العبيكان لـ «الرياض»: لا جهاد في العراق ويجب مقاضاة من أفتى بشرعية الجهاد في العراق
العراقيون يرفضون المقاومين العرب و مفجرو العراق انتحاريون لا استشهاديون
حائل - حوار أحمد القطب:
وصف معالي الشيخ عبدالمحسن بن ناصر العبيكان المستشار بوزارة العدل وعضو مجلس الشورى من أفتى بشرعية الجهاد ومن ذهب في طلب الجهاد في العراق بأنهم خارجون عن الطاعة ومذنبون مؤكداً بأن لا جهاد في العراق.
وطالب الشيخ العبيكان بمقاضاة من أفتى بجواز ذلك لافتاً إلى ما ترتب على هذه الفتاوى من ضرر وإثارة للفتن وزعزعة للأمن وتدمير للمنشآت العامة والخاصة في ذلك البلد.
وقال لا توجد أي مصلحة للقتال الذي يسمى جهاداً في العراق، وأن الواقع الذي نعيشه قد أثبت عدم صحة تلك الفتاوى وأن بسببها مفسدة عظيمة وقعت بتوجه البعض إلى هناك بحجة الجهاد فكانت المفسدة التي لم تحقق أي مصلحة.
ومضى يقول: إن رجوع من افتى بجواز القتال في العراق يدلل على عدم تأصيل تلك الفتوى.
وسمى الشيخ العبيكان العمليات التي يقودها مقاتلون يفجرون أنفسهم إما بالأحزمة الناسفة أو السيارات المفخخة بإنها عمليات انتحارية وليست استشهادية مشيراً إلى فتاوى أهل العلم من العلماء كفتوى الشيخ ابن باز والشيخ الألباني والشيخ ابن عثيمين - رحمهم الله - وعدد من المفتين من المشايخ الكبار بعدم جواز مثل هذه العمليات لأنها - وبحسب الشيخ العبيكان - فيها قتل للنفس وقتل الإنسان لنفسه لا يجوز ولو كان فيه مصلحة للآخرين - كما يزعمون - مبيناً أن ما يقع من قتل عبر تلك العمليات لا تقع في الحروب وإنما تقع في الغدر وهي تحصل في الغالب بين الآمنين وذلك حرمه الشرع.
جاء ذلك ضمن حوار أجرته «الرياض» مع فضيلة الشيخ عبدالمحسن العبيكان خلال زيارته لمنطقة حائل حيث تناول اللقاء عدة محاور كان للشيخ العبيكان رؤيته الواضحة فيها.
ففي رده على كيفية ايقاف استنزال الشباب والتغرير بهم باستغلال حماسهم في التوجه إلى المواقع المشتعلة في بلاد المسلمين، وما تبثه الفضائيات لتأجيج مشاعر القتال لديهم أجاب فضيلته: إن ربط الشباب بالعلماء وعدم الخروج عن الفتاوى التي تصدر عن أهل العلم الربانيين هذا هو الذي يبعد الشباب عن اقحامهم في هذه المنزلقات كذلك تحصينهم ضد الشبهات التي تلقى من قبل من وصفهم بأنصاف المتعلمين والدخلاء على الفقه هي التحصين لهم قبل أن يأخذوا بأقوال هؤلاء أو يستجيبوا إلى تلك الدعايات أو التحريضات.
٭ هل ترى أن ما قدم في هذا الإطار من قبل علمائنا كاف؟
- يحتاج إلى أكثر.
٭ ما رأيك في كثرة التيارات والأحزاب والجماعات الإسلامية في بلدان العالم وأيها على حق؟
- بالنسبة للدول الأوروبية لديها تعدد في الأحزاب والجماعات والفرق وهي فرق وأحزاب سياسية بحتة، ولكن المسلمون دينهم يحرِّم عليهم التحزب والتفرق ويوجب عليهم أن يكونوا صفاً واحداً تحت ولاة أمرهم، يأخذون بقول علمائهم - العلماء المعتبرين والفقهاء - مشيراً إلى أن التفرق والتحزب هي بغية أعداء المسلمين لأنهم يريدون لهم أن يكونوا فرقاً وأحزاباً حتى يختلف بعضهم مع بعض ويقاتل بعضهم الآخر حتى تحصل الفرقة فتضعف قوتهم. والله عز وجل يقول: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا} الآية. مبيناً أن الشرع الحكيم يمنع ويحرِّم التحزب والتفرق لافتاً إلى أن ذلك ما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين لم يكن بينهم تفرق أو اختلاف في المنهج أو العقيدة.
وأوضح الشيخ العبيكان أن الاختلاف في الآراء الفقهية هو أمر وراد لا يوجب التفرق أو التحزب.
٭ وعن الأسباب التي أدت إلى وجود هذه التيارات والجماعات قال: إن هناك من خرج عن المنهج الصحيح الذي عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحابته والتابعون وأئمة هذه الأمة وسلفها الصالح.
وأضاف يقول: لقد خرج هؤلاء عن هذا المنهج وانصرفوا إلى الأطماع السياسية البحتة، فأوجدوا هذه الفرق والجماعات للوصول إلى مآرب سياسية بحتة أكثر منها دينية ولكن لأجل أن يقنعوا الناس بسلامة منهجهم أو ليتعاطف الناس معهم فقد ألبسوها بلباس الدين والشرع لكي يستجيب الناس لهذه الدعوات، وإلا فالدين والشرع الحكيم لا يجيز مثل هذا أبداً.
٭ من خلال قراءتكم لواقع هذه الجماعات هل ترون امكانية وجود دعم من جهات اجنبية غير إسلامية قد تحرض على مثل هذه التفرقة؟
- إنني حقيقة لا أعرف شيئاً من هذا لكنني سمعت أن بعض الفرق كانت صنيعة الاستعمار الذي هدف من إنشائها لابعاد الناس عن الإنشغال في السياسة أو محاربة الاستعمار.
٭ كيف ترى الفكر التكفيري الذي انتهجه بعض الشباب وبعض طلبة العلم عند المخالفة في الرأي؟ كيف ترون مثل هذا الأمر؟
- هذا هو فكر الخوارج بل هو أشد فإن الخوارج السابقين الذين حذر منهم الرسول صلى الله عليه وسلم وأمر بقتلهم وقال: هم كلاب النار لم يفعلوا الإ جزءاً مما فعله البعض في هذا الزمن من تكفير الحكومات وتكفير عموم الناس، وتابع يقول: وكان هذا في الحقيقة وسيلة في اقناع الناس في الخروج على الولاة، لأنه كيف يتوصل إلى تحقيق رغبته في الوصول إلى الحكم وتحقيق مآربه السياسية إلا عن طريق الثورات والانقلابات ولن يقدم لهؤلاء المساعدة إلا من الناس الذين يقتنعون بكفر الحكام عن طريق الاقتناع بمثل هذه الشبهة، وأضاف: حتى إن البعض ممن يكفّرون ربما ليسوا مقتنعين تماماً بأن الأعمال التي يقوم بها الحكام كفرية ولكن لأجل التوصل إلى مآريهم يرون أنهم يجب أن يقنعوا الناس بذلك.
٭ بالعودة إلى موضوع العراق أود التساؤل حول ما يحدث الآن من حصار لمدن العراق ودفاع أهل هذه المدن عنها الا يعتبر ذلك جزءاً من الجهاد المشروع؟
- من يقول إن الأمريكان يقتلون كل شخص أو يحاصرون كل بيت، هذا ليس بصحيح لأن الحصار لأحياء محدودة..
والسبب بأن تلك الأحياء يوجد بها من يقومون بعمليات التفجير وقتل الامريكان ومن يساعدهم فيتحصنون في تلك الأحياء فيحاصرون والشارع الحكيم عندما امر بقتل الصائل وقتال الدفع هو لمن يعتدى عليه اتبداءً لا الذي يعتدي ثم يتحصن وهذا لا يعتبر مدافعاً عن نفسه ولا مجاهداً جهاد دفع
٭ الا يدخل ذلك ضمن مقاومة المحثل بحكم ان العراق يرزح تحت وطأة الاحتلال؟
- هناك فرق في جهاد الدفع الذي يشترط فيه إذن الإمام وجهاد الدفع الذي لا يشترط فيه فجهاد الدفع الذي لا يشترط هو الشخص الذي اعتدى عليه ابتداءً في بيته لأجل قتل نفسه او اخذ ماله او الاعتداء على عرضه فهذا يدفع الصائل ولا يشترط فيه اذن ولي الأمر، اما الاحتلال العام فهذا استيلاء على الحكم العام ولم يقل الشرع انه يجب مقاتلة المحتل العام، وإنما ما جاء به الشرع ونصت عليه كتب العلماء والفقهاء انه يحاول ازالة الحاكم بالطرق السليمة التي لا يترتب عليها سفك دماء ولا انتهاك حرمات ولا انقطاع سبل كما قاله الإمام احمد وكما قال الإمام الجويني في كتابه «غياث الأمم في التياف الظلم» قال ليس هذا الأحاد الرعية هو لأهل الحل والعقد يحاولون اذا كفر الحاكم يحاولون ازالته بشرط الا يترتب على ذلك سفك دماء فإذن الاحتلال العام شيء والاعتداء الخاص شيء آخر وأكد الشيخ عبدالمحسن العبيكان في معرض حديثه ان هناك من اهل العراق بين علماء وعامة الناس يتصلون بشكل متواتر ويؤكدون انه لم يعتد عليهم.
وأردف: وحتى من خلال الاخبار المتداولة فنجد ان القتال في احياء محدودة في بعض المدن، وتسأل مستغرباً: لماذا القتال في بعض احياء وإذا انتهت المشكلة في تلك الأحياء انتهى القتال.
٭ هل انتم على دراية برفض العراقيين لتواجد عناصر مقاومة اجنبية في العراق؟
- نعم يرفضون وقد اتصل بنا عدد من العراقيين وقالوا لا نريد ان يأتي الينا لا السعوديون ولا الاردنيون ولا المصريون ولا غيرهم، ابعدوهم عنا هؤلاء اثاروا لدينا المشاكل وتزعزع الأمن ونحن لا نريد الا الأمن واستشهد الشيخ العبيكان بالمثل القائل «سلطان غشوم خير من فتنة تدوم».
٭ لنخرج من دائرة العراق الى موضوع لا يقل سخونة وهو ما يطرح في منتديات الإنترنت من قدح وتشهير وتأليب لرموز وشخصيات معتبرة دون وجه من؟ ماذا تقولون للقائمين على هذه المنتديات؟
- فقال: هؤلاء جبناء لأن الشجاع من يظهر نفسه ويقول الحق دون ان يختفي وهؤلاء جبناء حقيقة وأن من يتكلم بحق فلا يخشى لومة لائم يكتب اسمه ويظهر نفسه ولا يختفي لأجل ان ينال من اعراض الناس ويحرض وهذا ايضاً فيه كذب وبهت واشاعة الفاحشة فهذا مما حرمه الإسلام اما من يكتب في الانترنت للمصلحة والإصلاح فلا نقصده.
٭ حتى ولو اخفى اسمه وشخصيته؟ واستخدم اسماً مستعاراً؟
- حتى ولو كان مثل ما اخفى بعض العلماء اسمه في تأليف بعض الكتب فمثلاً ابن ابي العز عندما ألف شرح الطحاوية اخفى اسمه لأنه يريد ان يظهر الشرح لمصلحة الناس ولا يعنيه ان كان هو الذي ظهر اسمه او غيره.
مشيراً الى ان البعض ربما يريد ان يخفي عمله الصالح في مصلحة المسلمين والدفاع عن الاسلام وعن اهل الاسلام فهذا مأجور حتى ولو لم يذكر اسمه ولكن الجبان من يشتم الناس ويجرح ويشيع الفواحش ويتهم الناس بغير الحق فهذا هو الجبان الآثم.
٭ نبقى في عالم الاتصالات كيف ترى استخدام الهاتف الجوال المزود بكاميرا بين شبابنا وهل بلغ الوعي والنضج بين الشباب مرحلة التحليل ام التحريم قياساً على استخداماته في مجتمعنا؟
- اخي الكريم مسألة التحليل والتحريم انا لست مسؤلاً عن شركة الاتصالات وهؤلاء ينبغي ان يراعوا مسألة المصلحة والمفسدة اما الجانب الشرعي فإنني ارى انه لا يتوجب تحريم شيء قد يستخدم في الخير وقد يستخدم في الشر فهو مجرد جهاز يمكن استخدامه في الخير من خلال ان بعض الناس بهذا الجوال قد كشفوا جرائم رصدوا جرائم وحوادث ونفع الله بهذا التصوير وهناك وقائع حقيقة على ذلك.
ولهذا اقول لا نستطيع تحريم الجهاز بشكل مطلق لأن هناك من يستخدمه استخداماً غير شرعي ولكن لابد من توعية الناس والحزم في استخدامه في بعض الاماكن التي يخشى من ضرره فيها.
٭ في مجال ظهور العلماء والمشايخ عبر وسائل الإعلام والقنوات التي تبث الاغاني والأفلام التي قد تخدش الذوق العام كيف يرى فضيلتكم مثل هذا الأمر؟
- هي فيها مصلحة عظيمة وليست فيها اية مفسدة، لأن العالم كما حث الشيخ العلامة بن باز رحمه الله عليه على الاشتراك في البرامج التي تنقل عن طريق هذه القنوات لأن العالم الذي يأتي في هذه البرامج لا يرى ما يعرض حيث يجلس الضيف في الاستديو ولا يوضح اي من الاشياء المحرمة او المخلة بالأدب العام اثناء التسجيل، وخروج العالم عبر هذه القنوات هو لتضييق الوقت على المفاسد والأهم هو مشاهدة من يتابعون الافلام والبرامج الأخرى هذه البرامج الدعوية فربما شاهده عرضاً فهداه الله، موضحاً ان العالم انما ينصح الناس في اماكن لعبهم ولهوهم اما ان ينصح الناس في المسجد مثلاً بترك اللهو هم لا يمارسونه هذا لا يأتي بفائدة مثل العالم الذي يأتي في الأماكن التي تمارس فيها الأعمال التي يراد النصح عنها.
واستشهد فضيلته بما كان يفعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لدى قيامه بنصح المشركين والكفار في انديتهم.
٭ اذن ماذا عن الفتوى عبر البث المباشر الا توقع الضيف ربما في لبس او حرج جمع اختلاف ثقافات الدول وخصوصياتها؟
- لابد منها ان هناك حاجة ماسة الى الفتوى المباشرة لأن هناك اناس لا يمكنهم ان يرسلوا بطلب الفتوى وينتظروا الرد خلال شهر او شهرين، فلا بد من الفتوى المباشرة. مؤكداً بأنه لا يمكن ان يتصدى للفتوى المباشرة الا من لديه الامكانية بمعرفة الاحكام ولا اعرف ان هناك مفسدة حصلت بسبب فتوى العلماء او الفقهاء عبر برامج الفتوى المباشرة.
منقوووووووووووووووووووول.
المفضلات