تحذير القاصي والداني من تأييد الخارجي أبي مصعب الزرقاوي
الحمد لله ، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله أما بعد:
فإن المسلم يحمد الله في السراء والضراء ، ويسأل الله -عزَّ وجلَّ- أن يوفق دعاة الخير والهدى ، ويكفي المسلمين شرَّ دعاة الفتنة والفساد .
ومن المقررات الشرعية أن الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام، ومن أعلى مراتبه، وهو من الفروض القائمة الباقية إلى قيام الساعة...
وقد بين ديننا ضوابط الجهاد وأصوله، ووضح للمجاهدين كيف يسيرون فيه، وكيف يعاملون عدوهم ..
وإن النبي -صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- كان يغضب أشد الغضب إذا انتهكت محارم الله ولو كان الدافع للمنتهك حمية دينية أو طلباً لعدل!!
فكم غضب النبي -صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- من ذلك الرجل الذي قال للنبي -صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- : ((اعدل يا محمد)) وكان يظن أن النبي -صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- لم يعدل في القسمة!!
وإن الجهاد في سبيل الله لا يبرر الباطل والأخطاء بل هو منضبط بالشرع فمن جاهد في سبيل الله على وفق سنة رسول الله -صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- فهو المجاهد الحق.
وكم من مدعي الجهاد وليس له من جهاده إلا العناء والتعب بل قد يكون من حطام جهنم ..
وفي زمننا الحاضر طل الخوارج برؤوسهم، وظهرت بدعتهم، فكفروا ولاة أمر المسلمين أجمعين، ووالوا أهل البدع الغلاظ بشرط أن يوافقوهم على مذهبهم في التكفير ..
وظهر فيهم من صفات المنافقين أنواع وصنوف من كذب، واحتيال، وسرقة واغتصاب، وتحريف للنصوص والآيات، ومحاربة لأولياء الله العلماء وأهل الصلاح ..
وقاموا وأيدوا من قام بالتفجير في بلاد المسلمين مستهينين بذلك بدماء المؤمنين والمعاهدين والشيوخ والأطفال والنساء ..
وظهر للعيان كم نزعت الرحمة من قلوبهم، وأعني بذلك عدم رحمتم بالمؤمنين والمعاهدين والنساء والأطفال ..
والنبي -صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- قال: ((لا تُنْزَعُ الرحمة إلا من شقي)) حديث حسن.
################
من تلبيس الخوارج : اتهام من يحذرهم بمحاربة المجاهدين
وقد بلغ من إرهاب الخوارج أن لبسوا على الناس دينهم وأوهموهم أن من يطعن في الخوارج ويبين للناس قبح طريقتهم أنه يطعن في المجاهدين ويحارب الجهاد!!
فأقول لهؤلاء الخوارج هل قوله تعالى عن المنافقين : {لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ولأوقعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم}
فهل التحذير من هذا الصنف الذي يدعي الجهاد ووظيفته الإفساد يعد تثبيطاً عن الجهاد من رب العباد؟!!
{كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً}.
وقال النبي -صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- : ((أول من تسعر بهم النَّار ثلاثة )) وذكر منهم ((رجل قتل في سبيل الله)) ولكنه قاتل ((ليقال جريء فقد قيل))
فهل في هذا تثبيط عن الجهاد؟!!
فنحن نحذر ممن يدخل في صفوف المجاهدين وهو من المفسدين ، ويفرق الجماعة، ويلبس على الناس دينهم..
################
أبو مصعب الزرقاوي من رؤوس الخوارج
من المعلوم أن أبا مصعب الزرقاوي هو أمير خوارج قاعدة أسامة بن لادن في العراق .
وقد أعلن أبو مصعب الزرقاوي مبايعته لأسامة بن لادن ، وعيَّنه أسامة بن لادن على أثر ذلك أميراً لقوات خوارج القاعدة في العراق..
فأسامة بن لادن معروف أنه من الخوارج، وهو يكفر حكام المسلمين وعلى رأسهم حكومة بلاد الحرمين ، وهو يبارك عمليات التفجير في بلاد الحرمين والتي راح ضحيتها كثير من المؤمنين من الراكعين والساجدين إضافة إلى الكافرين المعاهدين والمستأمنين ..
قال شيخ الإسلام عبد العزيز بن باز -رحمهُ اللهُ-: "إنَّ أسامة بن لادن: من المفسدين في الأرض، ويتحرى طرق الشر الفاسدة، وخرج عن طاعة ولي الأمر". رَ: جريدة المسلمون - 9 /5/ 1417.
وقال -رحمهُ اللهُ- : "أما ما يقوم به الآن محمد المسعري وسعد الفقيه وأشباههما من ناشري الدعوات الفاسدة الضالة فهذا بلا شك شر عظيم، وهم دعاة شر عظيم، وفساد كبير، والواجب الحذر من نشراتهم، والقضاء عليها، وإتلافها، وعدم التعاون معهم في أي شيء يدعو إلى الفساد والشر والباطل والفتن؛ لأن الله أمر بالتعاون على البر والتقوى لا بالتعاون على الفساد والشر، ونشر الكذب، ونشر الدعوات الباطلة التي تسبب الفرقة واختلال الأمن إلى غير ذلك.
هذه النشرات التي تصدر من الفقيه، أو من المسعري أو من غيرهما من دعاة الباطل ودعاة الشر والفرقة يجب القضاء عليها وإتلافها وعدم الالتفات إليها، ويجب نصيحتهم وإرشادهم للحق، وتحذيرهم من هذا الباطل، ولا يجوز لأحد أن يتعاون معهم في هذا الشر، ويجب أن ينصحوا، وأن يعودوا إلى رشدهم، وأن يدَعوا هذا الباطل ويتركوه .
ونصيحتي للمسعري والفقيه وابن لادن وجميع من يسلك سبيلهم أن يدَعوا هذا الطريق الوخيم، وأن يتقوا الله ويحذروا نقمته وغضبه، وأن يعودوا إلى رشدهم، وأن يتوبوا إلى الله مما سلف منهم، والله سبحانه وعد عباده التائبين بقبول توبتهم، والإحسان إليهم ، ..." مجموع الفتاوى(9/100)
وقال علامة اليمن الشيخ الإمام مقبل بن هادي الوادعي-رحمه الله-: "أبرأ إلى الله من بن لادن؛ فهو شؤم وبلاء على الأمة وأعمــاله شر". جريدة الرأي العام الكويتية بتاريخ 19/12/1998 العدد : 11503.
وقال -رحمهُ اللهُ-: "ومن الأمثلة على هذه الفتن : الفتنةُ التي كادت تُدَبَّر لليمن من قبل أسامة بن لادن إذا قيل له: نريد مبلغ عشرين ألف ريال سعودي نبني بها مسجداً في بلد كذا. فيقول: ليس عندنا إمكانيات، سنعطي -إنْ شاءَ اللهُ- بقدر إمكانياتنا. وإذا قيل له: نريد مدفعاً ورشاشاً وغيرهما . فيقول: خذ هذه مائة ألف –أو أكثر- وإنْ شاءَ اللهُ سيأتي الباقي!
ثُمَّ بعد ذلك لحقه الدبور ، فأمواله في السودان في مزارع ومشروعات من أجل الترابي ترَّب الله وجهه فهو الذي لعب عليه!" تحفة المجيب(ص/283)
وأبو مصعب الزرقاوي على نهجه في ذلك..
ومن المعلوم علاقة الخوارج من قاعدة بن لادن بِمُخابرات بعض الدول البعثية، وكذلك علاقتهم بالروافض في إيران.
ومعلوم ما عليه الخوارج من عقيدة فاسدة، وأعمال إجرامية باطلة .
فمن يؤيدهم ظاناً أنه يؤيد الجهاد، ويقاوم الاحتلال فهو كاذب في ظنه، سيء في تقديره.
فهؤلاء الخوارج شوهوا سمعة الإسلام، وأفسدوا الجهاد الشرعي، واستبدلوا به الجهاد الشيطاني الذي لا يراعي ديناً ولا شريعة ولا عقلاً سليماً إلا ديناً فاسداً ، وشريعة مبدَّلةً، وعقلاً مضطرباً جاهلاً.
################
شبهة وجوابها
ما فتئ الخوارج يرددون شبهة على مسامع عامة النَّاس ليوهموهم أن تأييد الزرقاوي وأشباهه من الخوارج في العراق هو من الجهاد في سبيل الله ولولا ذلك لتفرَّغ الكفار للدول المجاورة!!
فهذه الشبهة إنما تولدت من جهلهم بالشريعة، ومن سوء ظنهم بربهم ، والجواب عن هذه الشبهة من وجوه :
أولاً: أن الشريعة جاءت بذم الخوارج مطلقاً، وفي جميع أحوالهم، بل أمر النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم- بقتالهم، ووعد من قتلهم بالجنة : ((طوبى لمن قتلهم أوقتلوه)).
وتأييد بقائهم مضادة للشريعة الإسلامية، والسنية المحمدية.
ثانياً: إن حكمة الله وأقداره قد تقتضي تسليط بعض الظالمين على بعض، وبعض الكافرين على بعض، ولا يعني هذا تأييد الظالم أو الكافر المتسلط على الآخر.
فالله جل وعلا سلط أمريكا على صدام حسين ، ولا يجوز لنا تأييد أمريكا بسبب ذلك.
والله جل وعلا سلط أمريكا على الاتحاد السوفيتي، وساعدت المجاهدين في فترة من الفترات في أفغانستان، ومع ذلك لا يجوز لنا تأييد أمريكا.
والله جل وعلا سلط الفيتناميين البوذيين على الأمريكان النصارى ولا يجوز لنا تأييد البوذيين ولا الثناء عليهم.
وهكذا..
والله جل وعلا له الحكمة البالغة، لا راد لقضائه وحكمه، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
ونحمده سبحانه على السراء والضراء.
فنحن نعتبر وتعظ بقضائه وقدره، ونسلم له، ونؤمن به، وكذلك نتبع قضاءه الشرعي، وأمره الديني .
ولا نتذرع بالأمر الكوني الذي يقدر فيه المصائب، وقد يقع بسببه الكفر والمعاصي على مخالفة أمره الشرعي .
فلا بد من التعامل الصحيح مع الأمر الشرعي والأمر القدري، وعدم الخلط بينهما حتى لا نقع فيما وقع فيه الجبرية والقدريَّة المجوسية.
ثالثاً: إن المقاومة في العراق متعددة الأطراف، فمنها مقاومة لبعض الرافضة –ثُمَّ ماتت-، ومقاومة للبعثيين ، ومقاومة من قبل الزعران والمرتزقة، ومقاومة من الخوارج ، ومقاومة من عامة النَّاس الذين لا يرجون تجارة ، ولا يتبعون للخوارج.
فكل هؤلاء كانوا سبباً فيما عليه العراق الآن مما يظنه بعض النَّاس وقفاً للمد الأمريكي ، ولا يمكن أن نمدح ونؤيد أحداً وهو رافضي أو بعثي أو لص وحرامي، أو خارجي مارق.
ونؤيد كل من دافع عن عرضه وماله ونفسه بحق على ما شرع الله.
رابعاً: إن الجهاد في سبيل الله -عزَّ وجَلَّ- عبادة، والعبادة مبناها على التوقيف، ولا تقبل إلا بالإخلاص والمتابعة .
فاختراع ضروب من القتال ، ومخالفة الثوابت الشرعية في الجهاد كتعمد قتل المسلمين –بشبهة التَّتَرُّسِ-، وقتل النساء والأطفال غير المحاربين يخالف عبادة الجهاد ، ويعرض لِمَقْتِ الجبار –جل وعلا- ويغضبه .
فوقف المد الأمريكي يكون بالوسائل الشرعية لا بالطرق البدعية ، والمخالفات الشركية .
ومن المقررات الشرعية: أن حكم الله وقضاءه وقدره لا يرده حرص حريص، ولا كراهية كاره.
خامساً: إن دين الله منصور ، والعاقبة للمتقين، ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً.
فرجوع المسلمين إلى دينهم، واتباعهم الكتاب والسنة يتكفل لهم وقف المد الأمريكي بل إزاحة الاحتلال الأمريكي واجتثاثه.
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}
{وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}
فالواجب على المسلمين أن يحذروا من أبي مصعب الزرقاوي، ويحرم تأييده ، وتجب البراءة منه ومن أفعاله القبيحة .
أسأل الله أن يريح المسلمين من هذا الخارجي ومن أشباهه من أهل الفساد في الأرض.
وأسأله تعالى أن يَمُنَّ على إخواننا المسلمين في العراق بالفَرَجِ، والنَّجَاةِ من الاحتلالِ، والنَّصرِ والعِزِّ والتَّمْكِيْنِ
وأسأله أن يلهمهم رشدهم، وأن يجمع كلمتهم على الحق، وأن يوفقهم لسعادة الدنيا والآخرة.
طبعا "مندوووووووووووووووووووووع"
قصدي "مفدوووووووووووووس"
حايل هي المهجـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــه
المفضلات