إغلاق المدرسة العربية الإسلامية الوحيدة بولاية بافاريا الألمانية
حكومة بافاريا اتهمت المدرسة بمخالفة العملية التعليمية وصلتها بمنظمة إسلامية متطرفة (الجزيرة نت)
خالد شمت-ميونيخ
أعلنت الحكومة المحلية في ولاية بافاريا الألمانية أنها أغلقت المدرسة الألمانية العربية الإسلامية في ميونيخ عاصمة الولاية بعد أن سحبت رخصة التدريس الرسمية منها وأوقفت دعمها المالي السنوي المقدم لها ووزعت تلاميذها على عدد من مدارس الولاية.
وقال توماس هوبر المتحدث باسم حكومة بافاريا في بيان صحفي إن حكومته اتخذت هذا الإجراء نظرا لوجود شكوك خلال الأسابيع الأخيرة من العام الدراسي المنصرم بمخالفة العملية التعليمية وطرق التدريس المتبعة بالمدرسة لمبادئ الدستور الألماني ووجود صلة للجمعية المشرفة على المدرسة بمنظمة إسلامية متطرفة.
كما وجه وزير داخلية ولاية بافاريا غونتر بيك شتاين في تصريحات صحفية سلسلة من الاتهامات إلى المدرسة، معتبرا أن وقوعها ومركز ميونيخ الإسلامي المجاور لها تحت التأثير الإسلامي المتشدد لجماعة الإخوان المسلمين زاد من انتشار شبكة الإسلاميين المتطرفين في منطقة شمال ميونيخ.
واعتبر بيك شتاين -المعروف بتشدده تجاه الأجانب لاسيما المسلمين- أن الغموض كان السمة الغالبة لما كان يجري في المدرسة خلال السنوات الماضية نتيجة عدم سماح إدارتها بإجراء رقابة كافية على الكتب والمناهج التي تدرس بها.
وبيك شتاين مرشح لشغل منصب وزير الداخلية الألماني في حالة فوز التحالف المسيحي المعارض في الانتخابات النيابية الألمانية المقررة في الثامن عشر من الشهر القادم.
من جهة أخرى نقلت مجلة "فوكوس" الصادرة في ميونيخ عن مصادر لم تسمها في هيئة حماية الدستور في بافاريا قولهم إن لديهم شكوكا في استخدام الدعم المالي الحكومي المقدم للمدرسة الإسلامية خلال السنوات الماضية في دعم أنشطة المقاتلين الشيشان.
صدمة المدرسة
المدرسة اعتبرت الإغلاق دعاية انتخابية على حساب الأقلية المسلمة (الفرنسية-أرشيف)
من جانبها عبرت إدارة المدرسة في ميونيخ عن صدمتها لقرار حكومة شمال بافاريا بإغلاق المدرسة واعتبرته غير عادل وغير قانوني.
ونفت إدارة المدرسة في بيان أرسلت نسخة منه للجزيرة نت جميع الاتهامات الموجهة لها من وزير الداخلية البافاري غونتر بيك شتاين، ووصفتها بأنها دعاية انتخابية تهدف لكسب المزيد من الأصوات في الانتخابات العامة القادمة على حساب الأقلية المسلمة المستضعفة.
وشددت على انتهاج المدرسة منذ تأسيسها سياسة تقوم على دعم مشاريع اندماج المسلمين في المجتمع الألماني والانفتاح والشفافية المطلقة مع الوسط المحيط بها وتوفير نسخ من الكتب والمناهج المقررة بها لأي زائر.
كما نوهت إلى أن الجميع يعلم أن مناهجها هي نفس المناهج التي يجري تدريسها في المدارس الحكومية بولاية بافاريا إلى جانب مادتي اللغة العربية والتربية الإسلامية وبعض المواد العلمية التي يتم تدريسها باللغة العربية.
نجاح المدرسة
ولفت مدير المدرسة منير الصويص في تصريحه للجزيرة نت إلى إشادة عدد من المراكز التربوية والأكاديمية الألمانية المتخصصة بنجاح المدرسة الإسلامية كجسر حضاري بين الإسلام والمجتمع الألماني.
كما ناشد منظمات الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم الاحتجاج لدى الحكومة الألمانية على إغلاق المدرسة العربية الإسلامية، معتبرا أن ربط قرار الإغلاق بالسياق الألماني العام يكشف عن وجود توجه رسمي مستقبلي خطير يهدف إلى عزل المسلمين وإخراجهم من الحياة العامة في ألمانيا.
وتعتزم الإدارة رفع دعوى أمام القضاء الألماني للاعتراض على قرار الإغلاق، مشيرة إلى عدم وجود دلائل تؤيده.
يذكر أن المدرسة العربية الإسلامية في ميونيخ- التي يدرس بها حاليا نحو 112 تلميذا إضافة لـ75 طفلا في الحضانة الملحقة بها- تأسست عام 1982 كمدرسة ابتدائية خاصة لتدريس المنهجين الألماني والعربي للتلاميذ ذوي الأصول العربية وحصلت علي اعتراف رسمي من حكومة ولاية بافاريا التي شارك رئيس وزرائها حينذاك فراننتس جوزيف شتراوس في افتتاحها.
ـــــــــــــــــ
مراسل الجزيرة نت
المفضلات