على رسلك أخي عبدالرحمن
لاداعي لهذا الانفعال
دعني أبدأ معك خطوة خطوة :
حين ذكرت لنا عن موت عمر بن عبدالعزيز مسموماً بتدبير من الأمويين
وعن أسر الوليد بن عبدالملك لموسى بن نصير لخوفه من ازدياد نفوذه
ثم قتل سليمان بن عبدالملك لعبدالعزيز بن موسى بن نصير
وكذلك قتل قتيبة بن مسلم الباهلي
واتهمت الأمة كلها بتهمة قتل أبطالها كان من واجبي أن أدافع عن تلك الأمة التي أنتمي لها
أعلم انك لم تكتب من محض خيالك لكني قلت لك أن رواياتك التي اعتمدت عليها مغلوطة وبعضها ضعيف والمراجع هي هي نفس مراجعك
ففي موت عمر بن عبدالعزيز رحمه الله كانت مراجعك ترجح موته بالسل وذكر ابن كثير في " البداية والنهاية " بعد ذكر سبب الوفاة " السل " رواية أخرى ابتدأها بقوله : وقيل أنه مات مسموماً !!
ومعلوم أن مثل هذا الفعل يدل على ضعف الخبر !! فلماذا نجنح إلى القول الضعيف ونترك الراجح !!؟
أما الخليفة الوليد بن عبدالملك فلم يأسر موسى بن نصير بل كان يوقره ويحترمه ويعرف له فضله وهذا أيضا جاء في نفس مصادرك التي أحلتني عليها وحين رجع موسى بن نصير إلى الخليفة كان محملاً بالغنائم التي هالت الوليد لكنه مالبث أن مات
وأما رواية سجن سليمان بن عبدالملك لموسى بن نصير فأكثر ماجاء في مصادرك عنها أنه كان عاتباً عليه فحبسه عنده ولم يزل في يده حتى حج سليمان فأخذه معه للحج
ولا أدري من أين جاءت رواية قطع رأس ابنه !!
أما قتل قتيبة بن مسلم الباهلي فما جاء في مراجعك أنه زلّ زلة كان فيها حتفه وفعل فعلة رغم فيها أنفه وخلع الطاعة فبادرت إليه المنية
فهو الذي عزم على خلع سليمان بن عبدالملك وترك طاعته وشرع في جمع جنوده وجيوشه ولما لم يجيبوه إلى ما أراد قام يذمهم قبيلة قبيلة وطائفة طائفة حتى نفروا عنه وغضبوا منه وقتلوه
هذا ما أردت توضيحه لك أخي عبدالرحمن
أما قولك :
أما موت عمر بن عبدالعزيز بالسم فهذه هي التي أربأ بك عنها !!؟
كلنا يعلم أن عمر بن الخطاب استشهد على يد المجوسي لعنه الله
اتمنى ان تعودي للموضوع بعد ان تعرفي عن اي عمر اتحدث !
أعلم أنك كنت تتحدث عن عمر بن عبدالعزيز لكن يبدو أنك لم تفهم مرادي من ذكر سيرة عمر بن الخطاب ربما لأنني لم أضع فاصلاً بين الجملتين
أردت أن أبدأ باستشهاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأن قتله كان بداية الفتنة فاستشهاده كان على يد المجوسي وبعدها استشهاد عثمان رضي الله عنه وكان سببه عبدالله بن سبأ اليهودي الذي زرع الفتنة فنتج عنها استشهاد عثمان ثم استشهاد علي بن أبي طالب على يد الخارجي والذي أراك تحرص على تسميته بالعربي عبدالرحمن بن ملجم !!
عطيني امة واحدة تتفوق علينا بالقتل ! شرط ان تكون تدين بديننا !
الأمة التي تدين بديننا هي أمتنا فكيف لي أن أضرب لك مثالاً على شرطك !!؟
إن كنت تريد بالأمة هي أمة العرب وهذا على مايبدو هو ماترمي إليه لأنك ذكرت العرب في ردك علي أكثر من مرة فليس هذا مدار حديثنا
هناك أمم الكفر
أين أنت عن الأمم التي تقتل أنبياءها وليس أبطالها فقط !!
أين أنت عن الأمم التي تقتل أبطال أمتنا وتسعى حثيثاً لتمزيق أمتنا وزرع الفتنة بين أبنائها !!؟
من يريد التقدم لأمته يجب عليه ابلاغها عن افضل الطرق التي توصلها للمراد المنشود!
وكذلك يضع امامها العقبات التي حالت بينها وبين تقدمها كي لا تقع بها مرة اخرى!
لكنك لم تبلغنا عن أفضل الطرق !!؟
من يريد التقدم لأمته عليه أن لا يتهمها بما يتهمها به أعداؤها ولا يسوغ لهم رميها بكل مايشتهون من أباطيل وتهم
أن لايقف طويلاً أمام عثراتها ويشمت بها الأعداء ثم بعد ذلك يتهمها بأنها أكثر الأمم قتلاً لأبطالها وهي من خير الأمم !!
العلاج لايكون بهذه الطريقة يا أخي
العلاج هو أن تنظر لمحاسن أمتك وتعمل بها حتى تتحقق لك المكاسب التي تحققت لها في وقت سابق
وانظر لواقع أمتك في زمننا الحاضر وستجد أن هناك الكثير من الأبطال الذين أسروا وقتلوا على يد الأمم الأخرى دون معين أو ناصر لهم سوى الله وأنعم به من ناصر ومعين
هناك ستجد الأبطال الحقيقيين الذين بعد سقوطهم عاث الفساد في أرضنا وصار المسود سيداً وياللعار !!
أشكرك أخي على إتاحتك الفرصة لي لأوضح لك ماالتبس عليك
بارك الله فيك وسدد على الحق خطاك
المفضلات