صفحة 4 من 5 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 50

الموضوع: كون الجميــــــماء

  1. #31
    من فرسان شبكة شمر الصورة الرمزية شريف روما


    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    دولـة شمٌر
    المشاركات
    3,588
    المشاركات
    3,588


    كفو والله ياشمر
    ياملا العافية يامشعل
    وتسلم يمينك
    تحياتي



    مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل

  2. #32
    مستشار مضيف قصة وقصيدة


    تاريخ التسجيل
    02 2005
    المشاركات
    4,220
    المشاركات
    4,220


    وهذه القصيده قيلت ايضا بعد كون الجميماء :
    [poem=font="Simplified Arabic,5,orange,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,medium,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    يالله اني طالبـــك يامعين الصــابـــرين = خيــــر كل الخــلايق تحـرا في رجاه

    عز ابو مشعل سعود امام المسلمين = فزعة المضيوم بالضيق يوم انه نخاه

    يزهمون سعود الضيغمي عطب اليمين =كيف يوخذ مالنا والدبش وانتم وراه

    قال عيني عيونكم يوم نصبنا السنين = مالكم لاراح لازم نجي ناخذ قضاه

    وارتحلنا فوق ذروات سمحـاة اليميـن = فوقهن صبيان غلبا مناعير عصاه

    من جبل طي ركبنا عليهن مشمليـن= مانحسب للخساير بدرب الملزماه[/poem]




  3. #33
    مستشار مضيف قصة وقصيدة


    تاريخ التسجيل
    02 2005
    المشاركات
    4,220
    المشاركات
    4,220


    ويقول الشاعر بدعي بن سمحان الزميلي الشمري بعد وقعة الجميماء :
    [poem=font="Simplified Arabic,5,orange,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,medium,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    راكب حر ٍ براسه زعانيف= يزهى الدويرع والرسن والسفيفه
    أولاد وايل خيلكم صدّرت عيف=وجموع ابن هذال راحت معيفه
    عسى تلو عرضاتكم طيبكم شيف=تضعينكم بالقاع ماله خليفه
    تبي من النقره تطوّع هلا السِيف =ومن الحجاز حد وادي حنيفه
    ويمر خزنة حايل بالمناكيف=وديار ماياخذ خطابه وريفه
    وجته الجموع اللي تعرف المطاريف=كبار المسيره قبل ياصل مديفه
    مزنٍ مشى من حايل ٍ له رفاريف=يمطر غضب وكل القبايل يخيفه
    لاردّدّو لكفوشهن والتطاريف=حل اللقاء والجيش حوّل رديفه
    مار ياحيف يالشعلان ياحيف ياحيف=صارت فوايدهم بحلّي منيفه
    اللي تزيل البدو مابه مطاريف=وخطر ٍ نجيه ثم عقب ٍ نعيفه[/poem]



    مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل

  4. #34


    سمعتها على لسان كبار عنزه يذكر المعركة ولم تكن عنزه فقط العمارات وابن شعلان بل من كافة أفخاذ عنزة الأخرى ومنها يقول بمجرد سماع عنزه طق الدمام من بعيد أصابهم الرعب وانهزمت معظم عنزه هاربين بحلالهم إلا من مناوشات بسيطه لم تغن عنزه شئ .. ثم وصل قائد جيش شمر إلى مضيف ابن هذال ووجد الفهدين آل هذال على الدلال وخاطبهم قائلا لكم كرامتكم ولن نهينكم أما الحلال فليس لكم.. ولم يبق من عنزه إلا فهد الدغيم وفهد البيج لم يهربوا بل تركوا مصيرهم لشيمة شمر .. ولم يهينوهم بل تركوهم يتبعوا من هرب من قومهم على مهلهم.




  5. #35


    السلام عليكم
    أخي مشعل الغفيلي
    سلمت ودمت على نقل هذه الواقعه المشهوره وبيض الله وجهك
    لكن عندي تعقيب بسيط على القصيده التي نسبتها للعوني

    سميت بالرحمـن والحمـد لله
    وانحمد اللي يوم قلتـه جداهـا
    ولفتها بك يـا زبـون المخلـه
    يالضيغمي ياما تعـدل هواهـا
    يامزنتن غرا نشـت واستهلـه
    غشا الزبالا والجميمـا غثاهـا
    سحابتن منها الخبـاري تملـه
    صديق عينك ما يوقف بماهـا
    صارت بها الخلفات مثل الاهله
    خذت سنين ما تبعهـا ضناهـا
    صارت على عدانا دخاخين جله
    وما شب من نارن عمسنا سناها
    الخيل عن وجه الضياغم تجلـه
    والخيل بالصايح تزاود عياهـا
    والخيل معها زامل(ن) مردفلـه
    وسعود شوق اللي جديد صباها

    هي للشاعر خليف بن رثعان الرقيباء أبو الشيخ عمار الرقيباء الذي سميت بأسمه حارت عمار بحائل. وهذه القصيده ليست كامله في نقلك وإنما متقطعه وقرأت تكملتها في رد أبن جشعم
    مجرررد توضيح وسلمت على النقل
    دمت بود:::::
    تقبل مروووري
    أخوكـ......سـ"سلمى"ــفير




  6. #36
    شاعر الصورة الرمزية زاهي


    تاريخ التسجيل
    09 2007
    العمر
    40
    المشاركات
    1,042
    المشاركات
    1,042


    إيييييييه

    ياحلو هالسوالف

    ياحلو هالمشاركات الحلوة وهالردود الاحلى

    شكرا أخوي مشعل

    شكرا لكم كلكم يابعدين حيي

    ننتظر منكم أزود




  7. #37
    شبكة شمّر الصورة الرمزية الحيمري


    تاريخ التسجيل
    12 2007
    المشاركات
    4,786
    المشاركات
    4,786


    عز الله ماقصرت اخوي مشعل \ المعركه بتفاصيلها شيقه جدا

    شمر في هذه المعركه حالو على العماريات (( اللي يسمونها العطفه ))

    لكن بعدين اخلو سبيلهن معززات وعلى راسهن حصه بنت بن هذال




  8. #38


    زنت ولاهنت يا مشعل وزيادته المعلومات جلست شمر ثلاث شهور بمراح الروله ولكن لم يدخل اى شمرى بيت من ابيوت الروله وهذا دليل ان البيت له حرمه

    اما عن النورى شعلان رحمه الله عليه انه انهزم وتلطم فهذا غير صحيح فقد روا لى احد افراد عشيره الروله بان ابن شعلان تصوب وجلس طريح الفراش شهرين ولم يتمكن الروله من رد حلالهم الى بعد ثلاث اشهر بعد ان تجمعت الفدعان والروله والصقور والشرارات وبنى صخر
    بعد ان فرعت بنت ابن شعلان ثلاث اشهر وهى جالسه لم تضع الغدفه على راسه حتى رد بن شعلان الدار

    وشكرا يا العزوه



    ما فقدتواااااااااااااااااا غالى

  9. #39
    خاطر توّه واصل


    تاريخ التسجيل
    12 2003
    الدولة
    KUWAIT
    المشاركات
    63
    المشاركات
    63


    بيض الله وجهك يالغفيلي علي هالعلوم الطيبه واللي ماتجي الا من وجهن طيب


    اخي العزيز الرطاب قولك عن ان النوري بن شعلان والابيات اللي قيلت فيه غير صحيحه خاطيء

    صحيح اني اختلف مع اخي مشعل لاني اقول ان هالابيات في معركه الجوف وهو بموضوعه هذا يقول انها بمعركه الجميما والصراحه اانا اعتقد انها اقرب للجميما منه للجوف والله اعلم

    ولكن السالفه صحيحه والا كان ما انتشرت هالابيات مع الناس

    نواف وش هقوتك فينا ----جيناك والكبد منصطمه
    ابوك ماهو اباغينا-----ويحط لطمه ورا لطمه
    ......................................من قشنا القطمه

    ومادري عن ترتيب القصيده بس انا حافظه هلون مع ان حفظي ضعيف شوين

    وشكرا مره اخري لكاتب الموضوع علي تميزه الدائم



    مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل

  10. #40

    الايضاح الصحيح فى معركه الجميماء



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الكل تحدث عن هذى الوقعه التى اعتبرها الوقعه الخالده
    اخوانى
    والف نعم من عنزه ودنيا بعصرهم اخذ وماخوذ
    وورد بان بعض القبائل شاركت ولكن ناخذ الادله التى تجعلنا صامتين


    في هذا الموضوع نتناول موضوع معركة الجميما أو كون الجميما بالمعنى الاصح ، الذي لم يتم تأريخه وتوثيقه بوضوح وخاصة في المؤرخات النجدية التي عنيت في تلك الحقبة بتوثيق أغلب الاحداث والوقايع في تاريخ الجزيرة العربية وذلك إبان توحيد الجزيرة العربية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود. ويكمن السبب في إهمال هذا الحدث التاريخي من بعض المؤرخين هو إهمالهم لاي وقعة أو حدث يرونه من منظورهم أنه نزاع قبلي لا دخل له في الشأن السياسي أو ليس له صلة بأحداث ووقائع التوحيد التي كانت سببا في إرساء أركان وقواعد الدولة السعودية الثالثة وهذه هي النظرة القاصرة التي إعتدنا عليها من المؤرخين النجديين..


    والجدير بالذكر أن وقعة الجميما كانت من ضمن الوقعات المتعلقة بأحداث الدولة السعودية بشكل غير مباشر وذلك لتقليص الحكم الرشيدي الذي بات متهالكا وأصبح الضعف محيط بأركانه خاصة ً بعد إختلاف أفراد الاسرة الحاكمة فيما بينهم وكذلك وجود قوة الاسرة الحاكمة من آل سعود التي إستعادت حكمها وذلك بعد فتح الرياض سنة 1319هـ وتوالي الاحداث بعد ذلك والتي وفق الملك عبدالعزيز بأغلبها وذلك لسياسته وحسن تقديره للظروف وتوظيفه للقوى التي لديه بشكل جعله موحدا ً للجزيرة وسلطانا على نجد والحجاز وملحقاتهما إلى أن أصبح ملكا للمملكة العربية السعودية.


    • مقدمة :

    قبل الدخول في تفاصيل وقعة الجميما لابد من التوضيح لمقدمات ماقبل الجميما ، وهو أن الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه بعد فتحه للرياض وإعلانه الحاكم على إقليم الرياض وماحوله من بعض الاقاليم كانت تناوئه عدة قوى مختلفة منها :
    1-أمارة إبن رشيد وقبائل شمر
    2-أمارة الشريف شريف الحجاز وقبائله
    3-أمارة أبالخيل وإقليم بريدة بالقصيم
    4-بعض قبائل نجد

    إضافة لقوى الدولة العثمانية التي كانت تدعم أمارة الرشيد وأمارة الشريف بحكم أنهم تابعين لها ، فبعد فتح الرياض دخل الملك عبدالعزيز في أحداث كثيرة منها صداماته مع عبدالعزيز المتعب الرشيد إلى أن تمكن منه وقتله في وقعة روضة مهنا سنة 1324هـ ، ثم إستمر الصراع مع الامارة الرشيدية ، ومن ثم دخول الملك عبدالعزيز في معارك لتأديب بعض القبائل التي لم تدخل في طوعه وكانت محالفة للحكم الرشيدي ، وضمه لبعض الاقاليم النجدية تحت حكمه والتي كانت تتمرد عليه متى ماسنحت الفرصة والظروف لها ، ونشوء فتن العرايف والهزازنة وصراعه مع العجمان وتمرد الشيخ مبارك الصباح الذي إختلفت نظرته بعد فتح عبدالعزيز للرياض والذي كان يحالف أعداء عبدالعزيز تارة ويظهر حسن النية تارة أخرى . والحديث يطول حول هذه الاحداث ولايتسع المجال لذكرها.

    وعند دخول سنة 1327هـ بدأت الفتن والصدامات على مسرح نجد في إزدياد ويذكر لنا أمين الريحاني في كتابه تاريخ نجد الحديث بعض من أخبار تلك السنة وما سبق وقعة الجميمة سنة 1328هـ يقول صفحة 178، 179:

    إستمرت الاضطرابات والفتن في حائل ، فنكث إبن رشيد العهد ، وعاد البيتان إلى الحرب والغارات والغزوات . أما سعود ابن عبيد – الرشيد – الذي لم يحكم غير سنة وشهرين ، فقد قُتل كما قتل هو أخاه سنة 1326هـ ثم بعث من تولى الامارة من آل سبهان ، أخوال لبيت الرشيد ، بوفد إلى عبدالعزيز ، فلم تسفر المفاوضات عن سلم أو ما يشبه السلم فأستأنف البيتان القتال..

    تولى ألامارة الرشيدية سعود بن عبدالعزيز المتعب الرشيد ولكن لصغر سنه في ذلك الوقت تولى نيابة عنه خاله زامل السبهان والذي كان وصيا عليه ، ويوضح عن الوفد الذي بحث مفاوضات السلم مع عبدالزيز د.جبار يحي عبيد في كتابه التاريخ السياسي لإمارة حائل صفحة 228:

    تجدد النزاع بين الجانبين السعودي و ابن سبهان الوصي على الامير ، أثر فشل محاولة للصلح مع ابن سعود تقدم بها حمود السبهان ، فجهز قوة عسكرية هاجمت قبيلة مطير المواليه لابن سعود. وبالمقابل هاجم ابن سعود قبائل حرب المؤيدة لامير حائل ثم انسحب إلى الشعيبة. وكانت هذه المناورات مقدمة لهجوم سعودي حيث انتقل ابن سعود بقواته إلى منطقة تسمى نفوذ الأشعلي ، أما أمير حائل فقد نزل في منطقة قريبة منه..

    بعد ذلك حدثت وقعة الاشعلي سنة 1327هـ/1909م التي هاجم فيها الجيش السعودي زامل السبهان وجيش ابن رشيد مما اجبره على الانسحاب بعد أن خسر بعض معداته وخيله في المعركة التي دارت بينهما ، ثم وقعت هدنة بين الطرفين فرضتها قلة الامطار ، فسببت ضيقا اقتصاديا شديدا ً واعجزت الطرفين عن مواصلة الحرب..

    ويستطرد د. جبار يحي عبيد في كتابه التاريخ السياسي لامارة حائل صفحة 228 في إنسحاب الملك عبدالعزيز وجيشه:

    ويبدو أن السبب الحقيقي للانسحاب السعودي يعود إلى حدوث إضطرابات في منطقة الحريق أثناء غيابه في الشمال ، مما جعل إبن سعود يعود إلى الرياض لمعالجة الموقف ، فضلا عن حدوث الخلاف بين الشيخ مبارك وسعدون باشا ، شيخ المنتفق والذي اوجب تحرك ابن سعود إلى قرب الحدود العراقية لمساعدة شيخ الكويت ضد خصومه

    واستثمر أمير حائل هذه العوامل بالتعاون مع سعدون باشا للضغط على ابن سعود بتشجيع قبيلة العجمان في الصحراء الشرقية ضده ، ومما عقّد الاوضاع انضمام المعارضين لحكمه من الاسرة السعودية إلى هذه القبيلة..

    والمقصود باضطرابات الحريق مافعله الهزازنة من فتنة بين بعضهم واعتدائهم على آل خثلان وتمردهم وإخلالهم بالامن ، والمعارضين لحكمه من الاسرة السعودية هم العرائف وهم أبناء عمومة إبن سعود وقد نزلوا على العجمان أخوالهم وتعاونوا معهم في التمرد والعصيان والتعدي على عشائر الكويت وهذا في بداية سنة 1328هـ/1910م ، يقول أمين الريحاني في تاريخ نجد الحديث صفحة 181:

    ختمت سنة 1327هـ بعصيان الهزازنة وهم أقارب آل سعود الابعدون ، وفتحت سنة 1328هـ بخروج العرايف وهم أقارب آل سعود الأقربون ، بل هم الذين كانو أسرى في حائل ، فجاء بهم ماجد بن الرشيد إلى عنيزة ليقاتلوا أهلهم ، فخلصهم عبدالعزيز من الأسر ومن القتل ، فقاموا بعدها يجازون عمله بالعصيان..

    طبعا بعد هذه الاحداث إزدادت الظروف سوءاً على الملك عبدالعزيز ومنها: تعدد الاعداء والاخطار عليه وهجرة البوادي له والعسر المالي الذي حصل عليه وتألبات أعدائه والجدب والقحط وإنقطاع الامطار ويقول في ذلك ماكس أوبنهايم في كتابه البدو الجزء الثالث صفحة 58 ، 59 :

    وبسبب نفاذ المؤن والوسائل – حيث لم يسقط المطر في نجد في شتاء ذلك العام – لم يبق أمام عبدالعزيز مفر من توقيع صلح مع ابن رشيد. وعلى إثر ذلك تخلت عنه حرب ، وهتيم ، وولد سليمان ومطير الغربيين.

    لم يكن يؤرقه أكثر من أمارة آل رشيد التي يعتبرها محور الشر الاكبر المنافس له والتي تهدد دولته السعودية خاصة مع تحالف الاخير مع السعدون والمنتفق ، فكان عليه البحث عن حليف قوي يساعده في تحجيم الامارة الرشيدية وإشغالها عنه ريثما يقضي من مشاكل الهزازنة والعرايف وإبن صباح وخلافه مع المنتفق وآل سعدون الذي كان حليفا لزامل السبهان وابن رشيد ، فلم يجد ندا وقوة تقف لابن رشيد وتضغط عليه من الشمال الا قبائل عنزة الضاربة في شمال الجزيرة العربية ، وكانت هذه الاحداث السبب الحقيقي لحدوث وقعة أو كون الجميمة بين قبائل عنزة وشمّر ، ويوضح لنا أمين الريحاني في كتابه تاريخ نجد الحديث ماسبق كون الجميمة وطلب إبن سعود لقبائل عنزة صفحة 182:

    أما إبن سعود فكان قد كتب إلى ابن هذال رئيس العمارات وإبن شعلان رئيس الرولة ، والعشيرتان من عنزة ، يستنجدهما على ابن الرشيد ، فأجاباه إلى ذلك وضرب الموعد للاجتماع. ولكن المشاكل تعددت في الاحساء ، وهي مرتبطة ببعضها البعض ، فظن عبدالعزيز ان التوسط بين مبارك والعجمان يحل مشكلة العرايف فبادر إلى تلك الناحية وقد كان في عزمه ، بعد حسم ذاك الخلاف وحل تلك المشاكل أن يستأنف السير ليجتمع بالهذال والشعلان فيشدون جميعا على إبن الرشيد..

    ويصف لنا أوبنهايم مخطط سير الملك عبدالعزيز في كتابه البدو شمال ووسط الجزيرة العربية والعراق الجنوبي الجزء الثالث صفحة 58 ، 59:

    في العام التالي – 1327هـ/1909م – فكر عبدالعزيز آل سعود في التحالف مع العنزة ، العدو اللدود لشمر ، على درب زبيدة ضد ابن رشيد. إلا أنه كان عليه أولا إخضاع الهزازنة في الحريق الذين كانوا هائجين نتيجة عداوات عائلية. وعندما عاد إلى الرياض علم بأن العرايف ، أحفاد مغتصب العرش سعود بن فيصل ، قد غادروا العاصمة غاضبين وتوجهوا إلى أخوالهم العجمان في الجزء التركي من شرقي الجزيرة. عندئذ عرض الشيخ مبارك على عبدالعزيز آل سعود مصالحته مع أقربائه إذا ما جاء إلى الكويت. أما السبب الحقيقي للدعوة ، هو الطلب من عبدالعزيز مساعدته ضد المنتفق ، فقد أخفاه مبارك في باديء الامر. لبى عبدالعزيز الدعوة آملا ً في أن يتمكن رغم ذلك من لقاء عنزة في الوقت المحدد. لكنه تأخر عن الموعد وفي منتصف فبراير سيطر إبن رشيد على الرولة والعمارات..

    ومما يجدر الاشارة إليه أنه في خضم هذه الاحداث التي حصلت على الملك عبدالعزيز في سنة 1327هـ/1909م ، يذكر لويس موزيل أن الامير نواف بن النوري الشعلان قد إحتل الجوف وسيطر عليه هو وقبائل الرولة ...

    يقول ماكس أوبنهايم في كتابه البدو الجزء الاول صفحة 133:

    استولى نواف ، ابن النوري ابن الشعلان ، على واحة الجوف بانقلاب أنجزه عام 1909م ، أدى إلى استعار الحرب من جديد بين عنزة وشمّر في الموقع عينه ، بعد أن كانت قد خمدت طوال عقود.

    وقد نجح الامير النوري بن شعلان حينما كان نازلا ً على جو مغيرة في صد هجوم لسبعين رجل من شمر هاجموا قبيلة الكواكبة من الرولة وقتل أربعه منهم واستولى على 28 بندقية و34 جمل بعدما هزمهم. وأثناء ذلك جاء رسول من الامير سعود بن رشيد مع رسايل تنشد السلام. وكان جميع الرولة ينادون بالحرب وكانوا على استعداد للانضمام إلى ابن سعود ضد ابن رشيد ، ويرغبون في مساعدة نواف وكانوا على علم بالخلاف بين الامير النوري وابنه نواف ، بعد ذلك جدد الامير النوري ميثاق السلام مع ابن رشيد فيما يخصه هو فقط وتحت شروط متعدده . وذهب رسول إبن رشيد لنواف في الجوف ليتفاوض معه إلا أنه رفض الاتفاقية وما أبرمه والده. وهاجم نواف جميع الموالين لابن رشيد بالجوف. وبعد دعم إبن سعود ب ثمانمائة جمل وجمال أرسلها لنواف وكذلك تأييد أكثر الرولة ومن كبار الشعلان من الشيوخ ومنهم فهد بن مشهور الشعلان الذي كان أقوى رجل بعد النوري ، كذلك إقناع لويس موزيل للامير النوري بالوقوف مع إبنه نواف ومساندة إبن سعود في مهمته لتضييق على إبن رشيد ، وتغير رأي النوري وساند إبنه نواف وأبلغ جميع الموالين لابن رشيد بأنه يرغب في الاستيلاء على الجوف وما حولها من القلاع والبلدات إما بالتفاوض أو بالقوة وكان هذا إعلانا لحرب مفتوحة على أنصار ابن رشيد.

    • وقعة الجميما سنة 1328هـ/1910م :


    • الجميما :

    بركة الجميما تقع في منطقة الحدود الشمالية شمال شرقي مدينة رفحاء وتبعد عنها مسافة قريبة وتقع على طريق الحج البري القديم الذي يجتاز منطقة الباطن ، ومن الجميما يتحول السير إلى طريق الحج الإسلامي الذي أنشأته السيدة زبيدة زوجة الخليفة هارون الرشيد وهي من ديار قبيلة شمر ..


    • طرفي المعركة :

    الطرف الاول : قبائل عنزة : العمارات (حبلان – صقور) بقيادة الشيخ فهد بن عبدالمحسن بن هذال ، الرولة بقيادة الشيخ النوري بن هزاع بن شعلان..
    الطرف الثاني : قبائل شمر : عبده ( الجعفر) بقيادة زامل بن سبهان الوصي على الامير سعود بن عبدالعزيز الرشيد ومعه الشيخ وادي بن علي من شيوخ الجعفر والويبار بقيادة الشيخ ندا بن نهيّر ، الأسلم بقيادة الشيخ برغش بن طواله ، سنجاره ( الرمال – القني - الصايح ) بقيادة الشيخ غضبان بن رمال والشيخ عيادة بن زويمل والشيخ بن الصديد وغيرهم من أهل حائل والحجلان ..


    ونستعرض هنا بعض النصوص التي تحدثت عن الوقعة سواء من بعض المؤرخات التي ذكرت النتف اليسير منها أو ما تحدث به بعض المستشرقين ..

    فبعد الاحداث التي سبق أن ذكرت ، وبعد إعلان النوري بن شعلان الحرب على شمر وإبن رشيد بتأييد ومساندة من عبدالعزيز بن سعود تواصلت معارك الجوف طوال أشهر ، ثم قرر النوري بن شعلان التضييق على إبن رشيد من الشمال أكثر وذلك مع تحالفه مع العمارات بقيادة الشيخ فهد بيك بن هذال ويقول ماكس أوبنهايم واصفا ذلك في كتابه البدو الجزء الاول صفحة 176 ، 177:

    قرر نوري ابن شعلان القيام بإجراء حاسم ، بعد أن ضمن مساعدة فهد بن هذّال . وقد وضع خطة قامت على التقاء الرولة والعمارات عند ماء الجميمه ، في منتصف الطريق بين النجف وحائل لانتظار قوة عسكرية من آل سعود. تلقى ابن رشيد أو بالأصح الوصي على حائل زامل السبهان ، أخباراً عن الخطة ، فانقض دون إبطاء على مجنبة عنزة المتقدمة ، وغنم قطعان جمال عديدة انتزعها من قبيلتي الصقور والكواكبة ، اللتين كانتا جناح الحملة الخارجي . بدأت عنزة عندئذ مطاردتها له . وحين أبلغها رجال الإستطلاع في وقت متأخر من بعد الظهر أنه في وادي الفيحان ، إقترح فهد شن هجوم ليلي ، وقرر نوري الإنتظار إلى اليوم التالي ، كي لا يتمكن العدو من الفرار . من جانبه ، سحب ابن رشيد قواته من الوادي ونشرها في التلال . حين شنت هجومها مع الفجر ، جوبهت عنزة بمقاومة شديدة من مواقع شمّر الجديدة واضطرت إلى التقهقر بعد تكبدها بعض الخسائر .

    تمسك نوري وابن هذال بخطة الحرب الأصلية وأصروا على تنفيذها ، رغم كل شيء . يصف الجاسوس الانجليزي ليجمان ، الذي رأى جيش عنزة يوم 12 شباط من عام 1910م ، إنطباعاته بالكلمات التالية : كانت الصحراء تعج بكتل متموجة من البدو تترامى على مرمى البصر . وقد روى له الشيوخ أنهم لا يستطيعون تذكر مناسبة أخرى خرجت فيها عنزة بقوة مماثلة إلى الحرب . وصل الجيش إلى بركة الجميمة في الخامس عشر من الشهر . بما أن قادته خشوا أن لا يكون الماء كافياً ، فقد سمحوا باستسقاء الناس وجمال الركوب فقط ، ومنعوا تقديم الماء إلى حيوانات الحمل . حين بلغهم أن ابن رشيد يقف على مسيرة يومين إلى جنوبهم ، أعدوا معسكرهم للحرب . إنضمت إلى الجيش مجموعات قوية حسنة التسليح من المعدان ، قدمت من وادي الفرات ، فاستقبلوها بهجمات وهمية وطلقات البنادق .
    أما النيران الكثيفة ، التي سمعت أصواتها بعد أيام قليلة من بلوغ الجميمه ، وعزيت إلى وصول قوات جديدة ، فقد أطلقها في حقيقة الأمر جيش ابن رشيد ، الذي كان يقترب وعلى ظهر كل واحد من جماله رجلان . فوجيء العنزة ، ووجدوا بالكاد الوقت لجمع جمالهم . وبعد أن فروا جماعات جماعات من المعسكر مخلفين وراءهم نساءهم وأطفالهم ، تقدم العدو من الجهة الأخرى مقتحماً الممرات بين الخيام ، وأحجم عن ملاحقة مقاتلي القبيلة ، بسبب هبوط الظلام . نهبت شمّر المعسكر صبيحة اليوم التالي ، وسقط عدد كبير من الأسرى في يديها ، بينها كانت تركية أرملة شيخ المشايخ السابق سطام باشا ، التي أرسلها الوصي ، زامل السبهان ، مع كلمات استهزاء من نوري ، إلى الجوف ، مع النساء الأخريات اللواتي أعادهن إلى أزواجهن .
    لم يغير انتصار ابن رشيد الوضع على الحدود . واستمرت غزوات السلب والنهب المتبادلة بين الرولة والشمّر ، إلى أن بلغت الحرب العالمية شمال الجزيرة العربية .


    ويقول أمين الريحاني في كتابه تاريخ نجد الحديث يشير إلى خبر الجميما بين عنزة وشمر صفحة 188 أثناء هزيمة مبارك الصباح والملك عبدالعزيز أمام المنتفق في وقعة هدية في 10 من حزيران 1910:

    وكان ابن الرشيد قد هجم يومذاك على ابن الهذال وابن الشعلان. وهما حليفان لابن سعود ، فأخذهما في جميمه على حدود العراق ونجد.فقال عبدالعزيز(بن سعود) يستأنف الحديث مع (مبارك الصباح) : " إذا كنت تصر على تجنيد جيش كبير ، فأنا أترك عندك رعاياي من عرب مطير واعود إلى بلادي لان ابن الرشيد بعد انتصاره على الهذال والشعلان ، لابد أن يزحف إلى القصيم ، وأخشى أن يقوم ((العرايف)) بحركة في الرياض فيتفاقم الأمر ولا أظنك تريد لي ذلك"..


    ويشير محمد العلي العبيد في مخطوطته النجم اللامع للنوادر جامع باختصار إلى الخبر صفحة 196:

    وفي تلك السنة أي – 1328هـ - اجتمع قبائل كثيرة من الرولة وأغار عليهم زامل السبهان بجنود عظيمة من شمر وأهل الجبل وهم على ماء من أمواه الشمال يسمى الجميما فأخذهم وانتصر عليهم..

    وبالمثل إبراهيم بن محمد القاضي في تاريخ القصيم السياسي من كتاب خزانة التواريخ النجدية الجزء الثامن صفحة 115 من أحداث سنة 1328هـ:

    شمر وعنزة تقاربوا ، وذلوا شمر منهم وجدبوا ابن سبهان وظهر عليهم ونزل الحجرة..

    ويقول سنت جون فيلبي في كتابه تاريخ نجد ودعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب السلفية وهو يتحدث عن ماسبق وقعة الجميما من أحداث ووقايع صفحة 400 ،401 :

    في السادس عشر من حزيران سنة 1910 إبتدأ معركة هدية بهجوم من الخيالة . أما سعدون احتفظ بخيالته ولم يأمرها بالاشتراك في القتال الا بعد أن توقف هجوم العدو واندحر في فوضاه وهكذا اختفت القوات المتحالفة في الصحراء هاربة إلى الكويت بينما احتلت قوات المنتفق معسكرهم ونهبته.

    كانت هذه المعركة جزءاً فقط من حركة شاملة الغالية منها الحد من جهود زامل بن سبهان في سبيل إستعادة شيء من أمجاد حايل الماضية. وفي الوقت الذي كان فيه سعدون باشا حليفا ً لزامل ، كان نوري الشعلان الذي انتزع الجوف ومقاطعة وادي السرحان من سلطة حايل ، قد إنضم إلى قبائل عمارات وعنزة للضغط على زامل في الشمال والشمال الشرقي بينما فعلت قوات ابن سعود والكويت نفس الشيء من الجنوب. وقد رأينا كيف أن فقرة من فقرات هذا البرنامج لم تنفذ يوم "هدية".

    وفي نفس الوقت تقريبا ً هاجم زامل الحلفاء الشماليين فهزمهم هزيمة ساحقة.


    • الكولونيل لجمن ووصف لوقعة الجميما 1328هـ/1910م:


    ويصف لنا الكولونيل لجمن في رحلته التي قام بها في الجزيرة العربية وصفا ً لاحداث الجيميما وماتخللها من مواقف بداية ً من السيطرة على الجوف سنة 1327هـ/1909م إلى وقوع المعركة ونهايتها من صفحة 47-69 مع بعض التصرف :

    واستطاع فخذ ((الرولة)) من قبيلة ((عنزة)) أن يدحر قوات ابن الرشيد في الجوف وأن يجرد هجوما على عاصمة شمر ذاتها في نفس الوقت الذي كان فيه ((فهد بك الهذال)) رئيس عنزة ، وهي من أكبر القبائل البدوية ، يتحرك نحو الجنوب بقوة كبيرة لم يسبق لعنزة أن حشدت مثلها من قبل ، في حين كانت أفخاذ أخرى لقبائل عدة تشتبك فيما بينها في حروب أقل أهمية .

    في الخامس من شباط وصل لجمن ورفافه نقطة تبعد ثلاثة وأربعين ميلاً إلى الجنوب فخيموا على مقربة من ((سميت)) في هذه النقطه كان ((الصلبه))، إحدى فرق النور الضاربه في الصحراء .

    وقد ذكر هؤلاء الصلبة للمستر لجمن ورفاقه أن ابن الرشيد قد أغار على عنزة مؤخراً وقتل أحد شيوخها وغنم بعض جيادها.
    أثارت هذه الأنباء شيئاً من الفزع في صفوف أتباع ((الشيخ ماجد)) فقد كان متوقعاً أن يتلاقوا مع قبيلة عنزة المجاورة في أية لحظة، وأن يتعرضوا للانتقام على يديها لقاء الضرر الذي اصابها، ورغم العداء التقليدي بين القبيلتين فإن جماعة ((ماجد)) كانوا قد اصطحبوا معهم بعض الجياد لرئيس عنزة ((فهد بك الهذال)) وراحوا يسيرون بحذر أكثر، ويبعثون بكشافتهم في المقدمة، وإلى أجنحة مسيرتهم. وكانت لهم أسباب وجية تدعوهم إلى الحذر الشديد لأن احتمال تعرضهم للاضطراب تعاظم بعد أن أصبحوا الآن يسيرون في منطقة تعود، حسب قوانين الصحراء إلى عنزة.

    في عدد آذار سنة 1911 من ((المجلة الجغرافية)) التي تصدرها الجمعية الجغرافيه الملكية في لندن، وهي من أشهر المجلات العلمية في انكلترا، كتب لجمن مقالة عن مغامرته الأولى في أواسط جزيرة العرب قال فيها:
    (( كل هذه البلاد تقع في ديرة قبيلة عنزة الكبرى، أي أن لها حق الرعي والسقاية فيها. وعنزة هي العدو الموروث لقبيلة ((شمر)) ولكن عن طريق المجاملات الغربية في الصحراء تم التواصل إلى اتفاق مع شيخ فرع ((العمارات)) من عنزة استطاعت به شمر، التي كنت أسافر معها، أن تحصل لها على إذن بالمرور في تلك الأراضي بسلام، وأن يكون في مخيمها جملة من رجال عنزة نفسهم.
    وفي جوار ((الحزول)) علمنا من الصلبة نقله الأخبار المشهورين في الصحراء، أن عنزة كلها باستثناء فخذ واحد، كانت تتحرك نحو الجنوب لمهاجمة ((ابن رشيد))وقبل ثلاثة أشهر كانت ((الرولة)) أحد افخاذ عنزة التي خيمت حول ((الجوف)) قد هاجمت تلك المدينة واستولت عليها وقتلت حاكمها ابن رشيد فيها.

    وكان ((ابن سحيلان)) شيخ الرولة قد عين ابنه حاكماً في المدينة، وفرض الضرائب على السكان.
    وكانت عنزة الآن تأمل أن تعقب ذلك النجاح بالاستيلاء على حائل ذاتها بمساعدة ابن سعود أمير الرياض الذي قيل إنه هو الآخر كان يتحرك صعوداً من الجنوب.
    وفي الثاني عشر من شباط وعند انبثاق الفجر شاهدنا عنزة تتحرك سائرة في خط موازٍ لمسيرتنا.
    كان من سوء الحظ أن ((الرولة)) التي لم تكن لتعرف شيئاً عن الاتفاق السابق ذكره بين شمر والعمارات من عنزة، كانت تسير في جناح مقارب لطريقتنا. وسرعان ما أطبق فرسانهم عند حلول الظلام على ((شمر)) فاستولوا على كل ما كان لديها من متاع وإبل وخيم وغيرها بعد قتال شمل عدة أميال من الأرض.
    كانت جماعتي الصغيرة المؤلفة من ثلاثة أشخاص، قد أعدت العدة للهروب، وتجنب ((الرولة)) وإذ ذاك استطعنا أن ننجح في الوصول إلى ((العمارات)) التي استقبلني شيخها ((فهد بك الهذال)) بمنتهى الرقة.
    ولم يكن فهد نفسه قد سمع بأمر الهجوم على شمر إلا بعد أن انتهى القتال. ونجح في رد قسم منها إلى أهله.
    يقول لجمن في يومياته إنه استطاع أن يتجنب فرسان ((الرولة)) الذين هاجموا شمر على حين غرة، بكلمات قلائل تحدث بها إليهم، لكنه لم يفصح لنا عن الكلمات ولا الطريقة التي استطاع بها تجنب الخطر.
    غير أن تصرفه في تلك الحادثة وفي مناسبات أخرى غيرها، لا يمكن أن يمر دون تعليق، لأنه يكشف عن هدوئه وعن جرأته وعن السرعة التي كان يتحرك بها دماغه والقرارات التي كان يتخذها.

    كان الهجوم، كما أشرنا إليه، مباغتاً اتسم بالشدة المفاجئة، والواقع أن صيحات ((الرولة)) المفزعة، وهدير سنابك الخيل، وسعة نطاق النار التي كان الفرسان المهاجمون يطلقونها من على ظهور خيولهم قد ضاعفت من الاضطراب الذي استولى على أتباع ((ماجد)) التعساء.
    وكما هو المعتاد بالنسبه للبدو من العرب كانت النيران ضاربة غير ان طلقات قليلة وجدت أهدافها مصادفة في بعض الرجال و الخيل والإبل . وكانت ثانية واحدة تكفيه لكي يقرر مجرى العمل الذي يريد الإقدام عليه.أنه لا يستطيع أن يقذف بنفسه في هذه المعمعه، فهو أن فقد حياته يذهب ضحية حمقاء وإن جرح أو أسر تكون كل مخططاته قد انتهت وتبخرت.كان لجمن على رأس الفصيل راكباً مع ((ماجد)) حين وقع الهجوم وكان رفيقاه خضر و زاوة على مسافة منه ولقد رأى أن فرسان الرولة سيهاجمون الجماعة التي كان يسير معها ولذلك خرج عنها وتحرك بسرعة إلى جانب الفصيل بعيداً عن العدو ونادى رفيقية خضر وزاوة بصوت عالٍ أن يلحقا به حالاً وخرج الثلاثة من حلبة القتال يضربون على غير هدى في الصحراء فبلغوا منخفضاً عميقاً من الأرض أخفاهم عن أنظار القوم.

    وبعد ان تشاوروا فيما بينهم استقر رأيهم على أن يلتحقوا بفخذ العمارات من عنزة التي لم يعودوا يشاهدون أي أثر لها الآن، وأن يطلبوا حماية الشيخ فهد بك وعلى الأساس وصل لجمن ورفيقاه إلى مخيم العمارات بسلام ونزلوا ضيوفاً لدى ((صلال)) شيخ فخذ الفدعان ولكن بعد أن فقد لجمن أحد إبله، وكان يحمل الرز والطحين وادوات الطبخ وبندقيه وذخيرتها هنا اكتشف لجمن أن عنزة كانت تستعد للقيام بهجوم عام ضد ((ابن رشيد))
    في اليوم التالي كان لجمن يفتش عن أصدقاء جدد له وقد سره إذ وجد مثل أولئك الأصدقاء وكان هؤلاء الأصدقاء هم ((شعلان)) شيخ الروله الذي قص عليه كيف استمتع في السنة الماضيه بالتعرف إلى الرحالة النمسوي((الواموزل)) الذي يسميه العرب ((موسى النمساوي)) والذي نشرت الجمعية الجغرافية الأمريكية مؤخراً رحلاته في شمال الجزيرة العربية في ستة مجلدات وكان هذا الرحالة يعمل لحساب الأتراك والألمان ما يعمله لجمن الآن لحساب بلدنا.

    ولم يكن موزل هذا عسكرياً وإنما كان خبيراً بالتجسس وقد أمضى في عمله المضني هذا عشرين سنة.
    أما لجمن فقد كان عسكرياً فظًا وكانت أعماله قد بدأت تواً ولذلك سيكون من المهم فيما بعد ان تقارن النتائج التي تم الحصول عليها في تجربة الحرب الحادة حين كان كل جانب فيها يسعى إلى أن يغلب الآخر في تحقيق سيطرته ونفوذه على القبائل العربية.

    كان فهد بك واسمه الكامل((ابن عبدالمحسن بن هذال)) يحظى باهتمام كبير من الأتراك ولذلك حاولوا بكل الوسائل و المغريات أن يصالحوه مع حليفهم ((ابن الرشيد)) بذات الطريقة التي حاولوها مع ابن سعود المنافس الأكبر لابن الرشيد.
    وكان فهد بك داهية ثاقب الفكر إلى درجة أنه لم يلزم نفسه إلزاماً عميقاً بالأتراك بل استعمل الحذر في أن لا يغيظهم علانية.
    ولما كان فهد بك قد لعب دوراً مهماً في تاريخ لجمن الأخير فإن ايراد وصف موجز لهذا الرئيس الشهير لن يكون في غير موضعه.
    ويخبرنا لجمن أن فهد بك كان رجلاً مسناً يكاد يصبح أعمى ومع أن باصرتيه كانتا على تلك الشاكلة في ذلك الوقت فإنهما قد تحسنتا فيما بعد أو أنهما قد أصيبتا بكثافة إلا أن بصره لم يتعبه في السنوات الأخيره وكان بطئ الحركة ثقيل الوزن حين يمشي على قدميه لكنه كان رجلاً صلباً وخبيراً بركوب الخيل بشكل عجيب وكان صوته عميقاً وهادئاً وهو يلفظ عباراته الوفيرة ببطء ورغم بدانته فقد كان الانفعال يبدو على وجهه حين ينفعل أو يتحرك وتكون ابتسامته العريضه لينة لطيفه على أنه حين يريد أن يظهر تذمره تبدو ملامح وجهه وقد غرقت جمود لا حراك به قط وهو مثل بقية العرب مجاملته فخمة وسخاؤه له صفته الخاصة المميزة.
    لقد كان حاكماً بكل معنى الكلمة وكانت سلطته في حدود مملكته الجافة غير المستقرة لا غبار عليها ومحبة رجاله له عميقة .
    كان لجمن قد التقى لأول مرة مع فهد بك في خيمته الكبرى التي لم تكن لتضم جناحاً للنساء كما جرت العادة إذ أفردت لهن خيمة منفصلة.
    وكان يحيط به نفر من شمر الذين نهبت اموالهم ومن بينهم الشيخ ماجد وهم يحاورونه في ضرورة رد تلك الاموال لأن (( الهجوم كان غادراً ضدهم ذلك انهم كانوا قد دخلوا أراضي عنزة ليسلموا إلى فهد بك خيله التي جلبوها معهم وعلى هذا فهم يعتبرون ضيوفه))
    لم يكن فهد ذا مزاج حسن آنذاك وكان ابن اخيه أكثر لطفاً من عمه وهناك شيخ آخر هو ((فهد بن دغيم)) أعجب به لجمن إعجاباً شديداً لأنه كان بدوياً أصيلاً إذ كان يفضل المادة القاسية والأصيلة على المادة الهشه التي يصقلها الاتصال الصريح مع المدينه.
    ومن ((ليفية)) واصلت عنزة مسيرتها وفي اليوم التالي وهو الرابع من شباط هوجم مخيم ((المعدان)) وتم نهبه غير أن عنزة فقدت قتيلين في تلك العملية من ثم أعادت المنهوبات وهكذا لم نظفر حسب رأي لجمن بشئ.
    والشيئ المؤلم أن لجمن لم يبين لنا سبب إعادة المنهوبات في تلك المناسبة ذلك لأن القوانين التي تحكم حروب الصحراء غريبه ومهمه.
    لقد كان القتال اليائس من أجل الوجود في تلك الأرض القاسية خلال القرون الماضية قد فرض قيوداً على تصرفات الرجال ووضع حدوداً بالنسبه للمعاملات الفظه ففي كثير من الحالات الخاصة كان الرجل يعامل معاملة الضيف المعزز وتظل أمواله مصونة أو أنه حسب منطوق العدالة الواضح يفقد حياته وأمواله أيضاً.
    إنه لمنظر مثير أن ترى ذلك الغيض من المحاربين العرب وهم يتحركون ببطء وجلالة إلى أمام.
    وحين كان لجمن يحدق باندهاش في ذلك الطوفان البشري كان يخيل إليه أن الصحراء لن تضم مثل هذه القوة العنيفة المتحركة كالنهر الهادر ومع ذلك فقد تبعثرت تلك القوة خلال أيام وتناثرت أشبه بأوراق الشجر أمام العاصفة.

    ولنترك الأمر إلى لجمن نفسه ليحدثنا هو عن تلك المفارقة الغريبة :
    كانت عنزة وهي أكبر قبيلة في شبه الجزيرة العربية قد بلغت ذروة قوتها آنذاك فقد راح شيوخها يذكرون لي تكراراً بأنهم لا يتذكرون مرة سابقة سارت فيها عنزة إلى الغزو بمثل ذلك العدد.واذا كنت أتطلع من إحدى الروابي وجدت الصحراء على امتداد البصر وهي تموج بجماهير متحركة من الأعراب وكل فريق منهم يسلك طريقة الخاص.
    وكقاعدة عامة كان الخيالة يسيرون في المقدمة ومن خلفهم راكبوا الإبل ((الذلول)) وفي الوسط وعلى ذلول منتخب كان ((مركاب الرولة)) ويتألف هذا المركاب من هودج مغطى بريش النعام الأسود تستقله فتاة من عائلة الشيخ في المعركة لتشجيع المحاربين وتحثهم على البذل في القتال.
    وكان ((المركاب)) في الأيام السالفة من المناظر المألوفة لدى البدو في الحروب أما الآن فإن ((الرولة)) هي القبيلة الوحيدة التي ظلت تحتفظ بهذا المركاب.
    وبعد القتال الذي وقع مع شمر بثلاثة أيام وصلنا إلى طريق الحج المعروف باسم ((درب زبيدة)) عند نقطة ((لجميمة)) وهذا الطريق الذي يمتد من ((مشهد علي)) عبر جبل ((شمر))

    إلى ((المدينة)) هو الطريق الذي كان الحجاج من ايران وبغداد يستعملونه دائماً وفي الطريق سار كل من ((بلنت)) و((هوبر)) من حايل إلى ((مشهد علي)).وقد أخذ هذا الطريق اسمه من اسم زبيدة زوجة الخليفة الهارون الرشيد التي أقامت فيه مخازن للمياه تعرف باسم ((البركات)) ومنازل للاستراحة على مسافات متقطعة بامتداده وذلك لغرض توفير الراحة للحجاج.

    ولقد خربت تلك البرك والمنازل في أوقات مختلفة على ايدي الغزاة ولا سيما الوهابين ولذلك لم تبق منها سوى بركة واحدة في حالة جيدة وتقع هذه البركة في الجميمة.

    وقد شيدت هذه البركة بالحجر المسلح في منخفض من الأرض ويتسرب الماء إليها من كل الجوانب وتبلغ مساحتها تسعين قدما وفيها درجات تهبط إلى القعر وفتحات مدورة لسقي الدواب.

    حين بلغت عنزة هذه البركة كان العطش الشديد قد استبد بها لعدة أيام ، وخشيت أن لايكفيها ما كانت تحمله من ماء ، ولا سيما بعد أن سمح لأفراد المعسكر أن يشربوا ما كان لديهم منه ، ولذلك صدرت الأوامر بأن يقصر استعمال الماء للرجال والإبل المقدمة. أما إلابل التي تحمل المتاع فلن تروى.وما كان أحد ليأبه بمثل هذه الاوامر كثيرا ولذلك كانت إبل المتاع العطشى تساق إلى الماء لترتوي منه وكان المعتدون يعاملون معاملة مثالية.

    فقد كان أولاد الشيخ وخدمه يمتطون جيادهم ، ويطلقون النار بين الجموع ، ويلعبون بسيوفهم في الوقت الذي يكون فيه أصحاب الإبل منهمكين في جر إبلهم وهي غير مصابة إلى الماء لإروائها.

    وفي الجميمة وصلت الانباء تقول إن ابن الرشيد كان على بعد يومين عن حائل ولذلك نصبت عنزة خيامها في خطوط متلاصقة محبوكة بدلا من إقامتها مبعثرة كما اعتاد البدو ذلك.

    وفي المنخفض الذي تقع فيه بركة الجميمة عددت من دون تدقيق حوالي ثلاثة آلاف وخمسمائة بيت في جزء صغير من الأرض. وكانت مفارز من القبائل العربية في وادي الفرات تصل يوميا إلى هذا المكان لتنضم إلى هذه الحركة أملاً في السلب وهو الشيء الذي يجتذب أنظار الأعراب حتما ً.

    ولم يكن رجال القبائل هؤلاء كلهم من البدو الأقحاح لكنهم كانوا أفضل تسلحا ً ، وكان معظمهم يحمل طرازا ً جيدا ً من بنادق مارتيني ومع أنهم كانوا يتظاهرون بذلك السلاح إلا أنهم لم يستخدموه. وهذه البنادق ذات قيمة كبرى في القتال لأن الرجال إذا كانوا لا يمتطون الإبل أو الجياد يصعب عليهم أن يهربوا بيسر ، بينما اعتاد البدوي أن يفعل ذلك حالما يظهر له أن الموقف قد أصبح ضده.

    وهؤلاء الأعراب هم من قبيلة المعدان وهم يختلفون عن البدو لأنهم يملكون المواشي والدواب ويزرعون في المواسم قدرا ًمن الأراضي التي تقع على ضفاف الأنهار.وكلما وصلت جماعة من هؤلاء المعدان أعلن عن ذلك بإطلاق النار الكثيفة حيث يقوم كل فريق قادم منهم بتقديم رقصاته في المعسكر ، والقفز أمام خيمة الشيخ ، وهم يصيحون صيحات القتال ، ويطلقون نيران بنادقهم في الهواء ، بغض النظر عمن تصيبه تلك الإطلاقات.

    وقد برهن هذا الحال على تفكك عنزة. لأنه في الايام القلائل التي أعقبت الوصول إلى الجميمة كان إطلاق النار الكثيف يسمع عن بعد وقد أوقف الإطلاق انتظاراً لوصول نجدات جديدة كان يتوقع وصولها.

    على أن هذه النجدات المتوقعة كانت في الواقع تتمثل في ابن الرشيد والقوة المتحركة معه. فقد كان كل واحد من أفراد تلك القوة يركب "ذلولا ً" ويحمل معه رديفا ً على الذلول.لقد قام ابن الرشيد بمسيرة شاقة فأذهل معسكر عنزة بوصوله إليه.

    ولم يكن لدى رجال عنزة من وقت سوى أن يسوقوا إبلهم ويجمعوا قبالة المعسكر وفي أعقابهم جماهير من نساء وأطفال يسيرون مشيا ً على الاقدام في الوقت الذي وقف فيه ابن الرشيد عند الجانب الاخر.

    واندفع ابن الرشيد نحو معسكر عنزة لكنه لم يتعقب رجالها لأن الوقت كان آنذاك ظلاما ً دامسا ً.وفي صباح اليوم التالي نهبت شمر معسكر عنزة. وبعد مرور فترة قصيرة لم تبق سوى الحيوانات النافقة لتدلل على المكان الذي كانت عليه تلك القوة الهائلة التي نصبت خيامها فيه.

    وكما جرت عادة الاعراب في القتال ، فلم يسمح ابن الرشيد لاحد من رجاله أن يمسوا خيام شيخ عنزة بسوء ، إذ بعث ابن الرشيد أحد القادة بعد المعركة إلى شيخ عنزة رسالة يأسف فيها لأنه لم تكن لديه الفرصة الكافية لتقديم إحتراماته له!..

    ولم تكن الخسائر ، كما هو معتاد في مثل هذه المقاتل ، كبيرة لأي من الطرفين فقد كان بين القتلى شاب من شمر ما إن سمع بأن عمه قد قتل حتى أطلق النار على نفسه ومات منتحراً.

    في هذه اللحظة استطاع أول شمري يدخل معسكر عنزة أن يحميني وذلولي ، وإذ ذاك عدت مع الغزو إلى معسكر ابن الرشيد الذي كان قائما آنذاك في موقع "الزبالة" على طريق زبيدة.

    في اللحظة التي أعطي فيها الأنذار بوقوع ذلك الهجوم . كتم لجمن يجلس في خيمة فهد بك الهذال الكبرى ، وكان ساقي القهوة يقدم للقوم أقداح ذلك السائل الأسود في الوقت الذي كان فهد بك فيه متكأ على راحلة أحد الجمال ، وقد وضع سيفه المعقوف على ركبته ، وتحلق ضيوفه من حوله وهم يصغون إلى رجل كان يقص عليهم إحدى وقائع الصحراء.

    وعلى حين غرة سمع صوت إطلاق النار من بعيد فتوقف القاص عن الكلام ، وأنصت الجميع وهم يظنون أن فريقا ً آخر من قبيلة المعدان قد وصل إلى المخيم ، وإذ ذاك استأنف القاص على سرد قصته ليقاطعه أحد البدو الذي اندفع إلى الخيمة من دون تحية ، وراح يتكلم وهو مضطرب ، كلاما ً لم يفهمه أحد ويلقي بكلماته الصادرة وهو يشير إلى عبر باب الخيمة إلى ناحية الجنوب..

    ونهض الجميع في اضطراب وتلقفوا أسلحتهم واتجهوا كالسيل نحو العراء ، في حين وقف لجمن عند مدخل الخيمة وهو يحدق في الاتجاه الذي أشار المبعوث الخائف إليه . كانت سحابة كثيفة من الغبار تلف الأفق . وفي غمرة هذا الضباب المتصاعد من الرمال الثائرة والمعسكر كان السهل يلتمع بجماعات من فرسان عنزة وهم يدفعون بخيولهم إلى الامام ويسوقون الإبل التي كانت ترعى بصيحات مرعبة.

    ورفع لجمن ناظوره فرأى حشودا ً كثيفة من حشودهم يتقدمون مهطعين ، وتشير فرقعة نيران بنادقهم وأزيز الرصاص المنطلق منها إلى ما كانو يظهرونه من عداء .

    وسادت المخيم ذاته جلبة واضطراب لا حد لهما ، وأسرع رفيقاه إليه وأخذا يحثانه على الهرب لأن حياته لم تعد تساوي شروى نقير. لكنه رفض ما أراداه وأمرهما بأن يسوقا جمله وجملهما بأسرع ما يمكن ، ويتجها بها إلى ناحية الشيخ ماجد الذي كانت إبله تسير في آخر الإبل المقبلة على مخيم عنزة.

    وأسرع الثلاثة يسوقون جمالهم بسرعة جنونية ، حتى إذا انتهوا من ذلك دفع لجمن بالجمال الثلاثة إلى خيمة ماجد على عجل ، ليعود هو نفسه إلى خيمة فهد بك الهذال فيقف فيها هادئا وهو يراقب ذلك المشهد الفريد بكل هدوء وسط ذلك السيل الجارف من البشر التحرك باندفاع.

    ظهر في البداية أن العدو المهاجم لابد وأن يندفع إلى وسط مخيم عنزة التي استبد بها الهلع المفاجيء.

    كانت النسوة والاطفال ، وقد سادهم الفزع الشديد ، يتشبثون بكل ماهو قريب إليهم من متاع ، ويلقون به على ظهر كل جمل يقترب منهم .

    كانت صرخاتهم المجلجلة تضيع في غمرة صيحات العدو الذي كان يقترب من المخيم بسرعة ، وكان أزيز الرصاص يضاعف من حدة الأصوات المنطلقة. وكانت مهمة كل فرد ، ذكرا أم أنثى ، هو أن يهرب من المخيم.

    أما لجمن فقد بقي واقفا ً يرقب بهدوء كل ما كان يحدث . لقد وجه أول الامر أنظاره إلى شمر وهي تتقدم ، ثم أدار بصره في عنزة وهي تهرب ، وراح يقيس المسافة بينهما وهو يسأل نفسه من سيكون الفائز في ذلك السباق الجنوني: أهي عنزة التي تريد النجاة ، أم شمر التي تريد الاخذ بخناق عدوتها التقليدية!

    لقد سجل لجمن هذه اللحظة الرهيبة في يومياته فقال ((لقد ظهر وكأن النصر حليف شمر لكنني لم أحسن تقدير السرعة التي كانت عنزة تستطيع إظهارها))وحتى في مثل هذه اللحظة المحفوفة بالمخاطر لم يفقد لجمن هوايته إذ استغل الفرصة والتقط عددا من الصور للهجوم الذي كانت شمر تقوم به آنذاك على عنزة.

    ومع هذا كله كان عقله يتحرك ... فقبل أيام قلائل اضطر إلى أن يهرب من مشهد مماثل للمشهد الحالي ، أما في هذه المرة فإنه ظل هائدا ً خلف وابل الرصاص ينتظر وصول هذا الحشد الهائل من البدو.

    إنه يقدم الان على مخاطر مرعبة ، لا تتمثل في كثرة الرصاص المنهمر ، بل في أولئك الرجال المخبولين الذين أقبلوا بقصد المطاردة والتطلع إلى النهب ، لكنه كان يدرك أن ابن الرشيد هو الذي كان يقود ذلك الهجوم وأنه يعتبر ذلك فرصة مواتية له تعينه على الالتقاء بابن الرشيد والظفر منه بإذن في السفر إلى حائل.

    وحين سئل لجمن عما إذا لم يقدر مخاطر مغامراته تلك أجاب معتذرا ً ((حسنا ً! لو أنني بقيت مع عنزة لكانت كل مطامحي في الوصول إلى حائل قد ذهبت سدى))

    في غمرة هذا الفوران الكاسح المخيف ظل لجمن ساكنا ً لوحده دون أن يتأثر بالهلع الشامل الذي كان يسود المكان ، ولم يتخذ أية استعدادات للهرب.

    لم تتم تنحية معسكر عنزة عن المعسكر إلا بمشقة حينما إندفعت شمر نحوه كالاعصار ، فقد اكتسحت المعسكر بفرسانها المندفعين في المقدمة ومن خلفهم راكبو الإبل وهم يقتلعون خيامه في طريقهم ويواصلون تعقب الفارين من عنزة.

    وحين كلّت شمر من المطاردة ، ونفد صبرها من تفاهة المغنم الذي كانت تنتظره ، عادت لتجد نفسها أما عربدة نهب مريعة شارك فيها الشيخ ماجد ورجاله.

    وحين اندفع الرجال المهتاجون نحو خيمة فهد بك الهذال صعقوا إذ رأوا لجمن جالسا وحده فيها وهو يدون يومياته بكل هدوء . وعقلت الدهشة ألسنتهم لدى رؤيته على حاله تلك فوقفوا أمامه لحظة ساكنين بدون حراك.

    كانت تلك اللحظه هي التي أنقذت لجمن من الخطر المحدق به ، لأنها منحته الوقت لأن يهتف بهم صائحاً بقوة أن يقفوا بعيدا ً عن باب الخيمة ليستطيع أن يرى كيف يكتب . لقد قال لهم ذلك بصوت الآمر وإذ ذاك أذعن أولئك الرجال لأوامره تلقائيا وهم الذين إعتادوا أن يفتكوا بأي شخص يعترض سبيلهم.

    حين عادت شمر من غاراتها في اليوم التالي صحبها لجمن في مسيرتها بينما لم يعد أي أثر لمعسكر عنزة الذي كان يتألف من أكثر من ألف خيمة.

    عادت شمر ، بعد الغزو ظافرة لتواصل مسيرتها في ذات الطريق الذي كانت تسير فيه ، وهو ((درب زبيدة)) لتتجه نحو منطقة ((زبالة)) على بعد اثني عشر ميلاً حيث أقام ابن الرشيد مخيمه.

    ولقد أمضى لجمن تلك الليلة بكاملها وهو يضمد جراح المصابين من المحاربين ، ولم يكن ليهتم براحته هو قدر اهتمامه بهذا العمل المنطوي على الرحمة والشفقة ، وإكماله تضميد الجروح ، وتأمين ما كانت تحتاج إليه خيله وبراذينه.

    فعلى ضوء مصباحين نفطيين كليلين ، كان لجمن يعالج – حسب معلوماته الجراحية – ما أصيب به الرجال من مختلف رصاص البنادق ، أو ضربات السيوف ، فاستطاع أن يخيط كتف رجل خلعته ضربة سيف حاد، وأن يجبر ذراعين كسرتا وتحطمتا بجبارات بسيطة.

    كان كل ما حواليه يذكي نيران المعسكر الذي كان يضم ألف خيمة من البدو الذين استضافتهم ، وكانت الحماسة لا تزال حية حتى تلك اللحظة ، وعلى استعداد لأن تنطلق لدى أقل إثارة . فقد كان الجميع متفقين على العمل الذي كان لجمن يمارسه ، وهو إنقاذ ذلك الخط الطويل من الرجال الذين كانوا ينتظرون بفارغ الصبر أن يخفف ذلك الغريب من آلامهم بمعالجته جروحهم.



    • الرواية الشعبية ووقعة الجميما سنة 1328هـ/1910م :


    تعددت الروايات حول هذه الوقعة بين الرواة وكبار السن إلا أنها تتفق أن الرولة بقيادة النوري بن شعلان والعمارات بقيادة فهد بك بن هذال نزلوا على ماء الجميما وكانت بركة وماء عذبه تبعد عن رفحا حول العشرة كيلومترات ، وكان عليها بعض أفخاذ قبيلة شمر فغزوهم عنزة وشتتوا شملهم وأخذوا الجميما وكان عدد العمارات والرولة كثير جدا ً ، وفي ذاك الوقت تقدم زامل بن سبهان يقود جموع شمّر وعند إرساله للسبور وهم رجال الاستطلاع لكشف قوة قبائل عنزة ، وجدوا أن قبائل عنزة معقلين الإبل أي في حالة إستعداد وتأهب ، وبالتالي فإنهم لايستطيعون مهاجمة عنزة في هذه الحالة ، فتشاوروا فيما بينهم مشائخ شمّر على الطريقة المثلى والخطة الناجحة للهجوم ، فكل شيخ أدلى برأيه إما بالهجوم بطريقة ما على عنزة أو في النظر لكيفية الكسب من حلال عنزة إلى أن إستقر رأي الشيخ برغش بن طوالة وغضبان بن رمال على أن لا يطمعوا شمر في حلال عنزة ، بل أن يستردوا ديارهم ويبعدوا عنزة فقط ، وإستقر الجميع على هذا الرأي ، وهو أن يتظاهروا بالانسحاب والرجوع إلى حائل لايهام عنزة بأنهم تراجعوا عن القتال حتى يطلقوا الإبل والحلال إلى الفلاة ويفاجئونهم نهار اليوم الثاني بغتة وعلى عنصر السرعة والمفاجأة يكرون على عنزة ويهجمون ، ثم يضربون الدمام – والدمام طبول الحرب الكبيرة – لتجفل إبل عنزة وكل شخص يركب فرسه ويلحق بإبله ولا يكن هناك مقاومة ، وبالفعل أنجزوا هذه الخطة وجعلوا فرسان عنزة يلحقون بإبلهم في الفلاة بعدما جفلت وتركوا النساء والاطفال والرعيان والبيوت بما فيها من طعام وأثاث ، ونهبت شمر حلتهم ، ولم يذبح من الطرفين الا القليل وعنزة لم يؤخذ من حلالها وأباعرها الا القليل..

    ونتج عن هذه المعركة:
    1- فشل مخطط الملك عبدالعزيز بن سعود في تضييق الخناق على حائل بعد هزيمته في وقعة هدية وكذلك هزيمة عنزة في الجميما..
    2- إنسياح الرولة إلى وادي السرحان ورجوعهم إلى صحراء الحماد ومن الجوف حتى البادية الشمالية بسورية..
    3- نزول فهد بك الهذال ومن معه من العمارات بالوديان على إبن مجلاد وقبيلته الدهامشة لانهم لم يشاركوا بالوقعة..
    4- محافظة شمر على ديارها..


    • قصائد ذكرت بالمعركة :

    قيلت بعد هذه الوقعة قصائد متعددة من القبيلتين ونذكر منها لدلالة على هذه الوقعة:

    قالت إحدى شاعرات قبيلة الرولة تخاطب الشيخ نواف بن النوري الشعلان وتسند عليه وجميع القصايد تشرح نفسها :

    نواف وش هقوتك فينــــا
    ــــــــــــــــــــــــــ جيناك والكبد منسطمــــه
    جيناك سبهان حادينــــــا
    ــــــــــــــــــــــــــ والمسعد اللي به الخطمه
    وابوك ماهو مقدينــــــــا
    ــــــــــــــــــــــــــ يحط لطمه ورا لطمـــــه
    خلينا غالي مبانينــــــــــا
    ــــــــــــــــــــــــــ ماخذنا من قشنا القطمــه


    قال الشاعر خلف الرقيبا الأسلمي الشمري :


    سميـت بالرحمـن والحـمـــــــــد لله
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ وانحمد اللي يـوم قلتـه قضاهــــــــا
    ولفتها بـك يـا زبـون المخلـــــــــــه
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ يالضيغمي ياملحق البـل هواهـــــــا
    يامزنةٍ غـرا نشـت واستهلــــــــــه
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ غشا الزبـالا والجميمـا غثاهــــــــا
    سحابةٍ منهـا الخبـاري تملـــــــــــه
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ صديق عينك مـا يوقـف بماهـــــــــا
    صارت بها الخلفات مثل الاهلــــــه
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ خذت سنين مـا تبعهـا ضناهـــــــــا
    ياما غدابـه مـن حـلال وحلـــــــــــه
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ وناسٍ تـدوج بالمعـارة نساهـــــــــا
    صارت على "النوري" دخاخين جله
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ وما شب من نارن عمسنا سناهــــــا
    الخيل عن وجه الضياغـم تجلـــــــه
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ والخيل بـ"الصايح" تـزايد عياهــــا
    والخيل معها "زامـلٍ" مردفلـــــــــه
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ و"سعود" شوق اللي جديد صباهــا
    كم خفـرةٍ تقـول واحسبــــــــي الله
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ تدعي على "النوري" بحزة مساهــا
    تركض وتشعط ثوبها مـا فطن لــــه
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ وعلى عضـوبٍ تـزايد بلاهـــــــــا
    عفيت يمين اللـي عبـاه وحكلــــــــه
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ والضبعة العرجا رمالـه عشاهـــــا

    وقال الشيخ زامل بن سالم السبهان بعد هذه الوقعة :

    يا نفس صادمتك علـى كل الاحــــــوال
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وانخــــاك يا نفـــــــس الخطـا بالـيقيني
    كلٍ شرب قبلي مـــن الــــــهم فنــــجال
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وأنا فقدت حمـــــود حبـس الكمينــــــي
    وصار عيوني بالخفا تهــــــمل اهمـــال
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وقيمة ثــلاث سنين قلبي حــزينــــــــي
    وعرفت ما غير التـــــــجلَد والاجمــال
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وطول المــــدى عيَا يبيَح كــنينـــــــــي
    وأيقنت أن العــــمر يفنى وينـــــــــزال
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وصبرت وإن الله مع الصــــابرينـــــي
    ولاويتـــــــها يوم أنها تشده البــــــــال
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بشرقي نجد والشــمال أجمـعينـــــــــي
    إبن ســـــــعود أقبل على الدار صـوال
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وأرسل لإبن شعلان وجو مجملينـــــي
    تواعدوا ثم أرســـــــلوا لإبن هــــــذال
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اللي يبي عز البـــــــداوة يجــينـــــــي
    جونا كما وصف الدبا حين ما هـــــــال
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وشربوا جبا اللبة وجو صايلينــــــــــي
    هم حايلوا كيـــــدي وأنا صرت غربال
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ولا تنفع الحيـــلة بمن هو فطــينـــــــي
    وناطحتهم بالله وأكـــوان وأفـــــعــــال
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وضــربٍ يخلَــي كل قاسي يلـينـــــــي
    ياما على العيـــرات طوَعت من عـــال
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وياما قطعـت فرحــــة العــايلــينـــــــي
    وياما حميت وقلت فرز الوغى قـــــال
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وحطَـيت نفـسي حافـظٍ له ظمينــــــــي
    هذاك ماجوب البناخي على الخـــــــال
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وصـيَور ما كل المخــفى يبيــــنـــــــي


    ويقول الشاعر بدعي بن سمحان الزميلي الشمري بعد وقعة الجميماء :

    ياراكـب حـر براسـه زعانيـــــــف
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يزهى الدويرع والرسن والسفيفـــــه
    أولاد وايل خيلكم صـدرت عيـــــف
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وجموع ابن هذال راحـت معيفــــــه
    عسى تلو عرضاتكم طيبكم شيـــــف
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تضعينكـم بالقـاع مالـه خليفـــــــــــه
    يبي من النقره يطوع هل السِيـــــف
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ومن الحجـاز لياحـد وادي حنيفــــــه
    ويمـر خزنـة حايـل بالمناكيـــــــــف
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وديـار ماياخـذ خطابـه وريفــــــــــه
    وجته الجموع اللي تعرف المطاريف
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كبار المسيره قبـل ياصـل مديفــــــــه
    مزنٍ مشى من حايل ٍ له رفاريــــف
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يمطر غضب وكل القبايـل يخيفـــــــه
    لارددو لكفوشهـن والتطـاريـــــــف
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حل اللقاء والجيش حـول رديفـــــــه
    مار ياحيف يا......... ياحيف ياحيف
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ صـارت فوايدهـم بحلّـي منيفــــــــــه
    اللي تزيل البـدو مابـه مطاريــــــف
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وخطر ٍ نجيه ثـم عقـب ٍ نعيفـــــــــه

    وقال الشاعر حشم الجهيلي الشمري أيضا هذه الابيات :

    بديت باسـم الله رفيـع البابـــــــه
    ــــــــــــــــــــــــــــــ جزل العطايا معطي الجزلاتـي
    قال الجهيلي والمثايـل جابـــــه
    ــــــــــــــــــــــــــــــ بالشيخ ابو متعب بنيت أبياتـــــي
    بسعود ابن عبدالعزيز الصابــــه
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ابوه قبلـه حصـل الطولاتـــــــي
    مع زامل المسطور حبس ركابه
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ياخذ على خيل العدو حدواتـــي
    السيف باليمنى قضبنا انصابــــه
    ــــــــــــــــــــــــــــــ مزبن بناخيكم عـن الميلاتــــــي
    كان الرويلي بـادي بحرابــــــه
    ــــــــــــــــــــــــــــــ عليه جالن بالـردف ذرواتـــــي
    جالن باهل حايل يـاوي لابــــــه
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ثار الدخن من فوقهم سقفاتــــي
    بس المجاند مع طروق اثيابـــــه
    ــــــــــــــــــــــــــــــ هل الجبل ينخون ابا العاداتـــي
    وطلع عليلـه لابتـن يكبابــــــــه
    ــــــــــــــــــــــــــــــ بعقبان برزان هـل الفزعاتـــــي
    ورد عليهم شيخنـا مـا هابـــــــه
    ــــــــــــــــــــــــــــــ وراجت عليهم خيلنا روجاتـــي
    البل جبتـه وانكفـا محلابـــــــه
    ــــــــــــــــــــــــــــــ اللي شحمها في ظهرها شاتــي
    لاوالله الا هـي عليهـم عابــــــه
    ــــــــــــــــــــــــــــــ تدججـت ....... الرويلاتــــــي
    وخفراتهم قامت تقـد أجيابـــــه
    ــــــــــــــــــــــــــــــ يبكن جنايزهم على المثواتــــي
    كم راس شيـخ واقـع بلبابـــــــه
    ــــــــــــــــــــــــــــــ عوا عليه الذيب لـه عوياتـــــي
    والضبعة العرجا تسـن أنيابــــه
    ــــــــــــــــــــــــــــــ تاخذ عليهم سرحة وعزباتــــى


    رحمه الله على اموات شمر وعنزه والمسلمين

    وهذا هو ردى فى موضوع الاخ مشعل الغفيلى وفى موقعه الجميما


    وشكرا
    اخوكم الرطاب



    ما فقدتواااااااااااااااااا غالى

صفحة 4 من 5 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته