[frame="4 50"][poem=font="Simplified Arabic,5,sandybrown,bold,normal" bkcolor="purple" bkimage="" border="none,4,darkred" type=1 line=1 align=right use=ex num="0,black"]
قم للمغنيْ
قٌمْ للمغنِّيْ وفِّـــهِ التصفيرا=كاد المغنِّيْ أن يكون سفيرا
يا جاهلاً قدر الغناء و أهلِهِ=اسمع فإنك قد جَهِلتَ كثيرا
أرأيتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي=غنَّى فرقَّصَ أرجُلاً و خُصُورا
يكفيهِ مجداً أن يخدرَ صوتُهُ=أبناء أُمة أحمدٍ تخديرا
يمشي و يحمل بالغناء رسالةً=من ذا يرى لها في الحياة نظيرا
يُنسي الشبابَ همومَهم حتى غدوا=لا يعرفون قضيةً و مصيرا
الله أكبر حين يحيي حفلةً=فيها يُجعِّرُ لاهياً مغرورا
من حوله تجدِ الشباب تجمهروا=أرأيت مثل شبابنا جمهورا؟!!
يا حسرةً سكنت فؤاديَ و ارتوتْ=حتى غَدَتْ بين الضلوعِ سعيرا
يا عين نوحي حُقَّ لي و لكِ البُكا=ابكي شبابا بالغنا مسحورا
يا لائمي صمتاً فلست أُبالغُ=فالأمرُ كان و ما يزالُ خطيرا
أُنظر إلى بعض الشبابِ فإنك =ستراهُ في قيد الغناءِ أسيرا
يا ليت شعري لو تراهُ إذا مشى=متهزهزاً لظننتهُ مخمورا
ما سُكرُهُ خمرٌ و لكنَّ الفتى=من كأسِ أُغنيةٍ غدا سِكّيرا
أقْبِح بهِ يمشي يُدندنُ راقصاً=قتلَ الرجولةَ فيهِ و التفكيرا
لولا الحياءُ لصحتُ قائلةً لهُ=(يَخْلف على امٍ) قد رعتكَ صغيرا
في السوقِ في الحمامِ أو في دارهِ=دوماً لكأس الأُغنياتِ مُديرا
إنَّ الذي ألِفَ الغناءَ لسانُهُ=لا يعرفُ التهليلا و التكبيرا
حاورهُ لكنْ خُذْ مناديلاً معك=خُذها فإنك سوف تبكي كثيرا
مما ستلقى من ضحالةِ فكرهِ=و قليلِ علمٍ لا يُفيدُ نقيرا
أما إذا كان الحوارُ عن الغنا=و سألتَ عنْ (أحلام) أو (شاكيرا)
أو قلت أُكتب سيرةً عن مطربٍ=لوجدتِهُ علماً بذاك خبيرا
أو قلتَ كمْ منْ أُغنياتٍ تحفظُ=سترى أمامك حافظاً نحريرا
أما كتابُ الله جلَّ جلاله=فرصيدُ حفظهِ ما يزالُ يسيرا
لا بيتَ للقرآن في قلبٍ إذا=سكن الغناءُ به و صار أميرا
أيلومني من بعد هذا لائمٌ=إنْ سال دمعُ المقلتين غزيرا
بلْ كيف لا أبكي و هذي أمتي=تبكي بكاءً حارقاً و مريرا
تبكي شبابا علَّقتْ فيهِ الرجا=ليكونَ عند النائباتِ نصيرا
وجَدَتْــهُ بالتطريبِ عنها لاهياً=فطوتْ فؤاداً في الحشا مكسورا
آهٍ..و آهٍ لا تداوي لوعتي=عيشي غدا مما أراه مريرا
فاليومَ فاقتْ مهرجاناتُ الغنا=عَدِّي فأضحى عَدُّهنَّ عسيرا
في كل عامٍ مهرجانٌ يُولدُ=يشدوا العدا فرحاً بهِ و سرورا
أضحتْ ولادةُ مطربٍ في أُمتي=مجداً بكلِ المعجزاتِ بشيرا
و غدا تَقدُمُنا و مخترعاتُنا=أمراً بشغلِ القومِ ليس جديرا
ما سادَ أجدادي الأوائلُ بالغنا=يوماً و لا اتخذوا الغناء سميرا
سادوا بدينِ محمدٍ و بَنَتْ لهمْ=أخلاقُهمْ فوقَ النجومِ قُصُورا
و بصارمٍ في الحرب يُعجِبُ باسلاً=ثَبْتَ الجنانِ مغامرا و جسورا
مزمارُ إبليس الغناءُ و إنهُ=في القلبِ ينسجُ للخرابِ سُتُـورا
صاحبْتُهُ زمناً فلما تَرَكْـتـُه=ُأضحى ظلامُ القلبِ بعدَهُ نورا
تباً و تباً للغناءِ و أهلِهِ=قد أفسدوا في المسلمين كثيرا
يا ربِّ إهدِهِـمُ أو ادفع شَرَّهُمْ=إنـَّا نراك لنا إلهي نصيرا[/poem][/frame]
المفضلات