالية أدوميم
650 أرئييل
414 بيتار
388 جبعات بنيامين
921 جبعات زئيف
5060 المجموع
وفيما يلى خطة شارون الاستيطانية والتى طرحها عام 1997 عندما كان وزيرا للبنية التحتية فى حكومة نتنياهو وبدأ فى تنفيذها فور توليه الحكم .
" تحدد هذه الخطة الهدف الرئيسى بانه اجراء تغيير فى الميزان السكانى لخلق اكثرية يهودية والذى لا يمكن تحقيقه الا عن طريق الاستيطان على مستوى واسع يغطى جميع أنحاء البلاد لتوطيد السيطرة والنفوذ .. هذا وتنص الخطة على استغلال اراضى غور الاردن الخصبة لانشاء حى يهودى فى أريحا واحكام الطوق على مدينة القدس ، ولا تغفل الخطة بقية المناطق المحتلة بحيث تنص على :
*اقامة المستوطنات داخل المدن الغربية كمستوطنة حيرون المقترحة داخل الخليل ومدينة كبيرة الى الجنوب من نابلس بالاضافة الى العديد من المستوطنات والمدن الصغيرة هنا وهناك .
اقامة طرق تتضمن امتدادا اقليميا بين هذه المدن اليهودية المقترحة بين بقية مستوطنات المنطقة .
اقامة طرق تتضمن امتدادا اقليميا بين هذه المدن اليهودية المقترحة بين بقية مستوطنات المنطقة .
اقامة مستوطنات جديدة فى غور الاردن تشمل 20 - 30 مستوطنة .
اقامة حلقة من المدن حول مدينة القدس بحيث تتمكن اسرائيل خلال 20 الى 30 عاما قادمة من حشد مليون يهودى فى القدس الكبرى .
منع العرب من البناء على جانبى الطرق المؤدية الى المستوطنات الاسرائيلية وكذلك على جانبى طرق العرض التى يطلق عليها اسم طرق الامل .
منع العرب من البناء على جانبى الطرق المؤدية الى المستوطنات الاسرائيلية وكذلك على جانبى طرق العرض التى يطلق عليها اسم طرق الامل .
1.تطويق مدينة نابلس بواسطة 15 مستوطنة جديدة .
2.اقامة 17 مستوطنة جديدة ومركزا اقليميا ومدينة استيطانية فى جبال نابلس.
3.اكمال تطويق مدينة رام الله بثمانى مستوطنات جديدة .
4.اضافة 3 مستوطنات جديدة على طريق القدس - اريحا .
5. اقامة 8 مستوطنات جديدة فى غور الاردن .
6.اكمال طريق بيت لحم بأربع مستوطنات اضافية .
7.تطويق مدينة الخليل بواسطة 13 مستوطنة جديدة .
تحية شمرية طائية
القدس
المفضلات