من ينظر بتأملٍ لواقعنا العربي والاسلامي يجده كالورقة البيضاء التي يعبث بها الطفل البريء بألوانه وأقلامه ، فلا يترك بها مساحة بيضاء حتى يملؤها بشخابيطه وخرابيطه .
ولأننا كعرب ومسلمين لنا صفحات بيضاء ناصعة في تاريخنا جاءنا من يعبث بها بتصرفاته الحمقاء عن عمد أو جهل أو تآمر ، فلم يكن ببراءة ذلك الطفل ولا كشخابيطه وخرابيطه !!
أمتنا العربية والأسلامية تعيش في حالة شخابيط وخرابيط ، وفي حالة ذهولٍ وشرود ، وفي حال ضياعٍ وحيرة ، وبين مصدقٍ لواقعنا وبين مكذب لما نحن فيه ضاعت معالم صفحتنا البيضاء ، وتلاعبت بها الأقلام الصفراء لتشوه تاريخاً كنا وما زلنا نفتخر به ونحلم بعودته .
المسئولية التاريخية لا تقع على شخصٍ بعينه ولا دولةٍ لوحدها ولا شعبٍ لا حول له ولا قوة ، بل تقع
على عاتق الزعماء والرموز من الامة ، وتقع على عاتق العلماء والمفكرين ، وتقع على عاتق المثقفين الوطنيين والسياسيين المخلصين وأصحاب القرار المؤمنين في عروبتهم وإسلامهم .
كنا أمة واحدة فأصبحنا أمم ، وكنا شعب واحد فأصبحنا شعوب ، وكنا دولة واحدة فأصبحنا دول ، وكان زعيمنا واحد فأصبحوا زعماء ، وراية واحدة فتعددت الرايات ، وجيشنا واحد فأصبح عدة جيوش ، وقضيتنا واحدة فكثرت قضايانا ، وقومية واحدة وأذا بنا عدة قوميات ، وعدوٍ واحد فكثر أعداؤنا ، وقبلتنا واحدة فتعددت وجهاتنا ، وفكرنا واحد فأختلفت أفكارنا ، ومنهجنا واحد فتفرقت مناهجنا وأخيراً كنا متوحدين من أجل نصرة الله ورسوله فكان الله في نصرتنا وأصبحنا في نصرة الزعيم والعرق والحمية الجاهلية فتركنا الله لحين أن نجد لأمرنا رشدا .
وفي النهاية من هو المسئول عن تلك الصفحة البيضاء وما أصابها من عبث الشخابيط والخرابيط ؟؟
تقبلوا خالص الود .
المفضلات