أحسنت وأجدت أخي عبدالرحمن كما هي عادتك .. والهامشي كما أسلفت والإخوة الكرام , شخصية عاجزة وغير متطورة أو متجددة ولا تبغي لنفسها أو لمن حولها التقدم نحو الأفضل والأكمل , فهي تألف الزوايا المظلمة والسكون والبُعد عن الناس أو أحوال الناس وكذلك التعايش معهم .
لكن علينا أن نلتفت قليلاً لمن أُسميهم بالمهمشين جبراً لا طوعاً حيث أمرهم لم يكن بأيديهم . والذين يُمثلون الشريحة الكُبرى في مجتمعنا بل ويفوق عددهم أضعاف أضعاف من جعلوهم مهمشين وظلاميين في هذا البلد , وأعني بهم أصحاب المباديء الراسخة والثابتة والتي تُعتبر غريبةً في هذا الزمن , حيث أنهم يرفضون التغريب أو الأسس الغربية وتعاليمها والأخذ من قيم الغرب وطُرقهم في التعايش أو التربية أو غير ذلك والذين يُنكرون على أتباع الهوى التحرري هذا المسلك .
لا يخفى عليك أخي الكريم أن هؤلاء الذين أظهرت نبتة " دوار الشمس " حكمتها وفِطنتها عليهم حيث هي تنظر للمشرق وكذا إلى المغرب , بينما هم يتطاولون برقابهم نحو الغرب وحضارة الغرب , حيث كثرت زواياهم وأعمدتهم التي يكتبون بها في الصحف والمجلات السعودية , وحيث لا تجد طرفاً من جريدة إلا ولهم فيها خانة , فكانوا يُصورون أنفسهم أنهم ذو فكرٍ متنور ومتحضر وأنهم يُريدون إصلاح البلاد والعباد وإبعاد ما علق بهم من تحجرٍ أو تشدد يزعمون به .. فكانوا يضعون من لا يأخذ طريقتهم ولا يؤمن بها بأنه متخلف ومتغرب عن الحاضر وجاهلٌ أيضاً بخبايا المستقبل . وأن بابهم هو مدخل النجاح والرُقي وأن نافذتهم تشع منها إشراقة المستقبل الزاهر والزاهي .. كما يظنون !
وهم يُعيبون على مُخالفيهم بأنهم لا يعرفون للحوار مكاناً ولا للنقاش الهادف طريقاً , بينما هم لا يقبلون في أن تُناقش أو تُفند رؤياهم الدخيلة . ومصدر ذلك أنهم يعلمون بأنهم أضعف من المواجهة ومن أول جولة .
أُحيلك لمقال نجيب الزامل في جريدة اليوم وكيف أنه هُزم ومن أول جولة أراد بها تمرير مسألة كشف الوجه للمرأة دينياً وأخلاقياً وأدبياً .. فما كان منه إلا أن غادر - زعماً - في رحلة علاج إلى الخارج !!
المفضلات