كل المؤشرات على ارض الواقع تقود إلى نشؤ حرب أهليه وشيكة في العراق بين السنة والشيعة والأكراد .. وهذه الحرب حاولت أمريكا إغفالها مبررة قدرتها على تماسك لحمة العراق الكبير بكامل أطيافه بالديمقراطية الغربية المستوردة .. جاءوا من أقصى الأرض ولايات بوسطن والبهاما وتكساس بالديمقراطية مثل ما جاء من أقصى الأرض المغول بقيادة هولاكو بالغوغائية.
أي زمن اغبر حاق بالعراق .. وأنا أرى علب ماء الفيحاء مصدرها الحائر جنوب الرياض يشربها علية القوم في بغداد التي يرفد بها نهري دجلة والفرات.
العراق جائع عطشان .. وأمريكا تطبخ له الديمقراطية على نار هادئة .. وتذر الملح على الجراح .. هي التي أخرجت العنصرية من قمقمها وأطلقتها تلبس أحزمة ناسفة لتفجر المزارات المقدسة .. وترتدي عباءات سوداء في فرق الموت تطوف الشوارع بالظلام لتغتال الأبرياء والمؤذنين وقراء القرآن.
كل عشرة قرون .. فان للعراق قدر مع الجهل .. بالأمس هولاكو المغول واليوم بوش أمريكا .. كلاهما جهلة .. كلاهما مغرورين .. كلاهما ماديين .. كلاهما قتلة .. كلاهما متعطشين للدماء .. كلاهما حمقى.. كلاهما لا يسمع احدهما إلا نفسه. لقد حارب هولاكو بجيشه العتيد أهل العراق فقتلهم واحرق مكتباتهم ودمر مبانيهم وقلاعهم وأفنى فنونهم وعلومهم .. لكن دبليو بوش زاد على هولاكو .. بعد ان حطم جيشه العراق ابان خلعه صدام .. فقد بث بعدها الفرقة في أبناء العراق ليقتل بعضهم بعضا ويهدم بعضهم دور بعض ويهتك بعضهم عرض بعض .. ثم ماذا؟ فقد عملت السوسه على تقويض منارات بغداد وجامعاتها وعقول أبناءها.
غدا سنسمع المواويل العراقيه المشحونة بالحرقة كحنين الناقة تبدد سكون ليل الراعي .. ومن يلوم العراقي اذا مول مواله لعلها تخفف آلامه وأحزانه.. سنقول له كما قال سعد بن عاقول لأخيه حسين الذي يتأوه الما بعد ان جلده القاضي فيواسيه سعد قائلا .. ون ياحسين ون ياحسين ون ون.
المفضلات