[align=justify]الأخ قيصر العرب :
السلام عليكم ...
ما أحلى المواضيع التي تتناول قضايانا العربية والمحلية وهيا بنا إلى ساحة الحوار :
لقد تناولت النوضوع أولاً بصيغة عامة وهي من دراسة لأحد المختصين :
ان مفهوم الإرهاب يقودنا الى عملية المصادرة الجزئية او الكلية لمختلف الحقوق التي لا تقوم كرامة الإنسان إلا على أساس التمتع بها وبناء على هذا المفهوم :
* فمصادرة حق الشعوب في تقرير مصيرها سواء من قبل الأنظمة القائمة في مختلف بلاد العالم او من طرف الاحتلال الأجنبي يعتبر ممارسة إرهابية مؤبدة .
* ومصادرة الحق في الحياة يعتبر إرهابا .
* والحرمان من التمتع بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والمدنية والسياسية يدخل في إطار الإرهاب اليومي الذي تمارسه الدول والمؤسسات والشركات والأفراد بواسطة " القانون " المتبع وبدونه .
* والحرمان من حق المساواة بين الذكور والإناث في الحقوق المختلفة وعلى المستوى القانوني يصنف ضمن الممارسة الإرهابية .
* وعدم توفير الأجواء المناسبة لنمو طفولة سليمة يعتبر إرهابا وصياغة قوانين لخدمة مصلحة طبقة معينة إرهاب قانوني يلحق مصالح الطبقات الأخرى .
* وفرض برامج دراسية لاعداد الأجيال لخدمة مصلحة معينة سواء كانت هذه المصلحة تتعلق بالنظام او بطبقة مسيطرة تستغل ذلك النظام يعتبر إرهابا في حق تلك الأجيال .
*وحرمان التلاميذ والطلبة من متابعة دراستهم وحسب رغبتهم لا يمكن تصنيفه إلا في إطار الإرهاب .
* والتمييز بين الحواضر والبوادي , وبين الأقاليم والجهات يدخل في إطار الإرهاب التنموي .
* واعتبار التنمية الاقتصادي والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية على أسس غير علمية تعتبر ممارسة إرهابية في حق الشعوب المقهورة .
وبناء على ذلك فالإرهاب ذو طابع شمولي لا يمكن اختصاره في مظهر محدد , إلا ان حدته تختلف من مظهر لاخر , وبالتالي فكل مصادرة للحق ومهما كان مستواها, وكيفما كانت حدتها فهي إرهاب مادي او معنوي ينتج إلحاق الضرر بالجهة التي تمت مصادرة حقها لصالح الجهة التي مارست الإرهاب .
والآن أعود للنقطة التي طرحتها في موضوعك وهو الإرهاب الفكري بداية بالأسرة مروراً بمؤسسة التربية والتعليم انتهاءً ببالمجتمع ككل ....
على صعيد الأسرة لي إضافات :
-التفريق بين الذكور والإناث في المعاملة من قبل رب الأسرة الذي يملك الصلاحية الكاملة والمطلقة في التمويل والتوجيه.
-حرمان الام من تحمل مسؤولية الأسرة على مستوى التسيير والتوجيه
-حرمان الفتيات من التعلم او الاستمرار فيه في حالة السماح لها بالالتحاق بالمدرسة
-فرض تزويج الفتيات بدون رغبتهن
-تزويج الفتيات قبل سن 18 أي قبل تجاوز مرحلة الاضطراب النفسي والجسدي
مؤسسات التربية والتعليم :
-النظام التعليمي والإرهاب التربوي الذي يعتبر مستوى آخر من تكريس الإرهاب على أفراد المجتمع لان النظام التعليمي يوضع أصلا لإعادة إنتاج نفس الهياكل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية. أي انه لا يراعي ان يكون حرا او ديمقراطياً مستجيباً لمتطلبات الشعوب في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
-ممارسة هيئة التدريس التي تعمل غالبا على إرهاب الأطفال والتلاميذ نفسيا وجسديا مما يحول دون استئناسهم بالعملية التعليمية التربوية، فيتحول المدرس في نظر التلميذ الى كابح للقدرات المختلفة للتلميذ، وقامع لتلبية الحاجات المعرفية، ومقبر لها ، ومؤدلج لمضامين البرامج التعليمية. وهذا ما يتنافى جملة و تفصيلا مع حفظ كرامة الإنسان المادية والمعنوية خاصة على المستوى المعرفي.
-المراقبة التربوية وغض الطرف عن سوء التوجيه التربوي . فالتلاميذ يقعون ضحايا الهيمنة التربوية التعليمية القائمة على الإرهاب النفسي والجسدي الذين لا تعمل المراقبة التربوية على انقادهم ، ولا تسعى الى إعادة توجيههم توجيها سليما، فيستمرون بسبب ذلك في الضياع الى ان تلفظهم المدرسة. ذلك ان المراقب التربوي لا يتعامل مع العملية التربوية التعليمية بصفة شمولية مما يجعل مهمته تمتد لتشمل واقع المدرسة ككل ، بالإضافة الى واقع علاقة المدرس بالتلميذ ،وهذا التجزيء، المشرع تربويا لا يمكن تصنيفه إلا في إطار الممارسة الإرهابية التي تنعكس سلبا على مستقبل التلميذ بسبب غض الطرف عن التجاوزات التي تلحق التلاميذ على مستوى المؤسسة التعليمية ككل. وهو ما يمكن إدراجه ضمن الخلل التربوي الذي لا يمكن تصنيفه إلا في إطار الإرهاب التربوي.
الإدارة التربوية التي تتحول الى إدارة قمعية إرهابية تشبه الى حد ما مخفر الشرطة في العديد من المؤسسات التعليمية على مستوى العالمين العربي والإسلامي لدرجة ان التلاميذ يصبحون في كثير من الأحيان كارهين للمدرسة بسبب ممارسة الإدارة التي تتنافى مع ما هو تربوي على جميع المستويات. وهو ما يعتبر إرهابا في حق الأطفال الذين لم تتبلور بعد شخصيتهم ،ولم ينضج فكرهم ووجدانهم.
–وما قلناه عن إرهاب هيأة التدريس، والمراقبة التربوية والإدارة التربوية يقود الى مشكلة آخرى من الإرهاب الذي يمكن تسميته بإرهاب الذات الذي يأتي في إطار الرقابة الذاتية التي تؤدي الى قمع الذات فكريا ونفسيا وجسديا.
ولذلك فالنظام التعليمي والتربوي لا يمكن ان يكون هادفا الا بالتخلص من الممارسة الإرهابية التي تتخلل العملية التعليمية التربوية من ألفها الى يائها من اجل إنسان جديد حر وديمقراطي وعادل، ومن اجل جيل جديد، وبطموحات متقدمة وهادفة الى القضاء على كل أشكال الإرهاب المادي والمعنوي والى التعاطي مع الجهات الممارسة للإرهاب.
-إدارة الدولة، وقبول أشكال الإرهاب على المجتمع، لان الإدارة المشرفة على تسيير شؤون المجتمع على المستوى المحلي والوطني تلعب دورا مركزيا في فرض تكريس ممارسة معينة سواء كانت ذات بعد قانوني غير متلائم مع المواثيق الدولية او مستندة الى التعليمات والتوجيهات العليا، او ناتجة عن إرادة رجال الإدارة الصرفة ، او أنها تستند الى مصلحة الطبقة الحاكمة. فالممارسة التي تفرضها الإدارة المسيرة للمجتمع تهدف الى إخضاع المجتمع بعيدا عن إرادة المواطنين ودون مراعاة لاختياراتهم، او احترام لإرادتهم. والإخضاع في حد ذاته يعتبر ممارسة إرهابية تطال المجتمع ككل ، وتؤدي الى مصادرة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية، وهي مصادرة لا يمكن ان تكون إلا إرهابية لتناقضها مع ضرورة احترام الحقوق المختلفة للإنسان.
والخلاصة :
يتخذ الإرهاب أشكالاً منها المادي , والفكري والإيديولوجي , والعقائدي حتى يتخلل جميع مناحي الحياة المادية والروحية لجميع البشر . وان الجهات الممارسة للإرهاب تشمل الدولة , والجماعة , والأفراد . وان أسباب الإرهاب تتراوح بين ما هو مادي او فكري, او عقائدي, وان دواعيه إما إيديولوجية او سعيا الى تكريس او فرض السيطرة الطبقية , او السعي الى تأييد او فرض الهيمنة الإيديولوجية على المجتمع ككل ... [/align]
المفضلات