حلقة أثارت استياء في السعودية:
أوبرا وينفري تصف السعوديات بالحلقة الأضعف وتتناسى العنف الأميركي ضد المرأة
شغلت حلقة قدمتها المذيعة الأميركية أوبرا وينفري سيدات سعوديات كثيرات، تابعنها قبل أيام وهي تهاجم أوضاعهن، عبر برنامج يحمل اسمها، بثته القناة الرابعة في تلفزيون «mbc».
وأبدت سيدات سعوديات استياءهن من البرنامج ومقدمته، التي تُوّجت قبل أيام واحدة من أغنى سيدات الولايات المتحدة الأميركية، وأكثرهن قدرة في التأثير في الرأي العام.
وتناولت أوبرا وضع المرأة السعودية عبر نقاط عدة، بعد تناولها أوضاع نساء دول أخرى، لكنها توقفت عند منطقة الشرق الأوسط، لتبدأ وتنتهي بوضع المرأة السعودية، الذي صنفته بـ «أسوأ وضع تمر به النساء على مستوى العالم».
ولم تتوقف عند ذلك الحد، بل تناولت قضية المذيعة السعودية رانيا الباز، التي تعرضت للضرب على يد زوجها حتى كادت تصل إلى الموت. وقالت عنها: «كانت شجاعة بما فيه الكفاية لتظهر على شاشة التلفزيون بمظهرها المشوّه». وأضافت: «المرأة السعودية هي الوحيدة التي تخلفت عن قيادة السيارة، فهي متوارية تماماً خلف عباءة الرجل».
لكن المذيعة أغفلت ما تعانيه مواطنتها الأميركية من أوضاع سيئة، تصبح ازاءها أوضاع السعودية «نعيماً»، خصوصاً الزنجيات الأميركيات، اللواتي يواجهن العنصرية، على رغم ادعاءات تحريرهن من العبودية، التي عانين منها عقوداً طويلة، ناهيك بانتشار قضايا العنف والإجرام في الولايات المتحدة وانتهاك الحقوق وتراجع الأمن. وتشير الإحصاءات والتقارير الصادرة عن دائرة العدل الأميركية في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2004 إلى أن ثمة 24 مليون ضحية سنوياً من سن الثانية عشرة فما فوق، وهؤلاء يتعرضون لجرائم القتل والسرقة وجرائم العنف الأخرى، بمعدل 475 حالة لكل 100 ألف نسمة، من أصل أكثر من 250 مليون مواطن هم سكان الولايات المتحدة.
جرائم العنف
وتتضمن الإحصاءات 16503 جرائم قتل، بمعدل ست حالات من كل مئة ألف مواطن، وهناك ضحية بين كل 44 مواطن أميركي فوق سنّ الثانية عشرة. واقتربت النسبة بين الضحايا رجالاً ونساءً في إحصاءات العام 2003. وهذا ما أقره موقع البيت الأبيض الحكومي.
وأقرت رابطة الإعلام في 24 حزيران (يونيو) عام 2004 أن جرائم العنف في تزايد مستمر، وأن العاصمة الأميركية واشنطن وحدها سجلت 41738 حالة قتل وسرقة وجرائم عنف مختلفة عام 2003. وأقرت الإحصاءات في 16 تموز (يوليو) 2004، أن هناك موظفاً يقتل أسبوعياً في مكان عمله، و25 على الأقل يتعرضون لإصابات بالغة. وأن هناك 31 ألف مواطن أميركي يقتل بالنار، و 75 ألفاً يصابون بإصابات بالغة سنوياً، إضافة إلى 80 ألف سيدة سجينة من الأمهات. ويُقدر عدد أطفال السجينات بنحو 200 ألف طفل. وهناك أكثر من ثلاثة آلاف سيدة حامل داخل السجون بين عامي 2000 و2003. وثلاثة آلاف طفل ولدوا داخل السجن. إضافة إلى شيوع التحرشات الجنسية داخل السجون، حيث تصل إلى 13 في المئة. وهناك الكثير من الإحصاءات التي يصعب حصرها.
استياء سعودي
واستفز حديث وينفري أكثر من سيدة سعودية. تقول إيمان السعد: «ساءني ما ذكرته عن المرأة السعودية، لأنه مخالف للواقع، ويشير إلى عدم فهم طبيعة الحياة الاجتماعية في السعودية».
ولا تخفي ناهد الصالح هي الأخرى استياءها قائلة: «ظهرت أوبرا في برنامجها لتتحدث عن وضع المرأة في دول عدة، منها أيسلاندا وبلجيكا وسنغافورة. وأنا أعي تماماً ماذا يعني أن نكون الحلقة الأضعف، ولست في صدد الخوض في أمور أخذت كفايتها من الطرح، من دون الوصول إلى حل».
وترفض ريم عبدالله كثيراً مما جاء في البرنامج، لكنها ترى أن «وضع المرأة السعودية يحتاج إلى نقاش جاد، يعالج الكثير من المشكلات التي نعانيها. وحينما استمعت إلى حديثهن عن السعوديات لفت نظري وضعنا من منظار العالم الخارجي، فلا نقطة تحسب لمصلحتنا».
أما أمل براك فتبدي تفاؤلها بالمستقبل وتقول: «هناك إرهاصات وبوادر أمل، فنحن نعيش حراكاً ثقافياً واجتماعياً، في ظل متغيرات عدة، لذا أعتقد بأن المرحلة المقبلة ستكون أفضل مما مضى».
وتقول منى شرف: «إن أهم نقطة أثارت غضبنا هي الطريقة التي أقحمت بها أوبرا أو البرنامج في شكل عام حياة المرأة السعودية، وهو أسلوب تهكمي ساخر، يلفت النظر ويثير البلبلة، وهذا تدخل كبير في شؤوننا الداخلية. وإن كان معظمنا يطالب بتغييرات، فهذا لا يعني طرح موضوع المرأة السعودية وكأنها المرأة الأضعف، خصوصاً في ما تطرقت اليه من موضوع الضرب، وهو ما حصل لرانيا الباز، وكأن ذلك سائد في السعودية، أو أنه يتعلق بديننا الإسلامي». ووصفت نهج البرنامج بـ «الخطر».
وأضافت: «تناولت أوبرا موضوع المرأة السعودية باستخدام مؤثرات لفتت نظر الكثيرات منا، وهو استخدامها الألوان المشرقة للتقارير المختلفة، والأبيض والأسود في حديث الباز، عندما ظهرت وأبدت إعجابها بالبرنامج، وكـأنها المرأة الوحيدة في العالم التي تعرضت للضرب، خصوصاً أن قضايا الدول الأوروبية، وأميركا تحديداً، تملأ الصحف، الى جانب ارتفاع نسبة الجريمة لديهم»، وختمت شرف: «لا نعلم، هل بعد تلك الإحصاءات ما زالت الأميركيات يحمدن الله أنهن يعشن في الولايات المتحدة الأميركية؟».
منقول من جريدة الحياة
المفضلات