[align=justify]إخوتي الأفاضل 00 قد بلغ السيل الزبى وطفح بي الكيل مما جرى ويجري ، فوالله كلما أردت الكتابة عن هذا الذي يؤرقني ليل نهار أحتار فيما أبدأ وفيما أنتهي وفيما أجمل وفيما أفصل ، فتركبني غمومي وتحضرني همومي ، فلا أبصر شيئاً ، فأكسر القلم وأنا أتمتم وأقول هذه لا تريد قلم ضعيف مثل قلمي بل تريد قلماً قادراً على تصوير الواقع المؤلم ووضع الحلول النيرة وإقامة الحجة بالمحجة فيجعل ما يخط قلمه محجة بيضاء ليلها كنهارها وإلا فلا ، أو تريد رمح حقٍ يرتكز في صدور الخونة والظلمة الذين لا يرون إلا مصالحهم ولسان حالهم يقول نحن أولاً ومن بعدنا الطوفان ، فحسبي الله ونعم الوكيل ، هو حسبي يوم يظلمون وهو حسبي يوم يسرقون وهو حسبي يوم يجعلون الأفدة تبات حزانا ومكسورون وهو حسبي يوم يجعلوا المؤهل لدينا عاطلاً وهو حسبي يوم يجعلوا الوظيفة حلماً بعيد المنال وهو حسبي يوم يختطفون الرغيف من يد مستحقيه وهم بنظرون وهو حسبي يوم يستأثرون بخيرات هذه البلاد من دون أهلها وهم الطارئون ، هو حسبي نعم المولى ، وهو حسبي ونعم الوكيل ، إخوتي نحن في دولة ولله الحمد أنعم عليها المولى بخيرٍ عميم أيعقل ما نحن فيه ، أيعقل أن يكون في هذه البلد التي هي أغنى بلاد العالم من لا يجد قوت يومه فضلاً على أن نقارن أنفسنا بالدول المجاورة لنا ،من حيث توفر الأرض والقرض وفرص الدراسة ووفرة الوظائف والمداخل العالية للفرد ، أيعقل أن تصب زيادة سعر البترول في جيوب أهلها ربحاً ومغنماً ، وتكون علينا نحن خسارتاً ومغرماً ، أيعقل أن تُراجع كل الأشياء في هذا الوقت إلا مشاكلنا الأساسية والأزلية من سكنٍ ، ودراسةٍ ، ووظيفةٍ ، وسلم الوظائف هذا السلم المتخلف عن الركب والذي لا يلبي احتياجات المواطن الأساسية ، حتى غرق هذا المواطن المسكين في الديون ، بسبب بطانة تولت أمراً هم ليس أهلاً له ، ثم كانت القاصمة التي ظنناها الجابرة ولكن بعض الظن إثم ، وهي زيادة البترول التي جلبت معها زيادة في كل شيء لغيرنا إلا لنا لا فما جلبت لنا إلا زيادة أسعار المعيشة أما هذا السلم البالي فلا ، فلهذه الدرجة لا تراعي هذه الطغمة أهل هذه البلاد وهم سندها بعد الله ، ولكن من هان على نفسه فلا يحزن عندما يداس .
أخوتي والله إني أكتب ولا أرى ما أمامي من الحنق والغضب كلما فتحت هذا الموضوع ولو كنت خالياً ، فلا تلوموني إن وقع خلل وتفكك بالمعاني والكلام وتسابقت الركاكة إلى المحتوى .
فلا أخفيكم أن ما أغضبني هو ما أسعدني في وقت مضى حيث تطرق أحد كتاب الأعمدة في صفحتها الأخيرة في إحدى جرائدنا من بعيد لهذا الموضوع فقلت لعل وعسى ولكن كان الجواب سريعاً أتعلمون ماذا كان الجواب كان توقيف هذا الكاتب عن الكتابة . الله أكبر حلت المشكلة !!!
ثم يأتي بعد ذلك وضيع ويتكلم عن الحريات وحرية المرأة ، وحرية ، وحرية ..الخ
بالله عليكم أخوتي أليس هذا المنهج الأحنف هو الذي يولد الإرهاب وهو الذي جعل بأيدي ناقضين العهود الوسيلة لجذب المؤيدين وتوسيع رقعة جمهورهم المصفق ثم ألا يعلمون أن تكميم الأفواه بكل الطرق المباحة وغير المباحة ليس هو الحل ، وأن استمرار سياسة (( نحن في عالم وأنت في عالم أخر )) ،هي ما ستجر الويلات على هذه البلاد وتسهم في صناعة جيلٍ حاقدٍ مُعارضٍ حتى الصميم ، ثم لا ينفع بعد ذلك دواء .
أما فيهم رجل رشيد ، فلا حول ولا قوة إلا بالله .
إخوتي اعذروني إن زل قلمي وشطحت بي أفكاري وأبعد بي غضبي عن الجادة ، فإن لم تعذروني أنتم من يعذرني ، ويتفهم حنقي وغضبي لا لنفسي ولكن لأمتي وبلدي .[/align]
[align=right]والسلام ... [/align]
المفضلات