((الرسالة الأولى))
بداية الملتقى
وقفة أمل
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
وقفة أمل....
في... احدى الأيام الحزينة والذكريات...الجريحة...صعدت قمة أعلى الجبال المطلة على نهر الراين...في مدينة بون في جمهورية ألمانيا الإتحادية....
مناظر خلابة تكاد تسحر عين الناظر...لها من بنى الوطن ولكن هل يا ترى ...أن الذي أتى لخدمة وطني العزيز...تحرك مشاعره تلك المناظر الخلابة...غابات... وأنهار...روضات في الدنيا...ينابيع جارية...جمال خلق الطبيعة في تلك...التي رأت العيون جمالها هو خلق الله سبحانه وتعالى..مكون الأكوان وبديع كل شيء...لكنني لم يكن يوما أن تتحرك مشاعري و أحاسيسي لهذا البلد سوى أنني أتمنى أن أرى المسلمين فيها بكثرة ...لكي ينتشر الدين الحنيف...!ففي هذه البلاد يفتقد الإنسان المساجد والمآذن وصوت المؤذن وهو ينادي الى الصلاة.
نرجع إلى الذكريات على تلك الجبال...أنها الدموع تسبق العبرات فتنهمر كالسيل من الاحداق...إنها الدموع تنهمر قبل أن يحدثها القلب عن العاطفة تجاه الماضي...الذي نتمنى أن لا يعود إلا بالخير والمسرات...تجاه وطني ... تجاه نشأتي في أحضان أسرتي ... كأنني أسمع أبي ينادي... والأم تتنحب على بعدي ...والإخوة فقدوا اجتماعنا...ليالي السهر جميلة...في تلك الصحاري القاحلة وما ألذ صيام رمضان في حرها الشديد...
ابتسامات تتوزع وتسحر النفوس في طريق اللقيا المباركة...أنسة للبال...وما أجمل تلك البلاد التي لم يكن لها في داخلي سوى الذكريات الجميلة...
أما الآن في هذا البلد فقد كنت في رفقة أسرتي يوما ما...فإذا نظراتهم الي وهم في تعجب يسألون أنفسهم هؤلاء الصغار ما الذي أتى بنا الى هنا...نحن كنا سعداء ... فإذا بابنتي (( فيء)) تتقدمهم وعيونها مليئة بالدموع تقول لي...أبتي هل يطول مكوثنا هنا على حسب تعبيرها ..نريد مدارسنا...هذه المدارس اختلاط...أريد أن أعيش مع جدتي...لا أريد العيش هنا... يا عين لا تبكي فإن البكى مذلة ...أمام أعين الأبناء... ليس بواجب أجبرت عيني عن البكاء أمام طفلتي... لكي لا أزيد جروح البعد عن الأحبة جروح... أتمنى يا بنيتي أن تنقضي المدة ... ونرجع الى أرض الوطن بسلام...حبيبتي..كلها أيام وتضمد الجروح وينزاح الضباب ثم ترجع الذكريات...حبيبتي لا أملك إلا أن نصبر ونحتسب الأجر على الله... وأرجو من الله الثبات على الدين...
هنا تتقلب القلوب...وتتغير الشخصيات ... يا قلب صبرك...إن الدين مفقود... يا قلب صبرك فإن الحافظ الله.
والله ... والله... ثم والله... فإن كل أرض وطئتها دون وطني فإنها بضاعة مؤقتة في نفسيتي ... نعم مؤقتة...
عيني تشاهد ... أنهارها الجارية ... عيني تراقب جبالها الشاهقة بجمال ما كساها الله من غابات ومناظر خلابة ... لكنها دون نظر القلب لها فإنها ... ظلام ... اكتئاب... قفار .... وسراب... نعم هو القلب ... محل البصيرة .. أتمنى من الله أن لا يعمي بصائرنا وأن يوفقنا في الدنيا والآخرة.
لكن كل ما أقول لمرضى النفوس فإن العيش في بلاد الحرمين الشريفين أنسا للبال وراحة للخيال تتأمل الدنيا وكأنك تعيشها للأبد في أحضان الوطن الغالي تحت شعار الدين الحنيف...
أتمنى من العقلاء أن يصفوا بلدي وأن يمثلوه حق تمثيل بما يتطلب منا الدين الحنيف...وأن نتعامل مع الشرفاء في مشارق الأرض ومغاربها بيسر ولين...حتى وإن اختلفت الديانات فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتعامل مع جيرانه من اليهود والنصارى حتى يتمكن من نشر الدين الإسلامي بين العامة... الدين النصيحة...
فيا إخوتي هذه رسالتي بعنوان وقفة أمل...مع المواقف التي تمر بخيال الذكريات...وقفة أمل مع كل من يمثل بلده بالخارج...وقفة أمل مع كل من سعى في الأرض فسادا أو لهوا من جلدتنا...بأن الله غفور رحيم...
وقفة أمل مع كل رب أسرة يريد صلاح أبناءه وما يدور في بيته السعيد...
وقفة أمل للمستقبل القريب المنتظر أن تعج الأرض بأركانها بانتشار الإسلام حسب ما ورد عن السنة النبوية...
كل انسان يحمل في طيات صفحاته أحاسيس ومشاعر...وكل انسان في داخله آلام ...وآمال... وكل انسان لديه أسرار مقفلة... ولديه أمل مفقود ...داخله...
أحبتي إن تلك الكلمات التي كتبتها في رسالتي خرجت من قلب محب لكم أثقلته الهموم خرجت مني كقطر الندى على ذاكرتكم ... لأنني أحمل ما يحمل كل إنسان من المشاعر والأحاسيس التي تحركها عواطف الذكريات فأتمنى للقارئ الفائدة والتفكير فيما كتبت.
أخوكم الفقير الى عفو ربه .....أبو سماهر الشمري ... 15/8/1425
المفضلات