[align=center][/align]
[align=center]عبدالعزيز شاب يبلغ من العمر (14) عاماً مصاب باضطراب متلازمة الداون.. قد يكون مثل الكثيرين من المصابين بهذا الاضطراب، لكنه الوحيد الذي تميز وحقق ما لم يستطع الكثيرون تحقيقه.. في مدرسته الخاصة التقيناه وكان هذا الحوار..
شخصية اجتماعية
عندما التقينا ( عبدالعزيز) عرفنا أنه شخصية اجتماعية مرحة لا يخاف الناس والتجمعات، بل يحب كل من حوله من زملاء ومدرسين ومختصين، فهو يتنقل مع الأخصائي النفسي الخاص به بين فصل وآخر براحة وثقة وكأنه في بيته الخاص وقد رحب بنا (عبدالعزيز) وشعر بالسعادة لتواجدنا.
الجسم الرياضي
لاحظنا كم يتمتع (عبدالعزيز) بقامة رشيقة يافعة وعضلات مفتولة وجسم مشدود كما لو أنه من أبطال ألعاب القوى ولدى استفسارنا من الأخصائي النفسي قال: يتمتع ( عبدالعزيز) بلياقة بدنية عالية لا يمتلكها أي من الأطفال المصابين باضطراب متلازمة الداون، بل بالعكس تجد الغالبية العظمى منهم قصار القامة ومصابين بالسمنة وقليلي الحركة، لكن " عبدالعزيز"، ومنذ نعومة أظفاره، عندما التحق بمدرستنا، لمسنا حبه للألعاب الرياضية على مختلف أنواعها.
الألعاب الرياضية
ويضيف قائلاً: تفوق ( عبدالعزيز) في رياضة الجري، وكرة السلة، وكرة الطائرة، والسباحة، فكثفنا جهودنا معه لتشجيعه على الاستمرار في هذا المستوى الرائع، ووضعنا له برنامجاً غذائياً خاصاً يعتمد على الأغذية التي تحتوي على الفيتامينات والبروتينات والكالسيوم مثل السمك والحليب والمكسرات، بحيث يتوافق مع طبيعة التمارين اليومية التي يجب أن يزاولها باستمرار مثل ( الجري، الهرولة، تمارين الإحماء ).. مما أهله إلى تمثيل المدرسة في العديد من المسابقات والأنشطة الرياضية الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة.
للأسرة الدور الرئيسي
ولا يفوتنا أيضاً أن نذكر دور الأسرة الرئيسي والأساسي في حياة ( عبدالعزيز ) فوالده ووالدته كانا على اتصال دائم وتعاون مستمر مع إدارة المدرسة لتذليل أية عقبات تواجهه في سبيل تحقيق التميز والنجاح.
كما أن حبهما ورغبتهما في تفوق ابنهما كانا دافعاً أساسياً لعبدالعزيز في تحقيق ذاته.
مهارات أخرى
ثم اصطحبنا عبدالعزيز بوجهه الباسم لغرفة النجارة في المدرسة واستعرض أمامنا مواهبه في استعمال المطرقة والمسامير ومقدرته على قص الخشب وإعداد صناديق خشبية وتلوينها تحت إشراف المدرس المختص.
ثم اصطحبنا إلى غرفة الألعاب الرياضية، حيث شاهدنا براعته في تسديد أهدف كرة السلة، وفي الجري بسرعة كبيرة وأداء تمارين الإحماء، وطريقة تواصله مع مدربه التي تعتمد على الصوت والحركة والإشارة، فكل حركة أو صوت أو إشارة يقوم بها المدرب ينفذها عبدالعزيز بمهارة.
ختاماً
وكما استقبلنا (عبدالعزيز) بابتساماته التي لم تفارق وجهه ودّعنا وعيناه تمتلئان بالأمل لمستقبل يستطيع فيه تحقيق ما لم يستطع أقرانه من الأطفال المصابين بمرض متلازمة الداون تحقيقه.
ما هي متلازمة الداون؟
متلازمة الداون عبارة عن اضطراب خلقي يكون عند الطفل منذ الولادة وهو ناتج عن زيادة في عدد الصبغيات ( الكروموسومك ) والتي يكون في داخلها تفاصيل كاملة لخلق الإنسان، ويحمل الشخص العادي ذكراً كان أم أنثى 46 صبغية، يرث الإنسان عدد الصبغيات ( 23) من أمه والثلاث والعشرين الباقية من أبيه، واكتشف العالم الفرنسي ليجون في عام 1959 أن متلازمة الداون ناتجة عن زيادة نسخة من كروموسوم رقم " 21" فيصبح عدد الكروموسومات في الخلية الواحدة 48 بدلاً من 46 والأسباب ترجع إلى ارتباط هذا المرض بتقدم عمر الأم، فتزيد فرصة الإصابة إذا حدث الحمل بعد أن تتعدى الأم ( 35 سنة ).
الخرافة والحقيقة في متلازمة داون
[align=right]1-الخرافة: متلازمة داون اضطراب وراثي نادر.
الحقيقة: نسبة إنجاب طفل ذي متلازمة داون هي حالة واحدة من 800- 1000 من حالات الولادة في جميع أنحاء العالم.
2-الخرافة: معظم الأطفال ذوي متلازمة داون يولدون لآباء في سن متقدمة.
الحقيقة : 80% من الأطفال الذين يولدون لأمهات تقل أعمارهن عن 35 سنة، إلا أن نسبة إنجاب طفل ذي متلازمة داون تزداد بازدياد عمر الأم.
3-الخرافة: يكون لدى الأشخاص ذوي متلازمة داون قصور عقلي شديد.
الحقيقة: تختلف درجة القصور عند الأشخاص ذوي متلازمة داون من الخفيفة إلى الشديدة، ولكن الأغلبية تبقى محصورة في مجال القصور من المستوى المتوسط.
4-الخرافة: معظم الأشخاص ذوي متلازمة داون يخضعون للرعاية في المؤسسات الصحية.
الحقيقة: يعيش الأشخاص ذوو متلازمة داون مع أسرهم في البيت، ويشاركون بفعالية في الأنشطة الاجتماعية والتعليمية والترفيهية مع الأشخاص الآخرين.
5-الخرافة: الأشخاص ذوو متلازمة داون يشعرون دائماً بالسعادة.
الحقيقة: لدى الأشخاص ذوي متلازمة داون مشاعر وأحاسيس تعبر عن الفرح، والغضب، والألم، والحزن.
6-الخرافة: لا يمكن توظيف الأشخاص ذوي متلازمة داون.
الحقيقة: يستطيع بعض الأشخاص ذوي متلازمة داون العمل في مواقع العمل الفعلية إذا أتيحت لهم فرص التعليم، والنمو، واستخدام المهارات والقدرات التي اكتسبوها في مرحلة الدراسة.
7-الخرافة: ليس بإمكان الأشخاص ذوي متلازمة داون إنشاء علاقات حميمة متبادلة تؤدي إلى الزواج.
الحقيقة: بإمكان الأشخاص ذوي متلازمة داون إنشاء علاقات دائمة ومستمرة تؤدي للزواج، إلا أن هذه تظل حالة نادرة، وبإمكان النساء منهم إنجاب الأطفال، إلا أن نسبة إنجاب طفل بمتلازمة داون تصل إلى 50% .
8-الخرافة: متلازمة داون حالة مرضية ميؤوس منها.
الحقيقة: متلازمة داون ليست داء أو مرضاً، وإنما هي عدم انتظام في الصبغيات سببه وجود صبغي زائد في الزوج الحادي والعشرين، ونظراً لاستحالة تغيير التركيب الوراثي لا يمكن تبعاً لذلك تغيير التركيب الوراثي للشخص ذي متلازمة داون، إلا أنهم قادرون على التعليم والنمو إذا أثرينا حياتهم بدوافع وحوافز، وأعطيناهم فرص التعلم المبكر والمناسب، ووفرنا لهم التشجيع المستمر.[/align] [/align]
[align=center]منقول عن
مجلة ولدي
العدد (80) يوليو 2005 ـ ص: 40[/align]
المفضلات