أقبلت إليه وأقبل إليها نظر إليها وقد انبهر بجمالها لم يرى
أجمل منها ابتسم لها وقال :- مرحى لك أيتها الجميلة
ردت عليه وقالت :- أحقا أنا جميلة
قال لها :- من جمالك أذهبت لبّي وأنسيتني نفسي
ابتسمت بنشوة وبادلته نظرة بنظرة
أحس بسعادة غامرة لم يشعر بها من قبل مال برأسه إلى
الوراء وراح ينظر في الأفق البعيد
سرح بخيالة قليلا لكنها قاطعته وأدارت له بوجهها الجميل
وسألته :- مالك شارد الذهن أهي أخرى تفكر بها ؟
فأجابها :- وكيف لي أن أفكر بغيرك وأنت معي وهل يعقل
لعاقل ان يفعل ذلك إلا تريني افعل من أجلك كل شيء
فقالت له :- نعم رأيت انشغالك عن أهلك وولدك ولكن ستظل
على هذا الحال تلهث خلفي ولا تأتي أخرى تنسيك أيامي
فرد عليها :- محال أن أجد خيرا منك ومن هذه التي تنسيني
وجهك الجميل وثغرك الباسم ؟
فأجابت :- لا أغار إلا منها فهي اشد جمالا مني
اعتدل في جلسته وقال في ذهول :- ومن هذه ؟
قالت :- ان شئت أخبرتك بذلك وان أبيت فلا
فقال :- ومن الذي يأبى ؟
ردت عليه بحزن :- الم أقل لك من قبل انك أن وجدت من هي
أجمل مني ستتركني وتذهب خلفها !
فقال لها :- لا لا انه الفضول فقط أريد أن اعرف من هي
فقالت :- أخبرك ولكن هل تعدني بعدم التخلي عني
قال :-أعدك يا قرة العين
فأجابت بألم وحسرة :- قد جعل الله فيها من الجمال مالا عين
رأت ولا أذن سمعت شمر لها المشمرون وهم عليها
يتسابقون ولكن رغم هذا الجمال إلا أن هناك أناس اعرضوا
عنها وأقبلوا الي يتنافسون فأي الفريقين أنت ؟
فقال:- من المشمريييييين
فقالت :- لكنك وعدتني ووعد الحر دين عليه
رد عليها :- أفضل ان أعيش عبداً لها على أن أعيش حراً
لديك ومن الغبي الذي تأتيه فرصة كهذه ويتركها إني ذاهب
لها مقبل غير مدبر ولكن قبل أن أودعك أشكرك من كل قلبي
على أخبارك لي عنها
فقام ينفض الغبار عن نفسة ويلملم حاجاته وقد عزم النية
الصادقة على لقاء محبوبته الجديدة
** ** **
فهل علمتم من هي محبوبته القديمة ومن هي محبوبته الجديدة
محبوبته القديمة هي الدنيا الفانية وأما الجديدة فهي الآخرة الباقية
أسأل
الله لي ولكم الفردوس
شيخة الزين
المفضلات