[poem=font="Simplified Arabic,5,tomato,bold,normal" bkcolor="black" bkimage="" border="none,4,darkred" type=1 line=1 align=center use=sp num="0,black"]
صديق الغصن
لا ترسِلِ الآهَ يا طير الرُبا فينا=فما لدينا من الآهات يكفينا
نَسْلُو فإن هاج فينا الجرحُ من ألمٍ=تأبى عن الدمعِ أنْ تسلُو مأَقينا
أما ترى يا صديق الغصنِ أنجُمَنا=قد غاب ـ حزنا ـ ضياها عن ليالينا
أما ترى أُمتي ثكلى ممزقةً=أضحت من الضعفِ صيداً للمعادينا
اُنظر إلى المسجد الأقصى ونُحْ أسفا=و ابكي لعلَّ كثير الدمعِ يُحْيينا
اُنظر فلسطين وانظر للعراق ترى=على ثراها صنوفاً من مأسينا
و انظر إلى كلِّ أرضٍ فوقها سُفِكتْ=دماءُ من ردّدوا في الذكرِ آمينا
غرّد على أمتي يا طيرُ في شجنٍ=فإنها جرحُ من أعيى المداوينا
أواه يا أمتي ما زال موقفك=حدوده الشجبُ … هل بالشجب تُلهينا؟!!
ألستِ من أنجبتْ من رحْمها نُجُماً=في سالف الدهرِ عنها المجدُ يُنْبِينا
أما إليكِ (صلاح الدينِ) ينتسبُ=وقبله سيرةُ (الفاروقِ) تُهْدِينا
و قادةٌ لو بدا التاريخُ يذكُرُها=لفاض من ذكرها بالسيلِ وادينا
ألمْ نكنْ قادة الدنيا و زينتها=وهامة العلمِ لا حيٌ يضاهينا
و المجد إن كان أعطى غيرنا بيدٍ=فهو بكلتي يديهِ كان يعطينا
فهلْ عَقِمتِ عن الإنجابِ أُمتُنا=أمْ خابَ يا أُمتي كلُّ الرجا فينا
هل ندَّعي النصرَ و الأقلامُ قد وقفتْ=ترثي الشهداءَ أو تبكي المصابينا
في موقفٍ ليس يُجْدِي الدمعُ ساكبَهُ=و لو بسيل الدِما خُطَّتْ مراثينا
لسنا ضِعافاً إذا ما الصفُ متَّحِدٌ= و لا قليلٌ فمن بالعدِّ يُحْصينا
لكنَّهُ الوهنُ قدْ أرخى سواعدنا=فضاعَ ما كانَ محفوظاً بأيدينا
ندعو إلى الصلحِ معْ صهيون في وطنٍ=وجودهم فيهِ من أُولى مأسينا
ما كان والله ينهي السِلْمُ أمرَهمُ=و لمْ يراعوا لنا أرضاً ولا دينا
لو مدَّ صهيون يمناهُ مصالحةً=تأكدوا أن في يسراهُ سكينا
لمْ يحفظوا عهدَ خيرِ الخلقِ كُلِهمُ=محمدٍ خاتمِ الرُسْلِ النبيينا
فكيف نرجو بهمْ من بعدها أملاً=يكفي الذي ضاع منا اليومَ يكفينا
و اليوم نرجو بأمريكا و ننتظرُ=بفارغ الصبرِ أن نُعْطى أمانينا
كساكبِ الزيتِ فوقَ النارِ يحْسبهُ=ماءً لتزداد منهُ النارُ تمكينا
أنرتجي النصرَ من حكمٍ بلا قيمٍ=يلهو بأكبادنا الحَرّى و يُلْهِينا
أنرتجي العدلَ ممن يزرع الألمَ=أمْ نبتغي البحرَ مهتاجاً لنا مِينا
رصّوا الصفوفَ ودين الله يجمعنا=فتحت راياتهِ يسمو تأخينا
إنَّ العِدا أيقنوا في الدين قوتُنا=فإنبروا حولهُ نفخا و تسكينا
لم يعلموا أنه تحت الرمادِ هنا=حيٌ و لو كدَّسوا من فوقهِ طينا
وسوف تعلو رياح الصحو تنبشهُ=لتقذفَ الأمةُ الثكلى براكينا
و يصرخ الحقُ أن اليومَ موعدنا=فعندها ألفُ فاروقٍ ترى فينا
رغمَ الجراحاتِ عندي دائما أملٌ=غداً تُضيءُ النجومُ في ليالينا[/poem]
المفضلات