[align=center]بلاد ما بين النهرين وشعبه المغلوب على أمره ، والذي عانى على مدى عقود عدة من الظلم والقهر
والأستبداد والقتل والتهجير والمقابر الجماعية من سلطةٍ كانوا يستبشرون بها وبمبادئها المكتوبه خيرًا وعزًا وأستقرارًا ورفاهيه .
هذه الأرض الذي أنعم الله عليها بنعمٍ كثيره وثرواتٍ كبيره ، لم يتمتع بها شعبها ولم يستفد منها أبنائها بل سيطر عليها طغاتٌ أستجبروا وتسلطوا على رقاب الشعب دون أن يخافوا الله أو يراعوه .
وهذا الشعب الذى صنع أولى الحضارات وأمتلك من المواهب والعلم الشيء الكثير أصبح متناثر الأشلاء ، فمنهم من هو مهجر داخل حدود أرضه ومنهم من هجر الى الخارج ،ومنهم من ينتظر أعتقاله أو موته في أي لحظه ، فغاب عنهم الأمن والأمان ، والحرية والأطمئنان ، وحل محلها القتل والدمار ، والعبودية والأستعمار .
وبعد تلك العقود من القهر والدمار ، جاءت لهم جحافل المحتل والأستعمار ، لتبشرهم بفك قيودهم ، وتحرير رقابهم ، وأنها سوف تنشر لهم الحرية وتساعدهم في أعادة الأعمار ، وأنها ستخلصهم من ذلك المتسلط الجبار .
جاءت تلك الجحافل من خلف كل تلك البحار ، بجنديٍ وضابط وطيار ، ودباباتٍ وصواريخ وقنابل الدمار ،
واستبشرت بلاد ما بين النارين خيرًا لعل الليل ينجلي ويأتيهم النهار .
تبددت أحلام أهل العراق ، فمن القهر والظلم والدمار ، الى القتل والخطف والأستعمار ، وأصبحوا في بلدهم أحرار وما هم بأحرار .
هذا الشعب الذي كان مقيدًا وأسيرًا في ناره الأولى ، أصبح مشرعًا وبلا حدود في ناره الثانيه ، أصبح
مسرحًا للتناحر وتصفية الحسابات ، ومقرًأ لجيوش المحتل والعصابات ، وساحةً للساسة والصراعات.
أصبح علمائه هدفٌ للأغتيالات ، وأبنائه هدف للرصاصات ، واطفاله وشيوخه هدف للمفخخات .
أصبحت مقاومته الشريفه يشوهها البعض من المخلفات ، ومن هم عاش في كنفات الأحتلال والعصابات .
وأخيرًا أيها الأخوه والأخوات لندعوا لأخوتنا في العراق بأن يفرج الله عنهم ، ويحفظهم من كل ما ألم بهم ، وأن يزيل عنهم ما هم به ، وأن يرد كيد المعتدين عليهم الى نحورهم ، وأن ينعموا بنعمة الأمن والأمان ، وأن يتمتعوا بكل ما وهبهم الله من نعمه ، وأن يخرج كل من ضمر لهم الشر والعدوان من أرضهم ، وأن يرحمهم ويحفظهم ويسدد لهم فيما يحب ويرضى .
وتقبلوا تحياتي . [/align]
المفضلات