صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 20

الموضوع: التشبيه !!؟؟

  1. #1
    كبار الشخصيات الصورة الرمزية راعي الوقيد


    تاريخ التسجيل
    12 2003
    الدولة
    الوقيد
    المشاركات
    11,178
    المشاركات
    11,178

    التشبيه !!؟؟



    [align=center]بعد التحيــــــــة والسلام 00

    التشبيـــــــه ...

    التشبيه أسلوب من الأساليب البيانية وهو ميدان واسع تتبارى فيه قرائح الشعراء والبلغاء ،،، ولعله هو وأسلوب الاستعارة من أكثر أساليب البيان دلالة على عقل الأديب وقدرته على الخلق والإبداع ،،،
    ولما كان التشبيه على هذا الوضع يعد مقياسا يقاس به بلاغة البليغ وأصالته فإننا نرى من البلغاء من لا يقف في الدلالة على براعته في التشبيه عند حد إجادته وإنما يتجاوز ذلك إلى الإتيان بأكثر من تشبيه في بيت واحد ،،،

    فمنهم مثلا من شبه شيئين بشيئين في بيت واحد كقول إمرىء القيس :

    كأن قلوب الطير رطبا ويابسا *** لدى وكرها العناب والحشف البالي

    فقد شبه الرطب من قلوب الطير بالعناب واليابس منه بالحشف البالي.

    وكقول البحتري في وصف الندى تحمله شقائق النعمان :

    شقائق يحملن الندى فكأنه *** دموع التصابي في خدود الخرائد

    فقطرات الندى مشبهة بدموع التصابي وشقائق النعمان بخدود الحسان.

    ومنهم من شبه ثلاثة أشياء بثلاثة أشياء كقول ابن الرومي :

    كأن تلك الدموع قطر ندى *** يقطر من نرجس على ورد

    شبه الدموع بقطر الندى والعيون بالنرجس والخدود بالورد.

    وكقول ابن المعتز :

    بدر وليل وغصن *** وجه وشعر وقـد

    خمـر ودر وورد *** ريق وثغر وخـد


    في البيت الأول شبه البدر بالوجه والليل بالشعر والغصن بالقد وفي البيت الثاني شبه الخمر بالريق والدر بالثغر والورد بالخد.

    ومنهم من شبه أربعة أشياء بأربعة أشياء كقول إمرىء القيس :

    له أيطلا ظبي وساقا نعامة *** وإرخاء سرحان وتقريب تتفل

    شبه خاصرتي الفرس بخاصرتي الظبي وشبه ساقيه بساقي النعامة وشبه إرخاءه أي مد عنقه في استرسال عند السير بإرخاء السرحان أي الذئب وليس دابة بأحسن إرخاء منه وشبه تقريبه أي جمع يديه ووثبه عند الجري بتقريب التتفل أي ولد الثعلب والمعنى يوحي بأنه أراد الثعلب بعينه مشبها به.

    وكقول المتنبي :

    بدت قمرا ومالت خوط بان *** وفاحت عنبرا ورنت غزالا

    شبه المتغزل فيها بالقمر حسنا وشبه تمايلها في مشيتها
    بغصن البان وشبه طيب رائحتها بالعنبر وشبه سواد مقلتيها عندما ترنو وتنظر بالغزال ،،،

    ومنهم من شبه خمسة أشياء بخمسة أشياء كقول أبى الفرج الوأواء الدمشقي :

    قـالـت وقــد فتكـت فينـا لواحظهـا *** كـم ذا أمـا لقتيـل اللحظ من قــود

    وأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت *** وردا وعضت على العناب بالبرد

    إنسانة لـو بـدت للشمس ما طلعـت *** من بعـد رؤيتهـا يوما على أحـــد

    كأنمـا بين غـابـات الجفـــون لهـا *** أســد الحمـام مقيمات على رصـد


    ففي البيت الثاني شبه دموعها باللؤلؤ , وعينيها بالنرجس ,
    وخديها بالورد , والأنامل المخضوبة بالعناب وثناياها بالبرد.

    ويقول أبوهلال العسكري :‌‌" ولا أعرف لهذا البيت ثانيا في أشعارهم
    " ومعنى هذا أن أقصى ما وصل إليه الشعراء هو تشبيه خمسة أشياء
    بخمسة أشياء في بيت واحد وأن هذا النوع نادر في الشعر العربي ،،،

    جمال التشبيه في أبيات منتقاه ،،،

    فلأبي نواس:

    تبكي فتلقي الدر من نرجس ** وتلطم الورد بعُنَّاب

    ولأبي الفرج:

    وأمطرت لؤلؤاً من نرجس وسقت ** ورداً وعضت على العناب بالبرد

    وأبي الطيب المتنبي:

    بدت قمراً ومالت خُوْطَ بَانٍ ** وفاحت عنبراً ورنت غزالا

    وأبي القاسم الزاهي:

    سفرن بدوراً وانْتَقَبْنَ أهِلَّةً ** ومِسْنَ غُصُوْنَاً والتَفَتْنَ جَآذِرَا

    والإمام أبي منصور الثعالبي

    رناَ ظبياً وغنّى عندليبا ** ولاح شقائقاً ومشى قضيبا

    وقول ابن سكَّرة

    الخد ورد والصدغ غاليةٌ ** والريق خمرٌ والثغر من بَرَدِ

    وقول القاضي عبدالعزيز في المدح:

    لحاظك أقدارٌ وكفك مزنةٌ ** وعزمك صمصام وريقك غَيْلُ

    اعجبني الموضوع .. فأحببت ان انقله لكم ،،،

    تحيتــــــــي لكـــــم ...

    والسلااااااااام ...
    ..
    [/align]




    اللهم اصرف عني السوء والفحشاء
    واجعلني من عبادك المخلصين

  2. #2
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    [align=center]الأخ راعي الوقيد :
    الله يعطيك العافية على الموضوع ... لقد أعدت بي الذاكرة إلى أيام الدراسة وخاصة الامتحانات عندما كنا نتبارى في استخراج الصور البيانية من القصائد ...
    أخي الكريم ...
    اختيارك لموضع التشبيه هام ورسخ في العقل ذلك النوع من الصور البيانية ليتك تتابع السلسلة مع الاستعارة المكنية - والكناية ...الخ.
    دمت بكل الخير [/align]




  3. #3
    شاعر الفصحى الصورة الرمزية بحر الشوق


    تاريخ التسجيل
    06 2004
    الدولة
    الرياض
    المشاركات
    1,289
    المشاركات
    1,289


    أخي راعي الوقيد

    صباح فنجان قهوة مزعفر مع برحيّة لذيذة

    موضوع جميل جدا وكالعادة الحر يجلب الطيب

    يسلم جوحك وروحك وبوحك والعبير فوحك ولا سمعت نوحك

    ولا نكأت جروحك

    يعطيك العافية أبوفيصل




  4. #4
    كبار الشخصيات الصورة الرمزية راعي الوقيد


    تاريخ التسجيل
    12 2003
    الدولة
    الوقيد
    المشاركات
    11,178
    المشاركات
    11,178


    الله يعافيتــــــس اختــــي إيمان ،،،

    زين اللي بقى بالذاكرة شي ينذكر << ماعجزتي يعني الى هالحين

    اما عااااد متابعة السلسلة ..؟

    فأترك لكم المجال للمتابعة

    سلااااااامـــــــــي والتحيــــــــــــــة ...
    ..




    اللهم اصرف عني السوء والفحشاء
    واجعلني من عبادك المخلصين

  5. #5
    مستشار مضيف قصة وقصيدة


    تاريخ التسجيل
    02 2005
    المشاركات
    4,220
    المشاركات
    4,220


    الخال تسلم والله يعطيك العافية على الموضوع القيّم



    مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل

  6. #6


    درس جميل ومفيد ,,

    وسلامي لابن سكرة

    يعطيك العافية أبو فيصل ,,



    يانسمـــة الــــوادي ,, ياوردة بــــلادي
    حايل ربى الشادي ,, يانرجس وكادي

  7. #7
    كبار الشخصيات الصورة الرمزية راعي الوقيد


    تاريخ التسجيل
    12 2003
    الدولة
    الوقيد
    المشاركات
    11,178
    المشاركات
    11,178


    يالله حي الربع والربعات

    أضيف لما سبق حول موضوع التشبيه :-

    الإيجاز في التشبيه

    من صـور البيان وأساليب التعبير عن المعاني، أننا إذا أردنا إثبات صفة ما لموصوف معيّن، نأتي بأمر آخر تكون هذه الصفة واضحة فيه، ثم نعقد مماثلة بينهما تكون وسيلة لتوضيح الصفة والمبالغة في إثباتها، فكان هذا هو فن التشبيه.

    والتشبيه في تعريفه اللغوي، هو: "التمثيل"، وفي الاصطلاح، هو: "عقد مماثلة بين أمرين أو أكثر، قصد اشـتراكهما في صفة أو أكثر بإحدى أدوات التشبيه لفظاً أو تقديراً لغرض يقصده المتكلم".

    والتشبيه فن رفيع في البلاغة، لما يضفيه على المعاني من حسن وبهاء، ويكسبها وضوحاً وتأكيداً، وإذا كان لنا حديث عن أساسيات التشبيه، فيجدر أن لا نغفل عن ذكر أركانه، التي هي بمثابة دعائم يقف عليها التشبيه، إذ لابد له منها في كل صوره اللغوية، حتى يطلق على الكلام تشبيه، وأركانه هي: المشبه، والمشبه به، ووجه الشبه، والأداة.

    والتشبيه في عموم صوره لا يمكنه الاستغناء عن هذه الأركان، سواء استحضرها جميعاً ظاهراً، نحو: "زيد كالأسـد في الشجاعة"، أو اكتفى بإظهار بعضها وإضـمار أخرى، فمن هذا المنطلق كان التشبيه فن واسع الخطوات و متشعب الأطـراف، وهو إلى جانب ما يحمله من أوجه بلاغية رفيعة لا يسعنا المقام لحصرها، فإنه صورة من صور الإيجاز وبلاغته في اللغة أيضاً.

    وبعض أساليب التشبيه أقوى من بعضها الآخر في المبالغة ووضوح الدلالة، وعلى ذلك فإنه عند العلماء على مراتب، تتعاقب وتتفاوت بذكر أو حذف بعض أركانها، أدناها ما كان محرراً من القيود بتوافر كل أركان التشـبيه، علماً بأن العلماء قد أقرّوا بقيمة هذه القيود فيه ، والتشبيه يتشـعب إلى أقسام، نفرد بذكر بعضها مما يتناسب والمقام حتى لا نتطرق إلى الإطالة.

    وللتشبيه أدوات عديدة، منها ما كان من الحروف مثل "الكاف" و"كأن"، ومنها ما كان فعلاًً، نحو: ماثل وحـاكى، أو اسـماً، نحو: شـبه ومثل ومحاك، وباعتبار ذكر هذه الأدوات وحذفها يتفرّع التشبيه إلى فرع من فروعه،،،

    قسم بعضهم التشبيه إلى ستة أقسام :

    1) : أولاً: التشبيه المؤكد

    وهو: التشـبيه الذي تركت فيه الأداة لفظاً وتقديراً، بمعنى أنه ترك التصريح بالأداة وينوى تقديرها في نظـم الكلام، على نحو: "محمد أسد في الشجاعة".ومن حذف الأداة في التشـبيه المؤكد ما كانت مقدرة في نظم الكلام، نحو: قوله تعالى: ) وترى الجبال تحسـبها جامدة وهي تمر مرّ السـحاب( ، وتقديرها: وهي تمر كمرّ السحاب ،،،

    وعلى ذلك النحو قول الشاعر:

    والريح تعبث بالغصـون وقد جرى

    ذهب الأصـيل غلى لجين الماء

    وتقديره: أصيل كالذهب على ماء كاللجين.

    ومن حذف الأداة ما لم تكن مقدرة في نظم الكلام، بل جعل المشبه به محمولاً على المشبه، مبالغة كما في التشـبيه البليغ الذي سـيأتي الكلام عنه، نحو: " زيد أسد"، على معنى: زيد كالأسـد.
    وهكذا نرى بلاغة التشبيه المؤكد في إيهامه أن المشـبه عين المشبه به بحذفه للأداة، وفي هذا إيجاز.

    ومن أركان التشبيه نجد وجه الشـبه، وهو: الوصف الخاص الذي يقصد اشـتراك الطرفين (المشبه والمشبه به) فيه، وباعتبار وجه الشـبه الذي قد لا يظهر في صورة التشبيه كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "الناس كأسـنان المشط"، فوجه الشبه هو الاسـتواء ولكنه غير مصّرح به، ومع بعض أقسام التشبيه يكون لنا وقفات خاطفة.

    2) ثانياً: التشبيه المجمل

    وهو التشبيه الذي لم يذكر فيه وجه الشبه وهو: إما أن يكون ظاهر يفهمه كل أحد حتى العـامة، نحو: "زيد كالأسد"، أي في الشجاعة، فهذا وجه شبه ظاهر ومعروف كما هو مفهوم عند العامة ،،،
    أو أن يكون خفي لا يدركه إلا الخواص أو من له ذهن يرفع به عن طبقة العامة، لأنه يحتاج إلى فكر وتأمل، وذلك كقول "فاطمة بنت خرشت الأنمارية" عندما سـألها "أبو سفيان" حين قدمت عليه: أي بنيك أفضل؟ فقالت: الربيع، لا بل عمـارة، لا بل أنـس الفوارس، ثم قالت في حـيرة: ثكلتهم إن علمت أيهم أفضل "هم كالحلقة المفرغة لا يدرى أين طرفاها".

    فوجه الشبه هو: التناسب الكلي الخالي من التفاوت، ومما دلّ على وجه الشبه ما ذكر بعد المشـبه به من قولها: "لا يدرى أين طرفاها"،تريد أنهم متناسبون في الشرف كما أن الحلقة المفرغة متناسـبة الأجزاء في الصورة.

    3) ثالثاً: التشبيه البعيد الغريب

    وهو التشبيه الذي لا ينتقل الذهن فيه من المشبه إلى المشبه به إلا بعد فكر وتأمل لخفاء وجه الشـبه، كقول بشار:
    كأن مثار النقع فوق رؤوسنا
    وأسـيافنا ليل تهاوى كواكبه
    فإن وجه الشبه في البيت هو: الهيئة الحاصلة من تساقط أجرام مشرقة مستطيلة متناسـبة المقادير متناثرة في جانب شيء مظلم ، فالذي ينظر إلى هذا المثال يحتاج إلى تأمل وإمعان نظر، ليسـتنتج الصورة الخافية المختبئة في معاني كلمات البيت وهو وجه الشـبه.

    4) رابعاً: التشبيه التمثيلي

    وحول هذا النوع من التشبيه تباينت أراء العلماء و وهو: "ما كان وجه الشبه فيه وصفاً منتزعاً من متعـدد أمرين أو أمـور، بمعنى أن يكـون وجه الشـبه مركباً سواء أكان حسـياً أو عقلياً".
    وذلك مثـل قوله تعالى: ( مثل الذين حمّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً) ،،،
    فوجه الشبه في هذه الآية هو: حرمان الانتفاع بما هو أبلغ شيء بالانتفاع به، مع الكد والتعب والمعاناة في استصحابه.

    ومثل قول الشاعر:

    وما المرء إلا كالشـهاب وضوئه

    يوافي تمــام الشـهر ثم يغيب

    فوجه الشـبه في هذا البيت هو سرعة الفناء، انتزعه الشاعر من أحوال القمر المتعددة إذ يبدو هلالاً، فيصير بدراً، ثم ينقص، حتى يدركه المحاق.

    فنرى أن وجه الشبه في المثالين السابقين أمر غير بيّن بنفسه، بل يحتاج إلى تأول وصرف عن الظاهر، أي عقلياً كما يرمي إليه "عبد القاهر"، ومن حيث أن وجه الشبه في مثل هذا النوع من التشبيه وصفاً منتزعاً من متعدد، فإنه يشكّل صورة فكرية يحتاج إلى مفردات للتعبير عن هيئتها لخفائها وعدم ظهورها، وهي بذلك ضرباً من ضروب الإيجاز.



    5 ) خامساً: التشبيه البليغ


    وهو التشبيه الذي حذف فيه أداة التشـبيه و وجه الشـبه، كأن نقـول: "محمد أسـد"فإن في ترك وجه الشـبه ما مفاده: أن المشبه يماثل المشبه به في جميع أوصافه من القوة والإقدام والشجاعة إلى غير ذلك من أوصاف الأسد، بخلاف ما لو ذكرت الوجه وقلنا: "محمد أسد في الشجاعة"، فإن مفاده أن محمداً شبيه بالأسـد في الشـجاعة فقط، ففي حذف الوجه ما يجعله أشمل وأعم، كما أن في حذف الأداة ما يفيد أن المشـبه عين المشـبه به ادعاءً بحسب الظاهـر، بخلاف ما لو ذكرنا الأداة، على نحو قولنا: "محمد كالأسد"، فإن مفاده أن محمداً غير الأسـد، مما يضعف دعوى الاتحاد بين المشبه والمشبه به، وفي حذف الأداتين ما يشير إلى الإيجاز.


    6 ) سادساً: التشبيه الضمني

    وهو التشبيه الذي لا يجـري على طريقته المعهـودة من التصريح بالطرفين و إشـراكهما في وجه شـبه معيّن، سواء أظهر أو أخفي، بأداة أو بغير أداة، بل هو تشـبيه يلمح من المعنى ويفهم من سـياق الكلام، ويؤتى به عادة للدلالة على أن الأمر الذي أسند إلى المشبه ممكن ومعقول‎.
    وعلى ذلك قول أبي فراس الحمداني:
    سيذكرني قومي إذا جدّ جدّهم
    وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر .
    يريد الشـاعر: أن قومه سـيذكرونه عندما يشتدّ بهم المحن والخطوب، ويطلبونه فلا يجدونه، ولا عجب في الأمر لأن البدر يفتقد ويطلب عند اشـتداد الظلام.

    فالكلام يوحي بتشـبيه ضمني غير مصرّح، فالمشبه: حال الشاعر عندما يذكره قومه ويطلبونه ولا يجدونه عنـدما يحل بهم المحن، والمشبه به: حال البدر الذي يفتقد عند اشـتداد الظلام، ووجه الشـبه المقصود: مدى الحاجة في الشدة إلى كل منهما والافتقاد إليهما، والصورة التي جاءت في المشـبه به وهي الاحتياج إلى البدر في الليلة الظلماء، تتضمن دلالة على وجه الشـبه الذي قصد إشـراكه في المشبه للبرهنة على أن هذا الأمر الذي أسـند إلى المشبه، وهو حال الشاعر عندما يذكره قومه ويطلبونه ولا يجدونه أمر ممكن ومعقول.

    فتلك كانت صـور التشبيه مع أقسامه وفروعه، التي لم تكن إلا لتعلن أنها ضرب من ضروب الإيجاز، وبالإتيان بأهم نقاطها استوضحنا ذلك، ورأينا مدى وقعها على النفوس، وتأثيرها في سرد المعاني، وكيف يعمل فيها الخيال ويتوسـع، فكلما كانت الصورة أوجز كانت المعاني أغزر، وكان الإيجاز ميزة في التشبيه.

    سلاااااااااااااام ...
    ..




    اللهم اصرف عني السوء والفحشاء
    واجعلني من عبادك المخلصين

  8. #8
    ذَاَتَ شَغَبْ الصورة الرمزية سيدة القـــــلم


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    الدولة
    لستُ اتو
    المشاركات
    5,533
    المشاركات
    5,533


    [align=center]يــعطيكـ العافيــه راعي الوقـــيد .. ونفع بعلمكـ البلاد والعباد واثابكـ على جهدكـ المبذولــ ..




    تحياتي
    عشـق القصـيد[/align]



    كِلِمَاْتِيْ تَحْتوِيْ عَلَى نِسْبَة مــُـفـْـرِطَة مِنْ "الكُحول "

    ولاْ يَعْنِيْ هَذاْ بأنِيْ كَاْتِبَة " مُتَرَنِحَه :xsmile: "

  9. #9


    [align=center]بيضاء فيها إذا استقبلتها دعجٌ ** كأنها فضة قد شابها ذهبُ



    وهناك التشبيه المقلوب ..


    أحن لهم ودونهمُ فلاةٌ *** كأن فسيحها صدر الحليمِ

    فهنا شبه الفلاة بصدر الحليم .












    شكراً لك أستاذي راعي الوقيد على الموضوع الرائع الرائع
    [/align]




  10. #10


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راعي الوقيد
    [align=center]بعد التحيــــــــة والسلام 00

    التشبيـــــــه ...

    التشبيه أسلوب من الأساليب البيانية وهو ميدان واسع تتبارى فيه قرائح الشعراء والبلغاء ،،، ولعله هو وأسلوب الاستعارة من أكثر أساليب البيان دلالة على عقل الأديب وقدرته على الخلق والإبداع ،،،
    ولما كان التشبيه على هذا الوضع يعد مقياسا يقاس به بلاغة البليغ وأصالته فإننا نرى من البلغاء من لا يقف في الدلالة على براعته في التشبيه عند حد إجادته وإنما يتجاوز ذلك إلى الإتيان بأكثر من تشبيه في بيت واحد ،،،

    فمنهم مثلا من شبه شيئين بشيئين في بيت واحد كقول إمرىء القيس :

    كأن قلوب الطير رطبا ويابسا *** لدى وكرها العناب والحشف البالي

    فقد شبه الرطب من قلوب الطير بالعناب واليابس منه بالحشف البالي.

    وكقول البحتري في وصف الندى تحمله شقائق النعمان :

    شقائق يحملن الندى فكأنه *** دموع التصابي في خدود الخرائد

    فقطرات الندى مشبهة بدموع التصابي وشقائق النعمان بخدود الحسان.

    ومنهم من شبه ثلاثة أشياء بثلاثة أشياء كقول ابن الرومي :

    كأن تلك الدموع قطر ندى *** يقطر من نرجس على ورد

    شبه الدموع بقطر الندى والعيون بالنرجس والخدود بالورد.

    وكقول ابن المعتز :

    بدر وليل وغصن *** وجه وشعر وقـد

    خمـر ودر وورد *** ريق وثغر وخـد


    في البيت الأول شبه البدر بالوجه والليل بالشعر والغصن بالقد وفي البيت الثاني شبه الخمر بالريق والدر بالثغر والورد بالخد.

    ومنهم من شبه أربعة أشياء بأربعة أشياء كقول إمرىء القيس :

    له أيطلا ظبي وساقا نعامة *** وإرخاء سرحان وتقريب تتفل

    شبه خاصرتي الفرس بخاصرتي الظبي وشبه ساقيه بساقي النعامة وشبه إرخاءه أي مد عنقه في استرسال عند السير بإرخاء السرحان أي الذئب وليس دابة بأحسن إرخاء منه وشبه تقريبه أي جمع يديه ووثبه عند الجري بتقريب التتفل أي ولد الثعلب والمعنى يوحي بأنه أراد الثعلب بعينه مشبها به.

    وكقول المتنبي :

    بدت قمرا ومالت خوط بان *** وفاحت عنبرا ورنت غزالا

    شبه المتغزل فيها بالقمر حسنا وشبه تمايلها في مشيتها
    بغصن البان وشبه طيب رائحتها بالعنبر وشبه سواد مقلتيها عندما ترنو وتنظر بالغزال ،،،

    ومنهم من شبه خمسة أشياء بخمسة أشياء كقول أبى الفرج الوأواء الدمشقي :

    قـالـت وقــد فتكـت فينـا لواحظهـا *** كـم ذا أمـا لقتيـل اللحظ من قــود

    وأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت *** وردا وعضت على العناب بالبرد

    إنسانة لـو بـدت للشمس ما طلعـت *** من بعـد رؤيتهـا يوما على أحـــد

    كأنمـا بين غـابـات الجفـــون لهـا *** أســد الحمـام مقيمات على رصـد


    ففي البيت الثاني شبه دموعها باللؤلؤ , وعينيها بالنرجس ,
    وخديها بالورد , والأنامل المخضوبة بالعناب وثناياها بالبرد.

    ويقول أبوهلال العسكري :‌‌" ولا أعرف لهذا البيت ثانيا في أشعارهم
    " ومعنى هذا أن أقصى ما وصل إليه الشعراء هو تشبيه خمسة أشياء
    بخمسة أشياء في بيت واحد وأن هذا النوع نادر في الشعر العربي ،،،

    جمال التشبيه في أبيات منتقاه ،،،

    فلأبي نواس:

    تبكي فتلقي الدر من نرجس ** وتلطم الورد بعُنَّاب

    ولأبي الفرج:

    وأمطرت لؤلؤاً من نرجس وسقت ** ورداً وعضت على العناب بالبرد

    وأبي الطيب المتنبي:

    بدت قمراً ومالت خُوْطَ بَانٍ ** وفاحت عنبراً ورنت غزالا

    وأبي القاسم الزاهي:

    سفرن بدوراً وانْتَقَبْنَ أهِلَّةً ** ومِسْنَ غُصُوْنَاً والتَفَتْنَ جَآذِرَا

    والإمام أبي منصور الثعالبي

    رناَ ظبياً وغنّى عندليبا ** ولاح شقائقاً ومشى قضيبا

    وقول ابن سكَّرة

    الخد ورد والصدغ غاليةٌ ** والريق خمرٌ والثغر من بَرَدِ

    وقول القاضي عبدالعزيز في المدح:

    لحاظك أقدارٌ وكفك مزنةٌ ** وعزمك صمصام وريقك غَيْلُ

    اعجبني الموضوع .. فأحببت ان انقله لكم ،،،

    تحيتــــــــي لكـــــم ...

    والسلااااااااام ...
    ..
    [/align]

    عزيزي راع الوقيد والله لقد اتحفتنا


    ان الموضوع الادبي ( المتميز،الفاخر )سواءً كان من القول او من المنقول هو الذي يجد فيه القاريء المتعه خلال قراءته لمضمونه صحيحٌ انك نقلت ولكنك استخدمت اسلوبا ساحراً وشرحا وافياً ومختصراً . الذي استغربه انك لست شاعراً ! فهل حاولت قول الشعر ولو عبثاً ؟


    ان لم تكن ، فأنت متذوق من الدرجه الاولى فلك الشكرُ موصولاً بالاعجاب لهذا الطرح الرائق الرائع ، لافض فوك وشكرا جزيلاً

    الســــــــــــــــــــــــــــاطع



    أنت كما تريـد

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته