تلك السيدة الوقوره , كانت ولازالت تجلس في هذا المكان القصي من سوق ( برزان العتيق ) !!!
هي تعمل في بيع بعض المصنوعات الجميله مثل المنقوشات القماشيه , البسكويت والمعجنات
اليدويه ( الكليجا الحايليه ) الرائعه , وبعض انواع النعناع ذو النكهه الجبليه !!! كنت قد اعتدت المرور
على هذه السيده كلما مررت بحائل مع ندرة زيارتي لحائل !!! هي شديدة الذكاء رغم تقدم
عمرها فيما يبدو ولكنها تملك ذاكرة قويه ماشالله عليها بحيث انها تعرف الزبون من اول مرة يتم
تعامله معها وان كان من خارج المنطقه !!! هذا ليس موضوعي وانما قصدت فقط ان اعمل ( فلاش
باك ) لما هو أت , هذه السيدة لازالت تعمل بكل جهد ودون كلل منذ حوالي عشرون عاما والى
الان !!! كما انها اضافت شيئا الى مهنتها (( تطوير الذات )) وهو معرفتها بعلاج " الكي " !!! كما
تشير الى كثير من زبائنها خلال مساومة الزبون للبيع والشراء !!! وهي تقوم بعمليه تسويق
متقدمه لعرض بضاعتها ومهنتها الجديده !!! توطدت علاقتي نوعا ما بهذه السيده " برضى
الطرفين " ومن خلال بعض المشتروات القليله !!! ماأذهلني هو اصرار هذه السيدة وطوال هذه
السنين الطوال على هذه المهنه (( رغم ربحيتها)!!! الا انني اندهش كثيرا حينما ازور المنطقه
واجدها لم تبرح مكانها العتيد في ناصيه السوق !!! ربما يكون الفقر هو الذي قذف بهذه السيده
الى ناصيه السوق للبيع والشراء وربما يكون سبب ما اضطرها الى الخروج لميدان العمل
وربما يكون من باب تكوين الذات او ربما تكون هذه السيدة قد فكرت ان مستقبل الايام سوف
يحمل شيئا من عمل المراءه وقررت خوض الميدان مسبقا بحوالي عشرين سنة !!! الذي
يدهشني حقا ان هذه السيده تبيع البضاعة التي تصنعها بنفسها في المنزل او لنسميه
( المصنع المحلي ) !!! في اخر زيارة قبل سنتين وجدتها بنفس المكان القصي تمارس بيع
( منتجاتها البيتيه) بكل ثقه وكل زهاء وبأبتسامه جميله تخفيها خلف حجابها وهي تستعرض
بضاعتها امام المشترين !!! ما دعاني لعرض هذه القصه الرائعه ان هذه السيده وأنا على ثقه
ان اغلبكم يعرف الكثير عن هذا السوق وتلك السيدات الشريفات اللاتي يمارسن البيع على
مراءى ومسمع من رواد السوق من الرجال والشباب والنساء هو هذه الدعوات للتقليل من
شأن المراءه في بلادي خوفا من " امور" ليس العمل مسببا لها بالضروره !!! احببت ان انقل لكم
هذه الخاطره وانا اهدف في الواقع الى شي في نفسي وهو اننا ربما لانعذر انفسنا حينما نعلم
مستقبلا اننا قصرنا في حق هذه المراءه التي حبست في بيتها قسرا رغم تسنمها لكثير من
دروب العلم والمعرفه التي تؤهلها الى امكنه ارحب واوسع وليست كتلك أم ناصر تلك السيده
التي فقط كانت تملك الاراده دون علم ... !!! تحياتي لمن يقراء الان ,
المفضلات