لقد طالعتنا وسائل الأعلام المختلفة تقرير القاضي ديتليف ميلس المكلف من قبل الأمم المتحدة بالتحقيق في ملابسات أغتيال رئيس وزراء لبنان السابق المرحوم رفيق الحريري وآخرون .
وميلس لم يكن وحده المكلف بل معه مئة محقق من مختلف دول العالم (( لم أعرف ما أذا كان هناك عربي من بينهم )) ، وطوال فترة عمله والشعوب العربية قلبها مع دمشق وشعبها .
التقرير أنتهى وبيروت ترحب به ودمشق تشكك فيه وبقية العرب لا حس ولا خبر ، وأمريكا وفرنسا وبريطانيا تحيك قراراً من مجلس الأمن لتسليم المشتبه بهم أو أستخدام القوة ضد سوريا .
سيناريو ميلس وتقريره يذكرنا بتقرير الأمم المتحدة والأستخبارات الأمريكية حول أسلحة الدمار الشامل في العراق ، التي أعطت الذريعة لواشنطن لحتلال العراق ، وما أن تغير الحال حتى تغير بقاء الأحتلال الأنجلوأمريكي مرتبط بالأرهاب ومساعدة العراقيين في أعمار بلدهم .
الخوف والقلق الذي يلازم الشعوب العربية هو ماذا عسى أن يحدث للشعب السوري الشقيق بعد هذا التقرير ؟؟ وهل ستقوم الحكومة السورية بتجنيب شعبها من ويلات التسلط الأمريكي ؟ وهل سوف تكون القيادة في دمشق بنفس الحكمة والقدرة على أحتواء الأمور والتي كانت تتمتع بها القيادة السابقة ممثلة بالمرحوم حافظ الأسد ؟ وهل يبقى العرب صامتون عن التدخل لحين وقوع الفاس بالرأس ؟
الشعب السوري يخرج في الشوارع مندداً بالتقرير ، والشعب اللبناني يخرج مؤيداً للتقرير ، وبقية الشعوب العربية لن تخرج الا بعد وقوع الكارثة .
هناك نفق مظلم جديد مقبل على الأمة لا أحد يستطيع التكهن به سوى زعمائنا ، وعليهم مسئولية اعلامنا بما يحدث من حولنا ،لأننا في النهاية معنيين كما هم بمستقبلنا ومستقبل أوطاننا ، ولأننا درعهم الواقي من أي خطر خارجي يريد النيل منهم ومنا .
هناك سؤال محير بأعتقادي أن الكثير من الشعوب العربية يبحث عن أجابته :
من هو الذي سوف يوقف الكارثة المتوقع حصولها لعاصمة الأمويين ؟؟؟؟
اللهم في شهرك الفضيل وفي عشره الآواخر أن تزيل الهم والغم عن المسلمين ، وأن تحفظ بلاد الشام وبلاد المسلمين ، وأن ترد كيد المعتدين الى نحورهم ، وأن تنعم علينا وعلى عبادك المخلصين بنعمة الأمن والآمان ، وأن تحفظهم بعنايتك وقدرتك ، فأنت خير القادرين وأنت الرحمن الرحيم ، وأنت القوي الأمين ، اللهم آمين .
المفضلات