السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا مقال لكاتب رياضي ولكنه هذه المرة لم يكتب عن الرياضة ... بل تطرق لأمر أخرى بعيد عن الرياضة ....وأعجبني هذا مقال فأحببت أن انقله لكم ....
وهذا المقال من جريدة الرياض وهو للكاتب : تركي العواد
-------------------------------------------------------------
الإنسانية النائمة!!
التاريخ: 2/12/2002 م
اسمحوا لي أعزائي أن (اسرق) زاوية (بلاحدود) منكم اليوم. لأتحدث فيها معكم عن موضوع بعيد كل البعد عنا كرياضيين.. ولكنه قريب منا كبشر.. قريب من الإنسان الذي يسكن أعماقنا، ولكننا ننساه أو نتناساه مع الإيقاع السريع للحياة لدرجة أننا بدأنا نشك أن هناك إنسانا بداخلنا أصلا.
كنت أقف عند إحدى إشارات المرور في شارع العليا العام بالرياض.. ومثل كل يوم يأتي أطفال يبيعون (مناديل).. هم في الحقيقة لا يبيعون مناديل، ولكنهم يتسولون بطريقة مؤدبة.. ولكن ذلك اليوم كان مختلفا.. فقد شاهدت طفلا في العاشرة من عمره نحيف الجسم.. يرتدي ملابس أبعد ما يمكن أن يطلق عليها اسم ملابس.. يقفأمام نافذة سيارة فخمة جداً.. وجديدة جداً جداً.. وبها طفل سمين في نفس عمر المتسول الصغير.. ولكن الطفل الذي في السيارة نظر للمتسول (نص نظرة) ثم تجاهله.. أحسست بالشفقة على هذا المتسول.. وأحسست بالآسى الذي تملك روحه وهو ينظر لأقرانه وهم يملكون كل شيء وهو لا يملك حتى قوت يومه.
لا أريد أن أتحدث عن ظاهرة التسول التي أصبحت معلما من معالم مدينة الرياض.. ولا أريد أن ادخل في جدل عقيم حول المتسولين.. وهل هم ملائكة أم شياطين.. هل هم نصابون وحرامية أم محتاجون.. لا.. لا..لا أريد أن أتحدث عن هذه القضية، بل أريد أن أناش دورنا نحن في مساعدة إخواننا المحتاجين.
يعتقد البعض أن الجميع (بخير) ولا يوجد فيهم فقير.. ويعتقد البعض الآخر أن هناك فقراء ولكن الدولة وحدها هي التي يجب أن تتكفل بهم.. وبين هذا الاعتقاد وذاك ضاع الفقراء.
فتجدنا نساهم ونساعد إخواننا المسلمين في كل أنحاء العالم وننسى فقراء الداخل.. وقد شاهدنا نساء يتبرعن بذهبهن ورجالا يتبرعون بسيارات وأراض للفقراء والمحتاجين في الخارج.. ولكنهم لم يفكروا لحظة واحدة في التبرع لإخوانهم وأقاربهم المحتاجين مع انهم يعلمون بحاجتهم وعوزهم.
في جميع أنحاء العالم يقوم الناسبأدوار متعددة من اجل الفقراء.. فالتجار يتبرعون بالأموال.. والأطباء يخصصون يوما في الأسبوع لعلاج الفقراء مجاناً.. والمعلمون يدرسون أبناء الفقراء دون مقابل وغيرها من الأدوار الاجتماعية التي تساعد على ايجاد تكامل وتكافل بين طبقات المجتمع المختلفة.
-------------------------------------------------------------
وعلى دروب الخير نلتقي ،،،
المفضلات