أعربت الولايات المتحدة الامريكية عن قلقها بعد ورود أنباء عن تعذيب أكثر من مائة وسبعين شخصا اعتقلتهم قوات الامن العراقية في بغداد.
وكانت القوات الامريكية قد عثرت على المعتقلين حين تولت السيطرة على احد مباني وزارة الداخلية العراقية يوم الاحد الماضي، ووجدت كثيرين منهم يعانون من سوء التغذية، وعلى اجساد البعض آثار التعذيب.
وكان نائب لوزير الداخلية العراقي قد ذكر للبي بي سي ان بعض المعتقلين اصيبوا بالشلل بينما سـُلخ جلد اخرين نتيجة التعذيب. وعلم أن معظم المعتقلين من السنة.
وقد أمر رئيس الوزراء العراقي ابرهيم الجعفري بالتحقيق في أنباء تعذيب المعتقلين ووعد بالكشف عن المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
وقال الجعفري للصحفيين في مؤتمر صحفي عقده في بغداد الثلاثاء: "لقد احطت علما بوجود 173 معتقلا في سجن تابع لوزارة الداخلية يعانون من سوء التغذية، كما ورد الى علمي انهم تعرضوا للتعذيب."
شكل الجعفري لجنة للتحقيق في مزاعم التعذيب
وتأتي تعليقات الجعفري بعد يوم واحد من اعلان مسؤول في وزارة الداخلية من ان تحقيقا سيجرى في ادعاءات تقول إن ضباطا في وزارة الداخلية قاموا بتعذيب معتقلين القي القبض عليهم للاشتباه بعلاقتهم بالاعمال المسلحة التي تشهدها البلاد.
ولم يذكر الجعفري موقع السجن المعني، ولكن اللواء حسين كمال وكيل وزير الداخلية للشؤون الامنية قال إنه يقع في قبو في منطقة الجادرية ببغداد.
هذا هو الاسوأ
وقال كمال في مقابلة مع بي بي سي ان بعض المعتقلين اصيبوا بالشلل، وبعضهم تعرض جلده للسلخ اثناء عمليات التعذيب.
واضاف "لم ار وضعا مثل هذا في بغداد خلال السنتين الماضيتين، هذا هو الاسوأ".
وكانت قوات امريكية قد احتلت مبنى في الجادرية يوم الاحد الماضي بعد ان وردتها شكاوى من ان قوات الامن العراقية تقوم باحتجاز من تشتبه بضلوعهم في الاعمال المسلحة فيه وتعذبهم.
لكن الجعفري لم يتطرق الى الدور الذي لعبته القوات الامريكية في الكشف عن السجن الذي عذب فيه المعتقلون، لكنه اكد على انه امر بتشكيل لجنة تحقيقية للنظر في هذه الادعاءات، على ان تنهي مهمتها في غضون اسبوعين.
من جانبه، قال اللواء كمال إن نائب رئيس الوزراء روز نوري شاويس سيرأس اللجنة.
وقال الجعفري إن المعتقلين قد نقلوا الى "مكان افضل،" حيث سيتلقون العناية الطبية اللازمة.
ليست مفاجأة
وتقول كارولين هولي مراسلة بي بي سي في بغداد ان الاكتشافات الاخيرة لا تمثل مفاجأة للعراقيين، فقد كانت ادعاءات مستمرة عن قيام قوات الامن بانتهاكات للمعتقلين.
غير ان ما تم الكشف عنه مؤخرا يمثل دليلا على وقوع هذه الانتهاكات، ويرى مسؤولون انه ربما يمثل مجرد قمة لجبل الجليد.
وتضيف هولي ان هناك شكوكا في ان هذا المبنى يستخدم من قبل قوات فيلق بدر، وهي ميليشيا شيعية، التي ربما تمكنت من التسلل الى صفوف قوات الامن العراقية.
مخاوف طائفية
ومن جانبه قال محسن عبد الحميد رئيس الحزب الاسلامي في العراق، وهو احد اكبر الاحزاب السنية في العراق، ان كل المعتقلين كانوا من السنة.
واضاف في مقابلة مع وكالة اسوشيتد برس انه قوات الامن كانت تعتقل مئات الابرياء، وتعذبهم بوحشية بهدف الوصول للارهابيين".
وفي رد فعلها على هذه التطورات رحبت منظمة العفو الدولية بفتح التحقيق في هذه الانتهاكات، لكنها قالت انها يجب ان تشمل ادعاءات اخرى عن عمليات تعذيب قامت بها الشرطة العراقية وغيرها من الاجهزة الامنية التابعة لوزارة الداخلية العراقية.
المفضلات