قرآن وصلاةٍ وآياتٍ من الذكر الحكيم أستخدمها الرئيس العراقي المخلوع في جلسات محاكمته الساذجة ، أدت الى
إدخال الشك والريبة في قلوب الكثير من الناس بأنه تاب وترك البعث وحزبه ورجع الى ربه ودينه ، إلا أنه وكما عودنا دائماً يخذل من يؤيده ويدافع عنه .
في حربه الأولى مع إيران إستطاع وبكل مهارة كسب الشارع العربي لتأييده ومؤازرته من خلال خطابه القومي لهم وتحريك كل قنواته وأساليبه في دغدغت مشاعر العرب لإخراجهم من عزلة الإنكسار والشعور بالهزيمة ، الى نشوة الحلم في الإنتصارات العربية الوهمية ، ورغم أنه لم ينتصر وعاد بخفي حنين وإلى تلك المعاهدة التي وقعها ومزقها والمسماه "بمعاهدة الجزائر " ، وأوهم العرب بأنه المنتصر ، وعاش العرب معه نشوة النصر الوهمي إلى أنه خذلهم بإحتلاله لدولة الكويت الأمر الذي قسّم العرب الى قسمين قسم ٍ إحبط وخذل من بطله القومي وقسمٍ
يناديه بأعلى صوتٍ ((يا صدام ... يا صدام ... من الكويت للدمام )) بإشارة لأحتلال الخليج العربي .
وبعد أن قتل الخطاب القومي بخنجر عربي خرج لنا الخطاب الديني وبيد من ، بنفس اليد التي قتلت
العروبة وقوميتها ، لنتابع المقال :
الآن صدام أصبح لدى البعض مجاهد وأبو الشهداء والصابر المحتسب ، بعد أن كان في السابق القائد المهيب الركن المجيد " وهي أسماءٌ للخالق سبحانه وتعالى " .
صدام يأتي بالقرآن الكريم الى المحكمة " لا نعلم ما الحكمة من ذلك " وهل أصبحت المحاكم دور عبادة وقراءةٍ للقرآن ؟ أمرٌ محير نتمنى ممن يعرف السر أن يفيدنا !!!!
صدام يطلب الذهاب للصلاة ويغضب من القاضي لأنه قال بعد إنتهاء أقوال المشتكي ، فيصلي على كرسيه ، ألا أنه لم يغضب عندما رضخ القاضي وسمح لأستراحة لأداء الصلاة فأعترض أخوه برزان وطلب الأستمرار بالحديث وكذلك عندما أعترض محاميه الدليمي وطلب الرد على أقوال المشتكي ثم بعد ذلك الصلاة ، الأمر الذي لم نشاهده يصلي كما فعل بالمرة الأولى ، بل كان منصتاً لأخوه ومحاميه ...!!!
أمرٌ فيه غرابة وتناقض يتطلب التوقف والتأمل !!!!
صدام يتفاخر ويجاهر بأنه شرفٌ له أنه أمين سر حزب البعث ورئيس مجلس قيادته ويقول "أن الحزب هو الذي خلقني ولم أخلقه ، هذا الحزب أبو الثورات " ، بإشارةٍ منه بأنه بعثي ومتمسك بقيادة البعث ومبادئه .
ومن يعرف مباديء البعث يعرف بأنها مباديء كفرية بعيدةٌ عن العقيدة والأسلام ، الأمر الذي يدعو المتابع من تسليط الضوء على سر العلاقة بين الحزب ورئيسه وبين الدين !!!
كنا نقول بأن صدام بعثي ولا يمكن أن يكون غير ذلك ولقد خدعنا كثيراً ومزق صفوفنا ، إلا أن البعض رأى ذلك من باب التجني والتقول على صدام بغير حق ، وكنا نثبت بأقوالنا ما قاله علمائنا عنه وعن حزبه ، فكان الرد أيضاً غير موفق ، وكنا قد جلبنا أقواله وأفعاله فكذبوا وقالوا بأن الكره قد أعماكم وأعمى بصيرتكم .
وها هو صدام يعترف بملأ فمه وأمام الأشهاد على أنه بعثي وأن البعث هو من خلقه ،فماذا عسانا أن نقول عنه أكثر مما قال ؟؟ وماذا عسانا نقول للمغفور له الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في فتواه ؟؟ وماذا عسانا نقول لعلمائنا وأمتنا من خلفهم بعد أن خذلنا صدام كعادته أمامهم ؟؟؟
أنا مع من يحب صدام لشخصه أو لحزبه على إعتبار أنه حرٌ فيما يحب ويختار ، ولكني أختلف مع من يحاول أن يبرر أفعاله وأقواله ويجعلها في صميم العقيدة والدين ، ويبعد عنه ما لا يريده صدام نفسه الأبتعاد عنه .
خذلنا في السابق وها هويخذل من يلتمس له العذر ويبحث له عن مخرج ، وكعادته يعيدنا الى نقطة الصفر من جديد .
تقبلوا تحياتي
المفضلات