تخيّل .......
أن لك ولداً ، بلغ به الكسل مبلغه
غير مسؤول
لا موقف لديه
تمر به أحنك المصاعب ويقابلها بكل برود وجمود
فجأة
وأمام حادث بسيط ...... قد لا يساوي شيئا أمام أحداث مرت به قديما
تلاحمت حروفه المبعثرة
و تحركت يده التي شلها العجز والكسل
ونطق .......
فكان له كلمة و موقف
قل لي .......
ما موقفك منه
هل ستهب في وجهه قائلا (شوي شوي على عمرك هالحين سااااااكت وعند هالموقف فزيت)
(الله وأكبر ....... وين هالحماس من أول )
هل ستلقي على أسماعه من هذه القنابل المحبِّطة
وتمطره بحجارة من سجيل التثبيط والسخرية
أم
أم
أم ستقتنص هذه الفرصة النورانية في نفسه
لتنفخ أكثر وأكثر على نار حماسه
ليزداد حماسا وهمةً
هل ستشكل من هذا الموقف البسيط إنطلاقةً له إلى مواقف أقوى و أشد
هل ستغتنم هذه الإنتفاضة الروحية فيه
لتدفع به إلى أن يكون ـ وإلى الأبد ـ منتفضا على
الصمت
الشر
الظلم
والخطأ
.
.
.
أي الموقفين ستقف؟
أي الموقفين أصح و أنفع
لك
و له؟!!!!
أجزم أن كل أبٍ رحيم عاقل سيقف الموقف الثاني
لأن السبب واضح
والنتيجة أوضح
..................................
هذا هو حال هذه الأمة .......
ينااااااام أبناؤها
تتشعب بهم السبل
وتتفرق بهم الحروف والمواقف
وعندما!!!!!!
تأتي نقطة الإلتقاء
ويتحدون على موقف واحد ـ وإن كان بسيطا ـ متمردين على الفرقة والشتات
صارخين بصوت واحد
ولهدف واحد
نقطة قد تكون نقلة
محنة قد تكون فرصة
لتصحو هذه الأمة من سباتها وتنفض غبار الصمت عن هامتها
فجأة .....
تطل رؤوس التثبيط و التحبيط
نعم
نعم
ها هي الأمة اليوم ......... في صورة من صور التلاحم
في حملة المقاطعة ...... نصرة لرسول الله
لم تسلم من تلك الرؤوس التي أينعت وحان قطافها
ولك أن تنظر إلى أعذارهم الواهية وحججهم الضعيفة
ولأني لا أحب الظلم ........ فإني أعترف أن هناك من هذه الرؤوس
من أطلّ جاهلا و مخطئاً
مندفعا
متهورا
يقرأ دون أن يتعمق
رؤوس تحتاج إلى لحظات من الخلوة لتقرأ صفحات أنفسها
علَّها تستبين طريق الرشاد
ولكن ..........
من أعجب ما يحاولون أن يشتتوا إنتباه الأمة به هو تمنطقهم و تسربلهم بسرابيل الدين
يقللون من شأن المقاطعة بحجة أنها ظلم للشعب كله
ولا أدري ألا يسمعون
ألا يقرؤون
في عصر سهل الحصول فيه على المعلومة
فواااااااااااااااااااااااعجبي
أما تعجبهم من إنتفاضة الأمة أمام سب الرسول
في حين أنها لم تفعل ذلك أمام إحتلال العراق
أو من أجل تحرير القدس
فلن أشرح ولن أطنب
عُدّ إلى المثال الذي ضربته في أول المقال
وانظر إلى وجه الشبه
مع الأخذ بعين الإعتبار أن إهانة المصطفى ليست بالأمر الهين
وأنه من الواجب على الأمة أن ترد
ما دامت تملك ذلك
لا أدري لمااااذا
هل هو جهل ؟!!!!
حسد؟!!!!!!
كره؟!!!!!!!!
غبااااااااء ؟!!!!!!!!
والله لقد أتعبني أمرهم ..... وعجبت حتى ملّ العجب مني
لمااااااذا ؟!!!!!!!!!!
بماذا يغيضكم توحد هذه الأمة
نعم ....
أعترف
صمتت أمتنا عن كثير من المواقف و المصائب
ولم تجمع شملها كل المصاعب التي مرت بها
والمصائب التي أصابتها
و الأخطار التي أحدقت بها
نعم ............... نعم ..............
ولكنها اليوم نطقت أما مصيبتها في رسول الله
لمااااذا هذا النعيق و النهيق
لمااااذا تصفعونها بعبارة (كالعادة لن تثبتوا وستموت المقاطعة)
ستموووووووت
وكيف لا تموت وحولها أمثالكم من المثبِّطين و المحبِّطين
و أولئك الذين يدعون إلى المظاهرات بالرغم من أثارها السيئة
وبالرغم من أنه لا يمكن لعاقل أن يدعو إلى المظاهرات
أتعلمون لماذا .......
لأنها تفريغ لطاقة الشعوب فيما لا طائل من ورائه
فبدل أن توجه تلك الطاقات إلى تحركات و أعمال ملموسة
تذهب هباءً في الصراخ والتكسير و التدمير للممتلكات العامة
ولا تقولوا لي هناك مظاهرات سلمية
لأني أعلم أنها موجودة
ولكنها ......
أولا محدودة
وثانيا ..... غير مجدية
وخصوصا مع أعداء هذه الأمة
لأن لسان حالهم يقول (ما دمت أيها المسلم مسالما فلن يردنا شيء
أما أنت فتظاهر كما يحلو لك)
الصراخ عليهم
حرق أعلامهم
الدوس على صورهم
لم يكن مؤثرا فيهم
أما اليوم
فإن السهم أنفذ
و الجرح أعمق
.....................................
و أما الذين يقللون من أهمية المقاطعة مطالبين الأمة بالقتال و الحرب
وهم أعلم الناس بقلة عتادها وسلاحها وعدم جاهزيتها
فما قولهم إلا كلمة حق أريد بها باطل
تخيل معي .......
بيت تهدم وتساقطت حجارته
وهناك فتى ضعيف البنية .......ينقلها حجارة حجارة
في حال هذا الفتى أنت أمام موقفٍ من ثلاثة......
إما أن تمد له يد العون وتدعو الناس حتى ترفعوا الحجارة كلكم في أسرع وقت
و أقلّ جهد ........
أو ....... أن تكتفي بالنظر إليه حتى ينتهي من نقلها
وهنا ...... سوف تطول المدة على ذلك الفتى ولكنه قد يصل في النهاية
أو .......
أن تطالبه ـ على ضعفه ـ بأن يحمل فوق طاقته صارخا به (لماذا تحمل حجرا واحدا هيااااااااااااااا
احمل عشرة)
وهنا ستدفعه إلى أن يهلك نفسه
فلا هو الذي إستطاع حمل الحجارة
ولا هو الذي سلم على نفسه
نعم الجهاد مطلب ضروري وحل أمثل لما يمر به الإسلام
ونعم قد أكون من أكثر الناس مطالبة به .... وقصائدي خير شاهد على ذلك
ولكني أطالب بشيءٍ يسبقه ...... وهو الإعداد
وهذا ما يجب أن نعمل عليه حاليا
إعداااااااااااااااااااااااااد الأمة
و هنااااااااا........
قد تكون هذه المقاطعة حافزا وأملا للشعوب الإسلامية
نعم ......
عندما ترى شعوبنا الإسلامية كيف فعلت مقاطعتها وكيف أجدت فإنها قد تتبع نفس النهج مع دول أخرى
وقد يدفعها ذلك إلى ثمرة أخرى
وهي السعي إلى الإكتفاء الذاتي
السعي إلى أن تزرع وتحلب وتنسج وتنتج ...... حتى لا تحتاج إلى أحد
نعم ......
المقاطعة سلاااااح الشعوب
ليست بيد تاجر ولا حاكم
ويكذب من يقول أنها لعبة تجار
فحينما أمتنع أنا و أنت و هو وهم عن شراء منتجٍ ما
فعندها ..... لن يغامر تاجرٌ حاذق باستيراده
لأن العرض يأتي حسب الطلب
كل هذه ثماااااار يمكن قطافها من هذه المقاطعة
لو صمتت أبواق المحبطين
و خفتت أصوات المستهزئين
وتحركنا ......
كي نضيء لهذه الأمة قناديل تهتدي بها
و حتى لو لم نقطف نحن هذه الثمااااار
فسيأتي من خلفنا من سيقطفها
ويبقى لنا فضل غرسها وسقايتها
فهل تسمعوووووون؟!!!!!!!!
المفضلات