في هذا الزمان أصبح الكل يشتكي من وجود الأصدقاء ، يبكي ألماً من قرب الأقارب
والأحباب ويتمنى فراقهم في الحال . . .
من الصعب جداً أن تلتفت حولك فلا تجد صديقاً مخلصاً ولاقريباً رحوماً يشاركك في
إبتسامةٍ يجود بها زمـان بلاوفـاء . . .
الكل بالطبع مشغولُ بتأدية أعمالٍ دنيوية ويشغل وقته ويموه طولاً بعرض ، بدقائقه
وساعاته ولكن ، أنا من تمر عليه لحظات حزينةً وساعات عسيرة أصارع بها
الهواجيس وكثرة التفكير ، مهما اكتضت الحياة بالناس والأخلاء إلا إنني في جل
هذا الزحـام أجد نفسي وحيداً ، فقليل من تثق به اليوم لكي تطلعه على مكنونات
نفسك أو أن يشاركك في همك ، لاأحد مستعد أن يبكي لأجلك . . .
في هذا الزمان قلت العلاقات الإجتماعية التي يعلو محياها الصدق ، فهذا كاذب
وهذا غدّار ، وهذا يمضي وقته معك لأجل ملء وقت فراغه ، وهذا يراك اليوم
وينكرك في الغد والله المستعان . . .
مؤلم أن تعطي وتقد نفسك فداء للآخرين ثم يولوا عنك وكأنك لم تعطهم أجمل
ساعات عمرك ، مؤلم أن تكتشف أنك ضحّيت لأناسٍ لايستحقون كل هذا العناء
ختاماً أحبابي هذه الخاطرة ليست نظرةً تشائمية بقدر ماهي كشف لواقعنا الذي
نعيشه وتجريد له من مظاهره الخدّاعة ودمتـــــــــم ، ، ،
المفضلات