السلام عليكم والرحمة والبركات
نستكمل معكم الرواية .. والزواج قديما ً
عقبالكم ياللي ما اعرستوا وعقبالي
يازين العرس خاصة عروس الاولين
قال الراوي ياسادة ياكراام :-
كان البحث عن مكان للمبيت يثير الجدل دائما، حتى في الصحراء الواسعة لقد أشار عليهم حميد أن يبيتوا بجوار الجبل، بقرب أحد الغيران الكبيرة، ليحتموا بالغار- في حالة هطول المطر أو هبوب الرياح، ولكن خلف اعترض على هذا الرأي لعدم وجود بوادر تشير إلى هطول أمطار أو هبوب رياح، فليس هناك داع لإكتنانهم في غار، وكأنهم في أحد الدور، فلماذا إذن خرجوا إلى الصحراء، لذلك اقترح عليهم أن يبيتوا بجوار شجرة أرطاة كبيرة في مرتفع يطل على السهل الواسع الذي أمامهم، والوعر الذي وراء الطعوس، والجبال التي كستها طعوس النفود برمالها الذهبية من الناحية الأخرى، لكي تتاح لهم فرصة رؤية الصيد في الصباح وهم في مكانهم، فعارضه بعضهم ووافق معه بعضهم وأخيرا اتفقوا على المبيت بجوار الأرطاة التي تحتل المرتفع، فأوقفوا سيارتهم هناك، وأنزلوا فرشهم وأواني الطبخ ومعاميل القهوة، وعلقوا الظبيين على جانبي السيارة من الخارج وبدأ بعضهم بشب النار وبعضهم يسلخ الظباء، وبعضهم الآخر يجلب الحطب لشب النار التي لها جمالها في مثل هذا المكان الفسيح والجو البارد.
قال حميد لعويد:
اجعل النار كبيرة ياعويد، وأنت يا (عبيد) نظف الكرش جيداً ولاتشقها، لأنني سوف أعمل لكم طبخة لذيذة بدون قدر!!.
فاستغربوا كيف يمكن طبخ الطعام بدون قدر!!، فتهيأوا لذلك وعندما أحضروا لحم الغزال وكرشه النظيفة والأرز والبصل وبقية التوابل، قام حميد ووضعها داخل كرش الغزال، ووضع عظمين ربطهما بمصران الغزال ليكونا منفذاً للبخار من داخل الكرشة، وحفر للكرش في (ملة) النار ودفنها وهم ينظرون إليه بدهشة؟ وتعجب من هذه الطريقة الجديدة عليهم في تحضير الطعام، وهويقول بأسلوبه الشيق:
كل ذبيحة تسعها كرشها !!، أي إنك لو ذهبت في الصحراء وليس لديك قدر ولا ماء، ولكن لديك صيدة مثل هذه ونار فإنه يمكنك أن تطبخ صيدتك بهذه الطريقة، وما يحتويه اللحم من الماء يكفي لإنضاجه !!.
وكان حميد يراقب عويداً وسعداً وهما يشبان ناراً جديدة لعمل القهوة فقال:
ياكليب شب النار ياكليب شبه * * * عليك شبه والحطب لك يجابي
فقال خلف:
علي أنا ياكليب هيله وحبه * * * وعليك تقليط الدلال العذابي
فقال عويد:
باغ لياشبيتها بالمشبه * * * تجذب لنا ربع سراة غيابي
فقال حميد:
رحمة الله عليك يادغيم الظلماوي0
فقال خلف:
- هذا والله الكرم الصحيح، وهذاك الوقت اللي لشبة النار فيه قيمة، لجلب الضيف
وش يقول 00؟
سراة بليل وناطحين مهبه * * * متكفكفين وسوقهم بالعقابي
حي والله على ها التوصيف 0000
متكفكفين وسوقهم بالعقابي...
ما يقدرون يظهرون أيديهم من شدة البرد، ويسوقون ركابهم بعقوبهم متجهين إلى ناحية ضوء النار المشبوبة في الظلام.
لم يستطع بعضهم انتظار أكلة (التكرشة) التي تأخذ وقتها للنضج، فجلبوا شرائح من فخذ الغزال وشووها على فروش من الصخور الرقيقة التي وضعوها على النار ووضعوا شرائح اللحم عليها ففاحت رائحتها الشهية، واختلطت برائحة القهوة والعبير الطيب الذي تنفثه عظام (التكرشة) التي أوشكت على النضج، وصاروا يتذوقون الشرائح المشوية على الصخور فوجدوا أنها من أطيب ماطعموا.
بعد فترة وجيزة أخرجت (التكرشة) من الملة كالكرة الكبيرة التي يعلوها الرماد وبعض حبات الرمل، نظفوها من الرمل والرماد وأحضروا صحنين نظيفين وضعوها في أحدهما وشقوها ثم أفرغوها بالصحن الآخر، وبدءوا بالأكل اللذيذ ثم قرروا أن جميع طبخاتهم ستكون بهذه الطريقة اللذيذة المذاق والطيبة الرائحة، بعد أن فرغوا من الأكل شرب بعضهم فنجاناً من الشاي وبعضهم الآخر اكتفى بتناول قليلٍ من الماء، وصاروا يتحدثون عن يومهم الذي مضى وتوفيق الله لهم بهذا الصيد، نهض سعد ليعد فراش عمه؛ لأنه شاهده يتثاءب وقام كل واحد منهم بإعداد فراشه للنوم، قال خلف:
طعم النوم بعد التعب يختلف عن النوم المعتاد.. يالله.. تصبحون على خير آآآه بسم الله الرحمن الرحيم.
قالها وهو يندس في فراشه، وقال حميد:
ورثوا* النار ياسعد للصباح... ادفنوا الجمر بالرماد والرمل.. ربما يهب الهواء فتطير جمرة على فراش أحدنا فيحترق... الله يبعد الشر الله يستر... يا الله. تصبحون على خير (وقال بصوت خافت).. بسم الله الرحمن الرحيم الشافي الكافي المعافي الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، تصبحون على خير.
قال سعد وهو يدفن النار بالمحراث:
(وأنت من أهله)...
بعد منتصف الليل سمع حميد صوتاً يشبه النباح القصير بعوععووو بعوععوو فقال:
- الخلا مار الخلا يا أبا الثعل !!.
كان أحد الثعالب يحوم حولهم ويلتقط بعض الفضلات من الطعام والعظام التي ميت على شجرة قريبة من المكان0
مضى أكثر من ثلثي الليل حين هبت ريح خفيفة، إثر تراكم السحب من جهة (المنشا) وبدأ وميض البروق من بعيد والناس نيام، وبعد فترة وجيزة سمعوا هزيم الرعد فاستيقظوا جميعاً وهم يهللون ويكبرون ويسبحون بحمد الله، قال حميد:
اجمعوا فرشكم يارجال وضعوها في السيارة قبل أن تبتل من المطر. قال ذلك وهو يطوى فراشه ويضعه في حوض السيارة، ثم أخذ غمراً من الحطب، ووضعه في الحوض أيضاً وقال لهم:
- ضعوا فرشكم فوق الحطب ليمنع البلل عنه !!.
ثم نادى سعداً ليساعده على تركيب الحنايا على حوض السيارة وتغطيتها بالشراع وترك سعداً يحكم ربط الشراع على الحنايا، وهبط مسرعا ليقوم بحرث النار ليظهرالجمر، ثم وضع عليها غمراً آخر من الحطب، ووضع إبريق الماء والدلال بجوار النار الملتهبة ليقوم عويد بتجهيز قهوة الصباح. رفع خلف الآذان للفجر وتحلقوا حول النار اتقاء لبرد الصباح، ثم اجتمعوا لأداء الصلاة، وقبل أن يفرغوا بدأت تسقط السماء قطرات خفيفة من المطر، وبعد الصلاة، قام عويد بسرعة لإتمام عمل القهوة والشاي، فتبعوه وتحلقوا حول النار مرة ثانية، ولم يمض وقت طويل على إعداد القهوة حتى قدم لهم القدوع*، وأخذ كل واحد منهم حبة من التمر أتبعها بفنجان من القهوة، ولما فرغوا من القهوة قدم لهم، إناء معدنياً فيه أقراص من (الكليجة) اللذيذة وصب لكل واحد منهم فنجانا من الشاي، وصاروا يتناولون فطورهم في عتمة الفجر، تحت رذاذ من المطر، الذي صار يزداد شيئاً فشيئاً، إلى أن انهمرت السماء بماء، صحبته عاصفة خفيفة، تقافز بعدها الجميع إلى سيارتهم حاملين معهم فناجينهم وأواني قهوتهم، مستبشرين بغيث من ربِّ السماء.
بدأت الرؤية تتضح وتظهر التلال المغطاة بالمطر حمراء من بعيد، وفي السهول تبين ارتواء الأرض من تكون الخباري* والغدران الصغيرة قال خلف:
الآن وجب علينا البحث عن غار نتقي فيه عن المطر.
وعندما سمع حميد كلام خلف ابتسم دون أن يتكلم، فتحركت السيارة باتجاه الجبل الذي لا يبعد كثيراً، بحثا عن غار ينـزلون فيه، ولم يلبثوا أن عثروا على بغيتهم حين استقبلهم أحد الغيران فاغرا فمه لاستقبالهم هم وسيارتهم، فنزلوا فيه وأنزلوا جميع أغطيتهم، وأواني طبخهم، حيث أثر الرماد في طرف الغار من ناحية الجنوب والذي يبدو أنه كان مشباً معتاداً لمرتادي ذلك الغار الواسع.
أشعلت النار من جديد، وتصاعد الدخان، وعبقت في الجو الممطر رائحة الرمث الممزوجة برائحة الأرض الندية، فابتهجت النفوس وانتشت المشاعر بسعادة غامرة لا يماثلها سوى صباح ليلة عرس بين محب وعروسه، هذه الصحراء المستلقية بدلال تعانق رمالها ذرى الجبال السمر الشامخة، وتلامس نهايتها الأفق الممتد الذي يمتزج بزرقة السماء بلانهاية.
في هذا اليوم الممطر لا يمكن أن يكون هناك سوى الاستمتاع بمنظر الصحراء العطشانة وهي ترتوي من نعمة السماء المنهمرة، في هذا اليوم ليس هناك صيد ولا طراد بل تمتع بمشاهدة الأشجار وهي تتلقف الماء بأغصانها الدقيقة فيسيل عبر تلك الأغصان إلى الجذور فيرويها ويشعر من يشاهدها بالسرور0
كلما توقف هطول المطر انطلقوا لجمع الحطب للنار، وأغصان الشجر لعمل سياج من الحطب عنة* في طرف الغار لمنع هبوب الرياح، فاجتمع لهم من الحطب وأغصان الشجر مايكفيهم لعدة أيام، فتحلقوا حول النار الجاهيّة* ينظرون إلى جمرها الأحمر المتوهج، وإلى السماء الملبدة بالغيوم، وزخات المطر بين فترة وأخرى، وهبوب نسيم بارد إثر كل سحابة تمر بعد أن ترمي ماءها على الأرض.
التفت خلف إلى عويد- الذي كان يعجن عجيناً لخبزة الصباح- قائلاً:
- هل انتهيت من العجن يا عويد... قرب عند النار... تعال هنا عن البرد. فحمل عويد الإناء بين يديه الملطخة بالعجين، وجاء ليجلس إلى جوار النار وهو يقول:
- فح الجمر... فح الجمر... أبعدوا عن النار... لا يطير عليكم الشرار.
قال ذلك وهو يحمل بين يديه كتلة العجين ويضربها بين كفيه ليحولها إلى قرص ضخم ثم يضعه على الجمر المفروش على الملة بجوار الجمر الملتهب بهدوء الخبير بهذا العمل، وحين استقرت العجينة بجوار الجمر المتقد، قال بسعادة:
أوي والله جمرية* ... هات الملقاط... هات الملقاط... فناوله إياه الذي بيده الملقاط، وصار يضع الجمر الأحمر فوق صفحة العجين البيضاء بأناقة، متقياً حرارة النار بكفه الأخرى وهو يقول:
- يا الله تنجينا من عذاب النار.
وبعد أن تأكد من أن الجمر يكفى لإنضاج الخبزة ابتعد لينظف كفيه من العجين الملتصق بهما قائلاً:
جمرية على ها النار الجاهية في هذا الجو الممطر والأرض النظيفة000
يا سلام سلم... مالها مثيل...
فقاطعه أحدهم قائلاً:
عساك أبقيت من العجين شيء لخبزة الحنينية* !!.
فقال وهو ينظف كفيه:
الخير واجد لعمل جمرية المساء والصباح وعمل (الحنينية).. (خل قلبك على كراسيه)*!!.
اتجهت الأحاديث في مسارب مختلفة، بعض الرجال يتحدث عن الغزلان وعددها الهائل في زمن مضى، وبعضهم يتحدث عن ذكريات مرت عليه في هذا المكان الذي مر عليه أكثر من عشر سنوات لم يأت إليه، ويتذكر كم بقي له من الأصدقاء الذين رافقوه للصيد، وكم مات منهم. أما سعد فقد شت ذهنه في خيال طار به إلى القرية وإلى الحفل الذي يقام هذه الليلة احتفالا بزفاف محبوبته حصة على رجل غيره، اعتصره الحزن لهذه الذكرى، ولكنه تهرب عنها بأن رفع عقيرته بغناء هجينية تقول:
يـاراكبـين المواجيـفـي * * * داروا على الهجن بـالغاره
فجاوبه عمه بالبيت الذي يليه:
وليـالفيتـو منـا كيفـي * * * ردوا سـلامي عـلى ساره
فيرد سعد بالبيت الأخير من هذه القصيده:
يامغيـزل العين ياريفـي * * * يـازرع قـلبـي ونـواره
كانت القرية بكاملها تموج بفرح حفل الزفاف القائم تلك الليلة في منزل أهل الفتاة، حيث دعي أهل القرية بكاملهم للمشاركة بهذا الحفل، وإلى تناول الطعام الكثير الذي وضع للناس بصحون واسعة، يكللها لحم الإبل والأغنام، وتفوح رائحتها الطيبة ممتزجة برائحة العود. وبعد الأكل والتضمخ بالطيب أدخل العريس (خالد) على عروسه في منزل أهلها، فاستعد الرجال للغناء وانتظموا في صفين متقابلين وهم يغنون:
ياحمام على الغابة ينـوحـي * * * ساجـع بالطـرب لا واهنـيه
قلت حيه ولاكنـه بيوحي * * * مرعجـل ولا سـلـم عليـه
وعندما أطل الرجال المرافقون للعريس على (الحوش) الذي يجتمع فيه النساء قامت النساء والفتيات وصرن يتضاحكن ويتدافعن بأكتافهن ويتفحصن القادمين بأعينهن من خلال البراقع والشيال* الخفيفة حين مر عليهن العريس بصحبة والده واخوته ووالد الفتاة واخوتها وبعض الرجال ومطوع القرية، الذي دخل في حجرة العريس المفروشة بالفرش الجديدة الملونة التي تفوح منها روائح البخور والعطر فجلس وقرأ الفاتحة، ودعا للعريس بالتوفيق و بجمع الشمل والصلاح، تم نهض الجميع من حجرة العريس بعد قراءة الفاتحة والدعاء وتقديم طيب (العود) وصحون الزباد والمسك والعنبر، وبعد أن تضمخوا بماء الورد، وظل العريس وحيداً ينتظر أن تدخل عليه عروسه، ولم يلبث أن سمع جلبة وراء الباب وتدافع أجسام ناعمة، ثم اهتز الباب وفتح بدفعة قوية، فاندفعت مجموعة من النساء مررن من أمامه إلى أقصى الغرفة وأطل عليه من باب الحجرة مجموعة من الوجوه النسائية الجميلة والقبيحة والسافرة والمحجبة، بعضها لعجائز وبعضها لفتيات صغار وبعضها لنساء لهن أنوف طوال، ونساء لهن أنوف قصار يضرب بعضهن أكتاف بعض بكفوفهن، واندفع إلى داخل الغرفة بعض الصبية الذين أخذوا يجرون هنا وهناك، كالعصافير في أرجاء حجرة العريس، ويحدثون ضوضاء ومرح مستمتعين بالفرش الوثيرة الجديدة ورائحة العطر المثيرة وأصوات النساء الحادة والمتعالية، وهن يتدافعن إلى داخل الحجرة، لرؤية العريس الذي جلس صامتاً مستكيناً، إلى أن نهضت النساء الجالسات معه، وبقيت واحدة منهن تحاول الإمساك بثوب إحدى النساء اللاتي توجهن للباب للخروج، وهي تتملص منها بينما الأخريات خرجن وهن يعاتبن النساء الواقفات بباب حجرة العريس ويطردنهن عنها ثم يغلقن الباب على العريس وعروسه، وجلسن خلف الباب من الخارج يستمعن إلى غناء النسوة المصحوب بصفق كفوفهن الطرية بإيقاع جميل، ونهضت فتاتان رائعتا الحسن طوال كأعواد الخيزران وشعرهن المنسدل على أكتافهن منحدراً يكاد يلامس الأرض، متموجاً عند نهايته كقنو النخلة المتعثكل، ثم درجتا باتجاه واحد إلى الأمام وكل واحدة تغطي شعرها بكم ثوبها الوردي الفضفاض وتمسكه بأطراف أناملها الناعمة، ثم أزاحتاه وصفقتا بكفيهما ومالتا يميناً وشمالاً بعنقيهما اللامعين والشعر يطير كلهب النار في الهواء، ثم عدن بالاتجاه المعاكس تدرجن كحمامتين والشعر كموج البحر يعلو ويهبط مع إيقاع خطواتهن وصفق كفوفهن، وصفق كفوف النساء المغنيات، تم يملن يميناً وشمالاً، يقذفن بشعر رؤوسهن الطويل في الهواء وقد وضعن أذرعهن على صدورهن بحركة رائعة ظهرت كفوفهن المنقوشة بالحناء ومعاصمهن المطوقة بأساور الذهب.
وأصوات النساء ترتفع بالغناء مع إيقاع التصفيق:
يا.. بوعيون.. هدبها ســود.. لا.. تذبح.. الناس .. بعيونك
تذبح.. بنجل.. وبيض خدود.. عجزت.. أوصفك. وش لونك
الراس.. فوق المتن.. مرجود.. واللون.. مثل القمر .. لونـك
والنساء هنا وهناك معلقة عيونهن بالفتاتين الراقصتين وكأنهن لم يشاهدن فتيات من قبل!! بهرن بجمالهن وبراعتهن في الرقص، وليونة أجسادهن الفتية، فصار بعضهن يتهامسن بغيرة، والأخريات يتساءلن عن من تكون هاتان الفتاتان بينما أمهاتهن يقرأن تعاويذهن لحماية بناتهن (من شر حاسد إذا حسد). انتهى الرقص بسقوط إحدى الفتاتين مغمى عليها من الإجهاد، ومن عيون الحساد، فقامت أم الفتاة المغشي عليها بدلق قربة ماء باردة على وجهها فانتعشت وجلست تمسح عن وجهها الماء وهي تنظر إلى الأرض حياء، لأنه ظهر عدم تحملها وضعف جسدها أمام النساء. ومن ذلك اليوم أصيبت بعين لم تشف منها، فكثر القول بأن ذلك بسبب عين (عيدة) التي لا تخطئ، لذلك دعتها والدة الفتاة إلى منزلها وقدمت لها قهوة وتمر وبعد أن خرجت، سارعت الأم إلى غسل النوى وسقته ابنتها التي شفيت !! ولكنها لازلت تعتريها بعض حالات الضعف، فلم تعد تشترك في الرقص بعد ذلك.
المعانـــي :-
توريث النار: دفن الجمر بالرماد ثم الرمل ليبقى متقداً حتى الصباح
الخباري: جمع خبراء، الماء الذي حار في بقعة إثر المطر.
العنة: سياج من الأشجار لمنع الرياح من العبث بالنار، وحماية من في داخل العنة
من البرد.
الجاهية: النار ذات الجمر على مساحة كبيرة.
الجمرية: خبزة النار .
الحنينية: أكلة مكونة من خبزة النار، السمن ، التمر.
خل قلبك على كراسية: تعبير لإشعار المخاطب بالاطمئنان.
الشيال: جمع شيلة، غطاء لرأس المرة من القماش الأسود الخفيف.
المفضلات