اخواني الاعزاء ,اخواتي الفاضلات
وجدت هذا الموضوع الذي يحكي مشكلتنا الاساسية في مجتمعنا السعودي وقضية
التناقض الموجود وقد تطرقت كاتبة الموضوع الى بعض القضايا التي اشغلت الراي العام
وانشغل بها عامة الشعب وكم هي رائعة هذه الكاتبة حين ارجعت القضايا الى مسبباتها الحقيقة
فمنذ خلقنا الله سبحانه وتعالى ونحن نعيش التناقض ونشاهد جذوره تتعمق في وطننا
هذا التناقض الذي جعل المصلح يتهم بالافساد والمفسد يلبس ثياب الواعظ والناصح الامين
هذا التناقض الذي اخرج لنا جيلا مهزوزا يفتقد للثقة في نفسه وبمن حوله
وكأني بكاتبة الموضوع قد اطلعت على حال مضايفنا العزيزة وعلى التناقض الموجود فيها
وفي بعض الموضوعات المطروحة حتى اصبح العدو يدعي المحبة والنصح والحرص والغيرة على الدين واصبح الصديق على استعداد للتخلي عن اجمل قصة حب وصداقة كانت لا لشيء سوى ليتغنى بذلك الموال(الجمل لاطاح كثرة سكاكينه)
ونظرا لان كاتبة الموضوع ابهرها القلق الذي يعيشه مجتمعنا وارجعت اسبابه للتناقض الذي
جبلنا عليه حتى بتنا نشك بأن هناك من فطر على الفوضى وولد قلقا متناقضاً مع نفسه ومع الاخرين ومن هذا المنطلق اقدم لكم هذا الموضوع متمنيا من اخواني المتناقضيين والمختلفين والمتخالفين ان يعودوا الى رشدهم وان يتمعنوا بحروف هذه الكاتبة كما اتمنى منهم ان يفصحوا
عن نواياهم وخفاياهم فقد بتنا نكره من يناقض نفسه ويتخبط في كتاباته فلا هو مع الاكثرية
ولا هو مع الاقلية ولكنه مع نفسه الامارة بالسوء وحب الفتنة والاصطياد بالماء العكر
واذاكانت كاتبة الموضوع لم تدلل على هذا الموضوع بامثلته الكثيرة واكتفت بذكر حلات لاتتجاوز
اصابع اليد الواحدة فاني اعدكم بذكر نماذج اكثر لهذا التناقض الذي يعيشه مجتمعنا والذي
سبب لنا قلقا فاق الانبهار.......واخرج لنا اجيالا هدفهم هدم البناء.......
واعتذر للادارة المحترمة لوضعي لهذا الموضوع في المضيف العام فقد افتي لي احد الاعضاء
بجواز وضع الموضوع هنا اذا كان الهدف مشاركة اكثر الاعضاء في الردود واذا كان الموضوع
المنقول يحتوي على بعض رتوش ناقله لهذا اقول تقبلوا نقلي لهذا الموضوع بصدر رحب
وتقبلوا رتوشي ودمتم من دون تناقض
مجتمع التناقض
تبهرني حالة القلق العامة التي يعيشها المجتمع السعودي، وقد أثبت أنه مجتمع جاهز للنقاش
في أية قضية تمسه بعيداً عن الإيمان بمسائل الاختلاف التي أراها تنمو وتأخذ مكانتها. المثير للجدل هو الاستعداد العام لإثارة أية قضية تخصنا، حين تجند لها كافة طبقات المجتمع، وتنثر خلافها حولها رغم سطحية البعض منها، وقد تمتد أصداء هذا التلاذع إلى خارج محيطنا ونصبح مثار قضية من داخلنا بحجة واحدة هي التناقض، وحالة التناقض هذه داخل المجتمع السعودي أصبحت عامة وفجة، وتحتاج إلى علاج.
لا أريد أن أدلل بالأمثلة، فهي كثيرة، وبعضها يظل مستعرا حتى تخمده قضية أخرى حالة كحالة برنامج ستار أكاديمي واحدة من نقائضنا الظاهرة وليست الخفية، ورغم أن المشاركة الأولى قبل عام قوبلت باحتدام طرفي التناقض بين مؤيد ومعارض، فإن مشاركة مواطن آخر في هذا العام قد تميزت برد لافت للنظر، حين قطعت شركة الاتصالات خطوط الاتصال التي تمثل رغبات المؤيدين لهذا البرنامج، ولنا أن نسأل لماذا يسمح رسميا لهذا المواطن أو ذاك بالمشاركة في هذا البرنامج؟ إذا كانت الاتصالات حينها قد عبرت عن هذا الموقف الرسمي، فلماذا استمرت الحال وهم يعرفون أن الجمهور الفارغ سيلجأ إلى هذه الأساليب ويفوز هشام وتأتي العواقب الغريبة كما أتت، لنصبح بعدها مثار حديث من الآخرين لمجرد دخولنا أقصى حالات ردود الأفعال، وأن تتحول المسألة إلى موضوع لبرنامج سياسي على الهواء كبرنامج (الحدث) على القناة الراعية لهذا البرنامج.
حالة أخرى هي صورة المرأة السعودية المحافظة، أو على الأقل المحتشمة، حين صدمتني إحدى المتناقضات بالأمس وأنا أشاهد برنامج مسابقة للغناء في الخليج، وكانت هناك فتاتان من السعودية، كانتا الوحيدتين من المشاركات بلباس قصير وغير محتشم، مع أخريات من دول خليجية أكثر انفتاحا وتحررا كن بلباس طويل ومحتشم!
الصدمات تخرج نماذج نافرة عن واقعنا وبعيدة عن المعقول، وهي ما تضعف صورتنا خارجيا، وتجعلنا نطالب بصورة معقولة تخفف عنا وطأة الاحتدام هذه، حتى لا نصبح كما يقول المثل: (نمسك البقرة من قرونها) على الجميع المشاركة في إخراجها، حتى لا تصبح الهوية مجرد إلزام أو نظام أو قانون، ويجب أن تكون وسائل الحياة الأخرى أكثر مرونة لكي لا نكون الوحيدين ضحايا الصدمة والمفاجأة.
أقول إن بعض أسباب ذلك يتمثل في ضياع الأسباب واللعب بالنتائج والتعليقات التي تضيع منا أكبر وأهم قضية تواجه تاريخ المملكة، وهي مسألة الإرهاب ومشاكل البطالة وإعادة النظر في التعليم وفسح المجال للمرأة للمشاركة العملية.
حالة القلق السعودية التي ذكرتها كان يجب أن تستغل، والفارغون تماماً وضحايا الفراغ ليسوا جميعهم عاطلين أو مراهقين، بل هم أناس كثر يعانون فراغا أكبر هو فراغ فكري وروحي وبعضهم ضحايا تصادم الثقافات، حتى أصبحت كل حالة أو متغير يعبر بيننا يتحول إلى قضية نجلدها حتى تموت، وبالتالي تموت طاقة التفكير والابتكار والإيمان بمسائل مهمة في الحياة، سيبقى الكل يمارس حقه في الوصاية، وسيبقى الكل بانتظار دوره للتعليق، وكل هذه بوادر صحية، لكن في ماذا ومن أجل ماذا؟
مؤسف جدا أن يتناسى السعوديون أهم قضاياهم وأرق عيشهم، ويتجه نصفهم الباقي الذي لم يذهب للتصويت في الانتخابات، ويجد رقما جاهزا يفسح له المجال ليشارك في صنع نجم أو إسقاط آخر، لماذا تتوقف المسائل الحيوية هنا؟ وكيف نتجاهل قضايا وطنية واجتماعية هي من صميم اهتمامنا ككوارث الغيث وضحايا الأمطار كل سنة نتيجة عدم التخطيط الجيد ودرء الأخطاء؟
وأن يصمت الجميع عن سؤال كبير للوزارات: ماذا حققت وماذا تبقى دون تنفيذ رغم وفرة الميزانية؟ من المسؤول عن هذا؟
ليتنا نقف من أجل الوطن الذي يمنحنا الكثير ولا نبدد طاقاتنا في استعارة القضايا المفرقعة التي تذهب مع الريح ونصبح مثار جدل واسع وعقيم.
ولو بحثت عن لقب فضفاض يستوعب مجتمعنا الكبير هذا ويليق بأحماله الثقيلة والمركبة، لما كان هناك أنسب من عنوان هذا المقال!
المفضلات