محنة الشتاء والصيف
بعض الشعوب تفرح عند انقلاب الفصول وتبدلها، كل حسب مناخه وحسب منزلته الجغرافية، الا شعبنا فهو(ماكلها مفروكه) على جميع الفصول وعلى جميع خطوط العرض والطول .
المواطن الخليجي مثلا يفرح لقدوم الشتاء، بينما المواطن الأوروبي يفرح لقدوم الصيف.. الأول ليطفئ وحدات التكييف ويعيش طبيعيا من غير أجهزة تنفس اصطناعي، أما الثاني ليسبح طيلة فترة إجازته بالماء الدافئ والشمس الودودة .على يمينه كأس كوكتيل ملون و«شلمونة» معقوفة بينما ماريا ممددة قربه تثني ساقا وتبسط الأخرى، فوق جبهتها نظارة شمسية وبين يديها كتاب يتحدث عن فائدة «الشمس في تغذية كعب الرجل».
أما الأردني، فيقضي طيلة فصل الشتاء وهو في محنة الوقود، وتفقد «الجاولونات»، والمسح بالسبابة على عداد الصوبة،والاقتصار على شعلة واحدة إذا ما تغير لون الشعلتين،مفتاح الغاز مقاس28 تحت المخدة دليل على الجاهزية العالية . دائم المبادرة- خصوصا في آناء الليل وأطراف النهار- الى ارتداء ما أمكن من «بلايز» الصوف الصناعي والقطن الصيني ابتداء من «بلوزة قبة خمسة» مرورا «ببلوزة قبة سبعة» وانتهاء «ببلوزة قبة 22»..ويبقى مناوبا على قياس خدود الأطفال بظاهر اليد اليمنى للتأكد من «حم أو برودة الوجوه» البريئة.
وما أن ينتهي فصل الشتاء بمرارته حتى يبدأ فصل الصيف بمرارته أيضا وتبدأ محنة المياه، مما يستدعيه للقيام بطقوس مشابهة لطقوس الفصل المنصرم، من تفقد الخزانات، والمسح بالسبابة على ساعة الماء، واقتصار الغسيل على يوم واحد في الأسبوع، والاستحمام مرة في الشهر، كما يصبح دائم المبادرة خصوصا في أناء الليل وأطراف النهار للتأكد من منسوب المياه فوق «المواسير» أم تحت «المواسير». والنقر على «الشبر» الرئيسي كنوع من التثبت من فاعليته..ناهيك أنه سيضيف الى قائمة الأسماء في جهاز الخلوي - على الأقل - عشرة أرقام من سائقي صهاريج «ماء غير صالح للشرب» بقصد الشرب، والمناوبة كذلك على قياس خدود الأطفال بظاهر اليد اليمنى للتأكد من خشونتها، وبالتالي من مدى «استحقاقية» الاستحمام..
* قرأنا أن العجز المائي لهذا العام سيصل الى 500 مليون متر مكعب، مما يعني حتمية تشارك سكان الحي بإبريق وضوء واحد، وحتمية الاتفاق على «المضمضة» الجماعية،والمسح على مرفقي كبيرهم فقط،حتى يكتمل الوضوء الصيفي، على أن يكون الإمام متيمما..
يحذرون كالعادة : شتاء قارس وصيف قاسي ..عبارتان نسمعهما كلما دق أحد الفصلين بابنا، وهل جرس الإنذار يحتاج الى جرس ينذره؟.
بالشتاء نهلك ونحن نراقب منسوب الوقود وجالونات الكاز وبالصيف نهلك ونحن نراقب خزانات الماء وتوقيت الاغتسال..
الحل الامثل ان نقطع اشجار الغابات التي تزين جبال الاردن واوديتة وقد يكون حلا قاسيا مؤقتا
للبعض على حساب اردن اخضر سعينا الى زراعته بملايين الاشجار منذ كنا بالصفوف الابتدائيه
زرعنا الجبال والاوديه واطراف الطرق الا انني لا اللوم هؤلا الفقراء الذين لايجدون لقمة العيش باءن يذهبوا للغابات لجمع الحطب اليابس واحرقه بالمدافىء لتفئة اطفالهم من برد الشتاء القارص
كنت اود لو تعود القبائل الاردنيه كما كنا نعيش ايام زمان للرحيل الى الاغوار الاردنيه شتاء هربا من البرد والثلج وفي الصيف نرحل شرقا الى مرتفعات الاردن المطلة على غور الاردن
على العموم الحاجة ام الاختراع لست قلقا على الماء لان عندي بئر ماء داخل الحوش
يرحم زمان وليالي زمان كنا نتدفاء على الحرز وبعر الغنم ولا توجد مشكلة اظن علينا ان نعيد عقار الساعة للوراء وان نشد الاحزمة فالقادم لايبشر بالخير وسنيين عجاف تطل علينا من خلف الافق
اساءل الله العفو والعافيه وان يغير احوالنا للاحسن
المفضلات