تعتبر حاسة السمع إحدى أهم الحواس التي وهبها الله تعالى للإنسان لكي يميز بين الاصوات والجمل والكلمات التي يجمعها صوان الاذن في موجات صوتية، وذلك عن طريق القناة الخارجية لتصل الى طبلة الاذن، ومنها الى عظيمات الاذن الوسطى ثم الى قوقعة الأذن الداخلية، ومن ثم إلى عصب السمع ومنه الى خلايا السمع بالمخ.
ولكن قد تحدث إصابة لأسباب عديدة في قوقعة الأذن الداخلية تجعلها تفشل في أداء وظيفتها مع سلامة عصب السمع، فتؤدي الى فقدان السمع والإصابة بالصممِ فهل يمكن علاج مثل هذه الحالة؟
يمكن زرع قوقعة صناعية بالأذن الداخلية لعلاج هذه الإصابة، ولكن يجب التأكد من ضرورة توافر شرط مهم لإجراء عملية زرع القوقعة الصناعية بالأذن الداخلية، وهو سلامة عصب السمع وخلوه من أي إصابات أو أمراض.
والفكرة من زرع القوقعة الصناعية هي توصيل الموجات الصوتية من عظيمات الأذن الوسطى السليمة الى عصب الأذن السليم، ومنه الى خلايا المخ السمعيةِ وفي حالة إصابة عصب السمع لن يصلح زرع هذه القوقعة لعدم وجود اتصال بين القوقعة المزروعة وخلايا المخ السمعية.
أسباب إصابة قوقعة الأذن الداخلية
بعض أنواع الحميات مثل الحمى الشوكية والحمى النكفية والحصبة الألمانية.
تناول بعض العقاقير الطبية مثل 'استربتومايسين' والسلسيلات والمواد الكحولية.
بعض الأمراض المزمنة مثل السكر والفشل الكلوي.
قصور الدورة الدموية المغذية للقوقعة كما في حالات الجلطة او النزيف.
الكدمات أو الاصابات الشديدة بالرأس وبعض العمليات الجراحية التي تجرى بالأذن الوسطى.
الصفراء الشديدة للأطفال حديثي الولادة.
تسمم الحمل او نقص الاوكسجين للأطفال اثناء الولادة او بعدها مباشرة، الى جانب بعض الأمراض الوراثية وبالأخص زواج الأقارب.
مكونات القوقعة الصناعية
هذا الجهاز يشمل جزأين، أحدهما جزء داخل الجسم بالأذن الداخلية وعظمة النتوء الحلمي، وهو يشمل (اليكترولايتس)، وجزء خارج الجسم ويتكون من ميكروفون وهو الذي يحمل الكلمات الى اشارات كهربية الى الجزء الداخلي المزروع بالأذن، الذي يرسل بدوره اشارات كهربية الى العصب ومنه الى المخِ ومن الجدير بالذكر أن هذا الجهاز لا يسبب أي ألم للمريض وليس له اي أعراض جانبية وهو عبارة عن مادة خاملة بلاستيكية.
ويجدر بالمرضى ان يدركوا على وجه الدقة ان هذا الجهاز لا يحل محل السمع البشري، فهو لا يجعل المريض يستعيد السمع الطبيعي، ولكنه يوفر الاحساس بالسمع مع تمرينات التخاطب بعد العملية، بحيث يصلون الى درجة من السمع مع قراءة الشفاه فيجعلهم يميزون قدرا كبيرا من الكلام قد يغني حتى عن قراءة الشفاه فيما بعد، لأن هذه الحالات المرضية التي تزرع لها القوقعة لا ينفع معها اي نوع آخر من وسائل تحسين السمع مثل السماعة الطبية، نظرا إلى أن اي مريض يتحسن سمعه باستعمال السماعة الطبية لا تناسبه اطلاقا عملية زرع القوقعة.
واذا اردنا التحدث عن الفرق بين سماعة الاذن والقوقعةِِ فيمكن القول ان سماعة الاذن تكبر الاصوات الطبيعية المحيطة بالمريض وتقوم بتوصيلها الى العصب ومنه الى خلايا المخ، حيث تصل الكلمات او النغمات الطبيعية من المتحدثِ اما القوقعة فتصل اشاراتها الى المخ على هيئة شفرات كهربية يتدرب المريض على تعلمها عن طريق تمرينات التخاطب.
كيف تزرع القوقعة
ان طبيعة اجراء هذه العملية تتلخص في زرع الجزء الداخلي من الجهاز داخل قوقعة الاذن المصابة، حيث يزرع جزء منها في عظمة النتوء الحلمي تحت الجلد، اما الجزء الخارجي فهو عبارة عن ميكروفون ومعالج يستقبل الكلام ويحوله الى اشارات كهربية يرسلها بدوره الى الجزء الداخلي المزروع بالاذن تحت الجلد، والذي يرسله عن طريق عصب السمع الى خلايا السمع بالمخ على هيئة شفرات كهربية يتمرن بعد ذلك المريض على ترجمتها بجلسات تخاطب تستمر فترة تختلف حسب درجة المريض وقدرته على الاستيعاب.
وبالطبع لا يمكن زراعة القوقعة لكل الحالات المرضية المصابة بالصمم، لأن ذلك يرجع الى طبيعة الحالة نفسهاِ اذ ان تقييم الحالة يعتمد على درجة السمع التي يجب ان تكون اكثر من 90%، ويعتمد على درجة ذكاء المريض، فالمفترض ان يتمتع المريض بدرجة ذكاء تجعله يستوعب تمرينات التخاطب بعد العملية مباشرة لحل الشفرات التي تصل الى خلايا المخ عن طريق الجهاز الجديد.
وما من شك في ان المريض الذي سبق له السمع من قبل واكتسب صفة الكلام قبل اصابته بالصمم، يكون اسهل في استعادة هذه الحاسة عقب العملية اكثر من الذي اصابه الصمم قبل اكتساب هذه الصفة.
نصائح بعد إجراء العملية
- مراعاة الكلام مع المريض بصوت عادي بعد عملية الزرع.
- عدم الاثقال على المريض سواء كان كبيرا او صغيرا في المنزل بكثرة الكلام، لأن جلسات التخاطب تصيبه بالارهاق.
- لا ينبغي التحدث اليه جماعة في الوقت نفسه بل فردا فردا.
- عدم التحدث معه من الخلف حتى لا يتأثر نفسيا اذا لم يفهم الكلام.
- عند التحدث مع مريض زرع القوقعة يجب التأكد من انه منتبه اليك.
منقول جريدة القبس 12-3-2006
المفضلات