[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة والأخوات
متاعب انف
تفوهت العينان، والأذنان، والفم، في أحد الرؤوس، بكلمات غير لائقة بحق الأنف- صاحتِ العينان:
-انظروا إلى أنفنا هذا! ما أَسمجه، وما أبسطه!
قال الفم مؤكداً ما قالته العينان:
-إنه ينتصب مثل الفزاعة وسط الوجه!
وقالت الأذنان:
-أجل، أجل، أنتم على صواب، وهو متباهٍ، ومتبجح، مع أنه يكون قذراً أحياناً.
صاحت العينان:
-إنه يسيءُ إلى جمالنا! من يستطيع أن يحتمله بعد الآن؟ من؟
قالت الأذنان:
-يخجلني حتى أوشكَ أن أبكي حياء!
وقال الفم:
-أنا الأشقى به لأنه أقرب إليَّ. أحتمله في الليل والنهار.
-لا يساعدنا في شيء
-فليذهبْ من هنا فوراً!
-فليذهبْ إلى الشياطين!
كان الأنف يعرف أنه غير جميل... وقد سمع كل ما قيل فيه لكنه لم يشأ الاحتجاج بل تظاهر بأنه يهوّم نعساً. ثم ارتعش وصرخ بصوت قوي:
-أوخ، أوخ، أوخ، ما هذه الرائحة المدهشة! إنها رائحة طعام شهي!
حرك الفم شفتيه وقال:
-شكراً لك يا أخي على هذا الخبر! اتبع اتجاه الرائحة.. أظن أن مصدرها غير بعيد. إنني أتوق إليه!
وغمزت العينان بنشاط:
-وسيكون كل شيء جميلاً هناك حتماً. نحن نحب الجمال. لا تدع الرائحة تفلت منك يا أخانا!
قالت الأذنان:
-لا يهمنا الذوق والطعم، لكن حيث توجد الأطعمة الشهية تكون الألحان والأغاني الجميلة
قهقه الأنف ضاحكاً:
-ها، ها، ها، أنا لا أرعى العشب يا أصدقائي، أما رفضتموني؟ أما طردتموني؟.. ابحثوا الآن عن مصدر الرائحة!
جمدتِ الأذنان والعينان والفم في أماكنهم. قالت العينان:
-لم نكن على حق.
قالت الأذنان:
-أخطأنا...
وقال الفم:
-لقد قسوتُ عليه كثيراً، وأستحقُ عقاباً شديداً.
قال الأنف:
-هيا، لن أغضب منكم، سيروا معي، واعلموا أن كل ما على الأرض قد ولد ليؤدي واجبه.
من كتاب :
الإعصار و الحكايات - تأليف: رادوي كيروف [/align]
المفضلات