[align=center]
لم ينتصر الإسلام دوما إلا على يد طائفة من الأمة يصطفيها الله تبارك وتعالى من بين هذا الغثاء. قال تعالى: (( وقليل ماهـــم )) . وقال: (( من المؤمنين رجـــال )) .
هؤلاء القلّة هم الذين يحملون المبادئ ، وقليل من هذا القليل الذين ينفرون من الدنيا لأجل تبليغ هذه المبادئ ، وقليل من هذه الصفوة الذين يقدمون أرواحهم ودمائهم من أجل تبليغ هذه المبادئ ، فهم قليل من قليل من قليل ، ولايمكن أن يوصل إلى المجد إلا عبر هذا الطريق ، وهذا الطريق وحده .
ألقوا ثقـال الأرض عن أكتافـــهم *** ورموا الهوى لما أرادوا سمـــاء
ومضـوا كأن الأرض لم يولدوا بهـا *** يومــا ولم يكــــن لهم رفـــــــقاء
أما الغثاء أو غوغاء الناس فلا يأتي دورهم إلا في آخر المطاف.. حين تُرفع عنهم القيود ويُقضى على كل الطواغيت الجاثمة على صدورهم.. حينها يصنع منهم الإسلام رجالا يكونون حُماته .. أما قبلها فلا يُعّول عليهم أبدا.. بل بالعكس.. لو خرجوا فيكم مازادوكم إلا خبالا..
إنّ أغلب الناس لا تحملهم إلا القوة على الحق..
لا ينبغي أبدا أن نضيّع جهودهنا مع هؤلاء.. ليس معنى ذلك أن لا ندعوهم إلى دين الله وأن لا نُصلح فسادهم ولكن المقصود أن لا نُعوّل عليهم ونُضيّع أوقاتنا في انتظار أن يكون هذا الغثاء كله جندا للإسلام.. بل لابد من التركيز على نخبة معينة ممن تتوفر فيهم شروطا معينة ليكونوا القاعدة الصلبة التي يقوم عليها البناء واقرأوا السيرة إن شئتم.
لا تثقوا في هذا الغثاء أبدا .. ولا تفشوا له أسراراكم..
اتركوا دائما مسافة بينكم وبينه.. حتى يبقى الاحترام والتقدير والهيبة..
هذا الغثاء تحركه الأهواء والمصالح والشهوات وهو مستعد أن يبيع دينه لأجل شهواته وحظوظ نفسه..
هو مع الواقف ولو كان ( حمارا ) ولا يستسلم للحق أبدا إلا إذا كان ( أي الحق) قويا.
لا تغتروا أبدا بحماسه.. وهيجانه.. فسرعان ماتتلاشى لأول رصاصة يطلقها العدو.. ثم هم معه ضد الموحدين.
هذا الغثاء لا تهمه إلا بطنه ثم لتذهب المبادىء والمقدسات والأعراض إلى غير رجعة.
ولا ينفع هذا الدين إلا النخبة أو كما وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطائفة.
اللهمّ اجعلنا منهـــــــم
قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله : ( ومن سنة الله إنه إذا أراد إظهار دينه أقام من يعارضه فيحق الحق بكلماته ويقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ) ...
...[/align]
المفضلات