[align=center]اخوتي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للعلاقة الأخوية والصحبة آداب يتسابق عليها الفضلاء ..
وما سأذكره لكم عبر هذه القصة المختصرة يدل على حرص سلفنا
على المكارم والسعي بها ولها بكل ما اوتوا من قوة وحرص
احمد ابن حنبل شيخ لا يحتاج لمن يعرّف به !
كانت له مودة مع اسحاق ابن راهوية وأحبه في الله ، على البعد ولم يلتقيا ..
ابتلي احمد ابن حنبل وسجن ولما خرج من سجن الفتنة .. كان حقا له ان يزوره اسحق ..
خاف الأمام احمد ان يبادره اسحاق بالزيارة فيشق على اسحق ذلك ..
فسار اليه ليزوره هو..
فلما بلغ الأمام احمد ابن حنبل( الريّ )
كان المطرشديدا حتى ان السماء كانت كأفواه القرب من شدة المطر ..
لجأ احمد ابن حنبل الى احد المساجد قبيل صلاة العشاء
فأخبره من كان قائما على المسجد بأنهم جمعوا المغرب والعشاء وانه سيقفل المسجد
رد عليه الأمام احمد بأن هذا بيت الله..
فقالوا له تخرج أو نسحبك من رجلك الى الخارج ؟!
فرد الأمام احمد بأن قال : سلاما !
موجزا بذلك الرد على الجاهلين ..
وافقه احدهم على الطريق وهو بهذه الحال فسارع الى ادخاله منزله
وقام باستبدال ملابسه المبتلة وصلى معه ووافاه بطعام فقال : من انت ؟
فرد عليه الأمام احمد بأن قال له انا احمد ابن حنبل وخرجت للقاء
اخ لي في الله احببته في الله ولم أره وخشيت ان علم اني خرجت من السجن ان يزورني فيشق عليه ذلك .
فأجابه مضيفه ..
وانا اسحق ابن راهويه !
فأنظر كيف كانت المحبة في الله ..
وتأمل أوضاعنا التي اصبحت بحال يرثى لها ..
الحب ليس بالله
والبغض كذلك ..
الأجتماع ليس لله
والتفرق كذلك
الجار لانعرفه ..
والأخ لا نحس به ولا بما يطرأ من تغير على احواله
التكلف اصبح ملازما لنا في كل حال
والزيارات بالمنة والشفقة ..
والروابط الأجتماعية اصبحت شبه مشروطة لما يكتنفها من مجاملات
فألى الله المشتكى
والله نسأل صلاح الأحوال
( القصة منقولة .. والتعليق مرتجل )
سليمان
24 محرم1426
12:00 ظهرا [/align]
المفضلات