رؤية رياضية
الجبلين يا أمير الشباب
محمد الدويش
في كل موسم يتميز دوري الأولى ويتفوق على دوري الدرجة الممتازة بإثارته التي لا تنتهي إلا باطلاق صافرة النهاية لآخر مبارياته، وفي هذا الموسم بلغت الإثارة ذروتها في مباريات الاسبوع الأخير حيث كانت فرصة المنافسة على الوصافة والصعود متاحة أمام أكثر من فريق، كما كان خطر الهبوط يهدد أكثر من فريق لمرافقة الرائد إلى الدرجة الثانية ولم يُعرف الصاعد الثاني والهابط لآخر إلا بعد إعلان صافرة نهاية آخر المباريات حيث صعد الفيصلي مع الخليج وهبط أحد مع الرائد.
٭٭ مما لا شك فيه ان الفريقين الصاعدين الخليج والفيصلي هما الرابحان، والهابطان الرائد وأُحد هما الخاسران بحكم الهبوط لدوري الثانية وهو «هبوط» قاس جداً لفريقين بعراقة وإمكانات أُحد والرائد، ولكن يبقى فريق الجبلين من حائل الذي نافس بقوة على الصعود إلى ما قبل النهاية بثلاثة في نظر الكثيرين «الخاسر الأكبر» خلال هذا الموسم.
فالفريق لم يخسر فرصة الصعود فحسب بل خسر ما هو أكبر من ذلك جراء القرارات التي صدرت بشطب عدد كبير من لاعبيه والجهاز الفني وحل مجلس الإدارة، وهي قرارات لا نقول مجحفة وقد تكون مستحقة، ولكنها قاسية جداً «هزت» الفريق كثيراً وقد يعاني منها حتى في الموسم القادم.
٭٭ بداية لابد من الإشارة إلى أن كل من شاهد لقطات محاولة اعتداء بعض لاعبي الجبلين على حكم لقائهم أمام الرائد عبدالرحمن القحطاني، رفض ذلك التصرف الخارج على الروح الرياضية بمن فيهم الجبلاويون أنفسهم، والكل طالب بمعاقبة كل خارج عن الروح الرياضية بما يستحق، ولكن ردود الأفعال لقرارات العقوبة الصادرة عن رعاية الشباب جاءت مختلفة، فهناك من رحب بهذه القرارات رغم قسوتها - حفاظاً على روح المنافسات الرياضية ومعاقبة كل من يحاول الخروج عنها. وهناك من تحفظ ورأى ان العقوبات كانت قاسية جداً وقد تكون قسوتها أكبر مما حدث من بعض اللاعبين.
وهناك من رأى ان العقوبات كانت مجحفة أو «ظالمة» بحق أطراف لم يكن لها أي علاقة بما جرى من أحداث، فهناك من كان في الملعب ولم يتدخل بما حدث، وهناك من كان دوره محاولة منع الاعتداء على الحكم.. وهناك من كان خارج منطقة القصيم حيث أقيمت المباراة ولم يسلموا من العقوبات كأعضاء مجلس الإدارة.
٭٭ خبراء التحكيم أكدوا.. صحة قرار الحكم القحطاني باحتسابه هدف الرائد من خلال اللقطة التي عرضت للهدف.. ولكن أداء الحكم لم يخضع للتقويم بشكل كامل، وان كان من خبراء التحكيم من انتقد أداء الحكم و«إسهامه» فيما حدث من شغب سواء من خلال بعض قراراته الخاطئة أو من خلال عدم قدرته على التعامل مع الحدث وهروبه «للمنصة» بطريقة «مخجلة» رغم كونه في حماية رجال الأمن.
٭٭ العقوبات شملت لاعبين محترفين يعتمدون على الكرة - بعد الله - كمصدر رزق لهم ولعوائلهم وقد يكون بعضهم بعيداً عن الحدث أو ان ما حدث منه لا يصل لاستحقاق عقوبة الشطب، وشملت اخصائي العلاج الذي أكد انه كان بعيداً عن الحدث.. وشملت أعضاء مجلس الإدارة وهم الذين تطوعوا لخدمة الرياضة ونادي الجبلين دون مقابل، ومن المؤكد أن معظمهم كانوا بعيدين جداً عن بريدة مكان إقامة اللقاء.
٭٭ نحن لا نقر ما حدث ونطالب بمعاقبة كل من يخطئ بما يستحق، ولكن نتمنى وبعد أن هدأت الأمور إعادة النظر وإعادة التحقيق في الأحداث مرة أخرى وسماع صوت كافة الأطراف، وعلى ضوء ذلك تثبيت العقوبة على من تثبت إدانته أو تخفيفها بحسب حجم الخطأ أو إلغائها في حالة ثبوت البراءة.
٭٭ قبل عدة مواسم اقتحم إداري الهلال صالح النعيمة الملعب محتجاً على قرار المهنا بإلغاء هدف هلالي سجله خميس العويران في مرمى النصر، وقبل انتهاء المباراة أُعلن عن قرار سمو الرئيس العام لرعاية الشباب - آنذاك - الأمير فيصل بن فهد - يرحمه الله - بشطب النعيمة ومنعه من دخول الملاعب.. ولم يتوقف سموه عند اتخاذ هذا القرار، بل أمر بتشكيل لجنة برئاسة الأمير الوليد بن بدر - نائب رئيس نادي النصر الحالي - وبعد إجراء التحقيقات ثبت للجنة عدم إساءة النعيمة للحكم وأُدين بخطأ دخول الملعب وبناء عليه صدر قرار سمو الأمير فيصل بن فهد - يرحمه الله - بإلغاء قرار الشطب والاكتفاء بفترة الايقاف التي رأى سموه انها تتناسب مع الخطأ، وكلا القرارين وجدا الترحيب والتقدير من الجميع.
٭٭ الجبلاويون إدارة وأعضاء شرف وجماهير لم يعترضوا على العقوبات من حيث المبدأ لرفضهم الخروج عن الروح الرياضية مهما كانت الأسباب، ولقناعتهم بأنها قرارات تربوية صادرة من السلطة الرياضية العليا هدفها حماية الروح الرياضية والمنافسات الشريفة، ولكنهم يأملون من سمو الأمير سلطان بن فهد إعادة فتح ملف القضية والتحقيق مع جميع أطراف القضية وسماع صوتهم، فقد تظهر براءة أشخاص طالتهم قرارات العقوبة القاسية.
ونحن وبعد أن أسدل الستارة على دوري الأولى وهدأت الأمور نضع مطالب الجبلاويين أمام سموه الكريم.. وكلنا ثقة بحرص سموه على مستقبل أبنائه الرياضيين وحفظ حقوق كافة الأندية.
mohd0012@hotmail.com
منقول من جريدة الرياض , اليوم الاثنين , 17/4/2006
المفضلات