أخي محمد ,,
المشكلة في حواري معك تكمن بأنك تحتاج إلى دليل على توبة الرئيس صدام صادرة من العلماء ,, وهذا للأسف ولله الحمد غير معمول به في شريعتنا الإسلامية ,,
أنت تقول أنك لاتملك تكفير صدام ولا غيره وإنما أنت متبع للعلماء ومع ذلك تناقض نفسك بإصرارك على التكفير حتى مع رؤيتك لما يظهره من تمسك بعقيدته ,,
المتبع لايجب عليه أن يعمي بصره عن مايرى من تغير وإلا فهو والجاهل سواء ,, وهذا يعني أنك قد يأتي يوم فتتبع فيه أئمة جهالاً يَضلون ويُضلون ولن تسمح لعقلك بالتحرر من قيود التبعية ,,
أيضاً أنت تفهم انتماء الرئيس للحزب فهماً حرفياً وتصر على ذلك وهذا مالا أتفق معك فيه إطلاقاً ,,
الرئيس صدام حسين مسلم كما هو ظاهر للعيان ,, سواء في كلامه أو تصرفاته ,, وإخراجه من الملة بسبب اعترافه بانتمائه لحزب البعث ليس من حقي ولا من حقك خصوصا وأنا أرى أن انتماءه ليس كما تريده أنت انتماءً حرفياً ,,
سردت لنا مبادئ حزب البعث ولعلك قرأت كما قرأنا جميعاً تلك المبادئ التي تُعنى بالوحدة العربية وتلك التي تحث على دحر الاستعمار والأخرى التي تدعو إلى بناء أمة قوية اقتصادياً وعسكرياً وغيرها من المبادئ التي لاخلاف عليها ودعا لها الإسلام ,, إلا إن كنت لاترضاها !!
الحق في مثل هذه المبادئ لايمكن إنكاره ولا يحتاج أن أؤمن بالبعث رباً كي أعمل بهذه المبادئ وأتخذها شعاراً لي وهذا ما أرى أن الرئيس صدام قد فعله ,,
وهذا الذي لاترغب أنت في الاعتراف به ,, ولا زلت تصر أن إعلان الرئيس لانتمائه للحزب يعني أنه خذلنا وأن فتوى التكفير لاتزال سارية المفعول ,,
لا أدري كم مرة رميتني بالابتعاد عن صلب الموضوع ولم أعلق عليك مع أني كنت في صلبه لكن على مايبدو أن ردودي لم يكن مرضياً عنها ,,
باختصار وحتى تكون الصورة أوضح وأنصع إذا كنت راضياً بحكومتك ومقتنعاً بها فيلزمك استصحاب ذلك الحال مع الرئيس صدام ,,
تطالبه بتعديل مبادئ الحزب وفق مايرضي الله ورسوله وكان الأولى أن تبدأ بمن هم حولك فالأقربون أولى بالمعروف ,,
ولو واصلت مسيرك في تكفير الرئيس صدام فإن مسلسل التكفير سيتوالى على بقية رؤساء الدول العربية والإسلامية فمن تهمة الحكم بغير ما أنزل الله إلى موالاة الكفار ومد يد العون لهم في قتل المسلمين إلى تقديم المعونة لهم مادياً ومعنوياً إلى إلى مالانهاية ,,
ولو قلنا بقولك لآلت حال أمتنا إلى ما آل إليه حال العراق ,, وانظر الآن إلى شعب العراق الذي كان فئام منه يتذمرون من حكم صدام صاروا يتمنون تلك الأيام الخوالي التي كان فيها العراق عزيزاً وممتنعاً على كل الطامعين فيه ,,
تقول أن حق الشعب العراقي يفرض عليك أن تدينه وأنا أقول لك أن الشعب العراقي أصبح يمجده أكثر من ذي قبل ,, والكثيرين انقلب كرههم له إلى مناصرة وتأييد لأنهم عرفوا الفرق بين العيش بكرامة وفي وطن آمن وبين الحرية والديموقراطية التي طبل لها الأمريكان ومن شايعهم ,,
أخي محمد أنت تقول أن مايدفعك للحديث عن صدام هو عقيدتك وعقلك وحبك للآخرين فتضع الحقائق دون تعصب أو عاطفة ,,
أمثال هذه الحقائق التي تقول قد تكون ذات قيمة لو أن الرئيس صدام حسين لازال في الحكم "مع أن تصرفك منهي عنه شرعا" وأردت أن يبتعد الناس عنه ,,,
لكن تحذيرك منه الآن وهو أسير في يد قوات الاحتلال لايدل إلا على شيء واحد وهو أن عاطفتك وعصبيتك تجاهه تدفعانك قسراً للكلام عنه بمثل هذا الأمور ,,
جعلته مع الصليب في مقام واحد واتهمته تجنياً وزوراً بمحاربة الإسلام والمسلمين وأنت تعلم أن الحقيقة خلاف ذلك !!
ثم تأتي وتتهمني بأنني أتكلم وفق أهوائي وعاطفتي !!
قلتها ولا زلت أقولها أنت غير ملام على كرهك له لكن لاتجعل قلمك يفقد بريقه ولمعانه بمثل هذه العصبيات المقيتة ,,
وإعجابي بالرئيس أبديته منذ البداية فلا تسوغ لنفسك الافتراء علي ,, نعم معجبة به ولست أخجل من ذلك وأبديت أسبابي التي كانت بعيدة كل البعد عن العاطفة والعصبية ,,
لكن الذي كنت أحرص عليه أكثر هو أن لايكون إعجابي به وكرهك له هو شغلنا الشاغل فيما بيننا فيدفعك لتكفير المسلمين ,, أحبب من تشاء ولا تثريب عليك مالم يكن كافراً ,, فلن أكتب بين الفينة والأخرى مواضيع تهاجم وتتهم من تحب لأن أمرك وأمره لايعنيني والعاقل هو من يعمل بذلك ,,
أما ماذكرته عن الملك عبدالعزيز رحمه الله فهناك فرق شاسع وكما تقول الشمس لايمكن حجبها بغربال,,
أخي محمد قد لا أحسن تنميق الكلام وتنسيقه كما تحسن أنت وأعتقد أن هذه الصفة صفة عاطفية تستدر القلوب قبل العقول ولهذا أراك تنعتني بين الرد والآخر بأني إنما أبني حكمي على صدام بناء على عاطفتي وتعصبي وبعيداً عن تحكيم العقل وأنك أنت من يسرد الأدلة والبراهين على صحة قولك ,,
أما ماتسميه تهديداً فهو ما أراه أنا أدلة وبراهين تثبت صحة قولي ولست تجهلها ولا أظن أن من بيننا من يجهلها ,,
وعدنا من حيث بدأنا مادمت ستحتاج لتبرئة الرئيس من تهمة الكفر إلى صك غفران وفتوى من العلماء ,,
شكراً لك أخي على هذا الحوار الراقي ,,
المفضلات