الانسان كائن اجتماعي بطبعه ويدفعه ذلك للاختلاط بالآخرين ومشاطرتهم افراحهم وأحزانهم في مناسبات شتى.. وطبيعة العصر الذي نعيشه تفرض على المرأة نوعا من العلاقات الاجتماعية
القائمة على الحرص والمودة في التعامل مع الآخرين. وهناك قواعد سلوكية تساعد المرأة في اقامة علاقات اجتماعية صحيحة تجنبها الكثير من المتاعب خاصة مع صديقاتها وتنال بسببها تقديرهن واعجابهن حين يستشعرن مثاليتها وبعدها عن الانانية وحب الذات.
فاللطف وخفة الظل في العلاقة مع الصديقات والقريبات امران مهمان وكذلك الاستجابة لدعواتهن ولذا لا تترددي عندما تدعوك صديقتك لنزهة مع الصديقات او وليمة.. فهذا الرفض قد يكون فيه احراج لها وكسر لخاطرها كما يجب الا تستأثري أبدا بالحديث اثناء الجلوس مع المدعوات حتى تعطي الفرصة لكل واحدة منهن للتعبير عن رأيها..
وأيضا: اذا دعيتي الى وليمة وكان الطبق الرئيسي فيها طعاما غير محبب لك فلا يجب ان تبيني لصاحبة المنزل كرهك لهذا الطبق او عدم رغبتك في الاكل بل يجب ان تكوني مجاملة الى حد غير مبالغ فيه كيلا يظن الآخرون انك متملقة وعندما تتحدثين فليكن صوتك هادئا وان تكوني بشوشة الوجه ولابد هنا ان تتجنبي التعبير بحركات اليدين المبالغ بها.. كما ان التجريح بالكلام والنقد اللاذع يزعج الآخرين وهو مناف لأدب الحديث ايضا واذا اضطررت للنقد فليكن نقدا بناء...
و هناك الكثير من الصديقات يفاجئن صديقاتهن بالزيارات وهذا خطأ كبير فالمرأة كثيرا ما ترفض هذا الاسلوب فربما تكون مرتبطة بعمل ما او لديها موعد مسبق واذا حصل ووقعت احدانا في هذا المأزق فلنحاول ان نكون مرحبات لا متذمرات حتى لا نخسر اصدقاءنا.. وعندما يكون مزاجنا متعكرا لابد ان نحترم مشاعر الضيوف ونحرص على راحتهم في بيتنا فإنكار الذات والتضحية مطلوبان بين الصديقات والمقربين ومن مظاهرهما تقديم المساعدة عند طلب احدى الصديقات لها واذا صادف ولفت نظرك فستان جميل لاحدى الصديقات فلابد عليك ان تظهري لها اعجابك بذوقها دون ان تصري على شراء فستان مثله وحاولي دائما اظهار سعادتك واعجابك بالهدية التي تهديها لك صديقتك فإن ذلك سيشعرها بالفخر... وليكن الحديث في الهاتف من اجل الفائدة وليس الثرثرة ولابد هنا من اختيار الوقت المناسب للتحدث مع الصديقات عبر الهاتف حتى لا نكون مصدر ازعاج وقلق لهن ولمن حولهن.
الصداقة الحميمة لها قواعدها .....
الصداقة رابطة قلبية مشبعة بالحب والتعاطف والمشاعر النبيلة والصادقة... والانسان يتمنى ان يصادق شخصا قريبا منه في الصفات والاخلاق.. وأنا احب ان اتعرف على الكثيرات وأكسب صداقاتهن.. والصداقات انواع لابد ان نفرق بينها، وبناء على هذه الانواع نحدد كيفية التعامل مع الصديقات واحترامهن وتبادل اطراف الحديث معهن.. فهناك صداقة عامة وأخرى خاصة والثالثة حميمة وتتمثل الاخيرة في الصديقات المقربات جدا وهن اقرب الناس الى القلب والتعامل معهن يختلف عن التعامل مع بقية انواع الصداقة..
فالصديقة الحميمة لا توجد بينك وبينها اي حواجز على الاطلاق فهي توأم روحك ولا يمكن ان توضع حدودا وأتيكيت معها للتعامل كاختيار العبارات المنمقة او ادعاء امور معينة او غيرها.. وبالعكس هذه الصديقة تعتبر كقطعة من النفس ولا يمكن ان تكون هناك حواجز بينك وبينها ولو تعرضت لمشكلة او ازمة فحتما سأستعينين بها فما بينك وبينها اقوى من رباط الاخوة.. والمثل يقول (رب اخ لك لم تلده أمك)..
اما بالنسبة للصداقات الاخرى فلابد ان نضع حدودا للتعامل والحذر في الحديث واختيار مفرداته والالتزام بمواعيد الزيارة وتبادل الهدايا وغير ذلك من الامور التي يتبعها الاصدقاء المقربون في الحياة العامة وهنا أود الاشارة الى ضرورة اختيار هذه الصداقات فليس كل شخص سواء كان امرأة او رجلا اهلا للثقة فبدلا من ان يكون عونا لك قد يكون «فرعون» لا سمح الله لذا لابد من اختيار الاصدقاء بعقل ومنطق قبل ادراجهم في قائمة الصداقة التي لها آداب عديدة بها نكسب قلب الآخرين.
المفضلات