قصة الأمير عبد الله بن رشيد رحمه الله ورفيقه حسين تكاد تكون قصة ذائعة الصيت لما تضمنته من معاني الوفاء والمرؤة والشهامة ؛ تجلي ذلك في موقف الأمير عبد الله مع زوجته , وموقف حسين من رفيقه وصديقه الأمير عبدالله .. وقد تناقلها الناس اعجاباً وتخليدا ..
ومع هذا فإنه لا يخلو النقل من عضل .. إذ حرّف بها من حرّف..!! ،ونُسبت إلى من نُسب..!! فهرف بها من لا يعرف ! ورددها ممن لا يهتم ! وهذا مما يجعل كالشيخ عبد العزيز بن رشيد وغيره من الرواة والمنصفين أن يبدوا رائهم فيصوب الخطأ ويوضح ما أشكل .. ومع هذا فإن الباحث المنصف لا يتطرق إليه ثمة شك أن القصيدة للأمير عبد الله الرشيد ، وأن المرافق هو حسين القويعي لأمور ..
فبالنسبة لكونها للأمير عبد الله
أولاً : فإن هذا مما يصدقه تناقلها جيلا بعد جيل ونسبتها للأمير عبد الله الرشيد . والأمة لم يكن أن تجتمع على الخطأ خاصة انها حدثت في حائل وتناقلها أهل حائل خلفاً عن سلف !! فلا تلتفت إلى غير هذا أن كنت منصفا !
الثاني : أن القصيدة ترى فيه ثمة تعب ، وسفر ومصاعب .. ؛ولا ينكر احدا قصة خروج الأمير عبد الله من حايل ..
الثالث : أن الزيادة على القصيدة أمرٌ وراد بل أن معارضتها لأمرٌ مستساغ ومقبول عند أهل الشعر والأدب فكثير من القصائد تعارض بقصائد أخرى شبيه لها بالروي والقافية .. فلا تخلوا القصيدة من ذلك أما معارضة أو زيادة ..
هذا ماأراه بالنسبة لنسبتها للأمير الفارس الشاعر عبد الله بن رشيد ..
أما بالنسبة لرفيقه (حسين ) فقد تناقل الناس عدة اسماء من هو هذا "الحسين " فمن قال انه المسطحي ومن قائل أنه الذيب ومن قائل أنه الشلقاني ومن قائل أنه التبناوي ومن قائل أنه خادم .. الخ .
والصحيح الذي لأمرية فيه أن جميع هذه الأسماء الأنفة الذكر ينتسبون لأسر كريمة لها مالها من الذكر الحسن والوفاء والتاريخ المجيد الحافل من تاريخ شمر ، غير أن لابد أن يوضع كل أمر في نصابه وتوضح الحقيقة لمن يجهلها حتى يعود الفضل لأهله ، والتاريخ لصدقه!! وعلى هذا جاءت رواية الشيخ / عبد العزيز الرشيد عن القصيدة تقريرا اكيد لنسبتها للأمير عبد الله وتوضيحاً جميلا لرفيق الأمير وهو ( حسين القويعي ) وهذا في نظر الباحث المنصف المتمكن لقرينة لمعرفة من هو حسين ؟ والقرائن مما يحتفى بها خاصة اذا كثر الخلط واللغط حول أي أمر وبالأخص المسائل التاريخية وهذا مما لا يخفى عند المشتغلين بهذا الفن .!
ثم قرينة أخرى وهي أن اولى الناس بالرجل هم ابناء عمه ونسبتها لحسين القويعي لينصب في هذا الباب والقويعي هذا ينتمي لأسرة حضرية شمرية من الجعفر كانت في حائل أنذاك .. !!
أكثر الرواة وخاصة ممن هم معتني بتاريخ ال رشيد اما قرابة أو مصاهرة أو منصفاً يذكر ان حسين هو القويعي وهذا مما يؤخذ في عين الأعتبار !
أم من قال : انه خادماً فليس بقوله بالتمام ولم يصب كبد الحقيقة .. إذ ان من تأمل القصيدة لرأي مخاطبة الأمير لرفيقه شملت على الأقناع .. وعلى التذكير ، وعلى النخوه . ولو كان عبداً لما احتاج الأمير عبد الله اصلاً لكي ينشئ قصيدة ..!! افالعبد لا يعصى سيده ؛وكيف بسيد كالأمير عبد الله بن رشيد !!! أضف إلى أن الأمير عبد الله وقتها لم يكن صاحب ملك أو حتى صاحب مال حتى يكون له العبد قضلاً عن العبيد ..!! فتأمل !
في الأخير لك الشكر اخي قيصر العرب ولك وافر تحيتي ..
المفضلات