[align=center]اهلا بالاخ الفاضل محمد وطرحه المفيد
اخي العزيز : لا علاقة للدين الاسلامي لا من قريب ولا من بعيد!
بماتقوم به هذه الفئات فهي فئات خارجة عن اجماع الامة الاسلامية.
ولو انك نظرت لأغلب هذه التيارات ومناصريها لوجدت
انها بين حالتين
الاولى معارضة سياسية ارتدت العباءة الدينية
لتكسب تعاطف السذج من المسلمين الذين
لا يملكون من الدين ابسط اموره دون اوامره !
اما الحالة الثانية فهي صغر سن هؤلاء الاتباع
ومعروف ان الانسان صغير السن دائما مايكون
اندفاعه وراء عاطفته لا عقله!! وهنا مكمن الخطر والعلة.
اخي محمد اسمح لي بوضع هذا المقال المقتبس ادناه
للشيخ الدكتور سلمان العودة حيث انني اراه يخاطب هذه
الحالة من زاوية ادق واصدق حول وجود المشركين
في جزيرة العرب والذي اتخذته الكثير من التيارات
عذرا ومخرجا لخروجها على ارادة الامة وولاة امرها.
لا يجتمع في جزيرة العرب دينان
في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (على أنقاب المدينة ملائكة، لا يدخلها الطاعون ولا الدجال)، وفي البخاري من حديث أبي بكرة : (لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال)، وفيهما عن أنس رضي الله عنه : (ليس بلد إلا سيطؤه الدجال، إلا مكة والمدينة)، وهذه أحاديث صحاح تؤكد الحراسة الربانية لهاتين المدينتين المقدستين، وفي بعض ألفاظها أن الله تعالى وكل بها صفوفاً من الملائكة يحرسونها.
وهذه وعد أكيد بحفظ هذه الحوزات المباركة من الفتنة العامة,
نعم هي ليست بمعزل عن التأثر بما يحيط بها، حتى في عهد النبوة كان بها المنافقون، لكنها تبقى قوية متماسكة، عصية على ألوان التغريب والتخريب والتغيير الفاسد، وإن كانت السنة الربانية في الجملة جارية عليها وعلى غيرها، بيد أنها أعصى وأمنع بالقياس إلى غيرها,
ومن هنا نعلم أن الإيمان هو أساس كل مشروع إصلاحي يمكن أن يتم في هذا البلد، فأهله بفطرتهم مسلمون، وهذا يمنح طمأنينة بحصول قدر من التوافق والانسجام والوحدة، حيث تجمعهم كلمة التوحيد وقواعد الإسلام وأصوله العظام,
وهذا يخفف من عوامل الفرقة والتناحر والاختلاف القبلي والمناطقي والفئوي وغير ذلك,
ومن ثم فالانطلاق من هذه القاعدة المهمة في أي مشروع يستهدف رفعة البلد وإصلاحه وحفظه وتقدمه وحضارته هو أمر طبعي ومنطقي، بل هو ضرورة لا محيد عنها,
فالتحديات الخارجية، أخلاقية كانت، تعبث بالقيم والمعاني الفاضلة وتحاول اختراق الأجيال وتغيير أنماطها السلوكية، ونماذجها الأخلاقية، وتشيع لديها ثقافات غريبة أو شاذة كثقافة (الجندر) التي تتبناها مؤتمرات السكان الدولية وهي تقوم على إلغاء التميز الجنسي بين الرجل والمرأة ونحن لا نقول بالتمييز، لكننا نقول بالاختلاف، وليس الذكر كالأنثى,
أو اجتماعية كانت، توظف الاختلالات الاجتماعية في قضايا المرأة أو العلاقات أو العنصرية، لهدف خلط الأوراق وإرباك مسيرة المجتمع.
أو سياسة تنادي بالإصلاح وفق رؤية غربية وعينها على النفط والثروة، أو على المصالح اليهودية المنتفعة من بناء (الشرق الأوسط الكبير) الذي يسمح باندماج إسرائيل ضمن حركة تطبيع جادة، تعود بالنفع على اقتصادها، وتزيل الحواجز التاريخية، وتضمن في الوقت ذاته بقاء إسرائيل قوة عسكرية ضاربة في المنطقة بلا منازع,
فالمعتصم هنا - إزاء هذه التحديات كلها وغيرها- هو الانطلاق بحركة تصحيحية صادقة وجادة ذاتية تستلهم التجربة الإسلامية التاريخية، والنجاحات النموذجية الحية، وتقتبس من جذوة الإيمان رسوخاً في ثقتها بدينها وحضارتها واستقلالها، وجرأة في مواقفها وقراراتها مع نفسها ومع الآخرين، وامتناعاً شجاعاً عاقلاً أمام محاولات لي الذراع.
إن الإيمان يمنحنا قوة في مواجهة تيارات التغريب، وقدرة على ابتكار الوسائل والأساليب والبرامج والمشاريع التي تضمن التحديث والتطوير والتقدم والرقي، ومواكبة المستجدات والمتغيرات، دون أن نفرط في قيمنا ومحكمات ديننا,
ويبرز هنا الارتباط العضوي بين التحديات الخارجية والتحديات الداخلية التي هي منفذ كل متربص، وعلى رأسها هذه الفترة أعمال العنف التي تتترس بدوافع دينية، وبالتالي فالخطاب الديني الرشيد المنطلق من حقائق الوحي والتنزيل هو القادر بإذن الله على مواجهتها ودحضها,
نسمع حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم في إخراج المشركين من جزيرة العرب، فهل هذا الحديث صحيح؟ نعم فقد رواه الشيخان وغيرهما,
أهو منسوخ؟ كلا,,, فقد قاله صلى الله عليه وسلم في مرضه قبل أن يموت بثلاث، فهذا النص الذي يختطفه طرف ما، ويوظفه، ويصعّد به في اتجاه إعلان الحرب على اللحمة القائمة اليوم، وعلى العالم كله,,, كيف يمكن إعادته إلى سياقه الصحيح؟
يملك ذلك الفقهاء الذين لديهم القدرة الشرعية والعقلية واللغوية، والذين يقررون:
1- أن الأمر النبوي موجه لأصحاب السلطة والقدرة والولاية، وليس لآحاد الناس، وإلا لشاعت الفوضى وانقطع الحبل الواصل بين فئات المجتمع,
2- أن معنى الإخراج غير القتل، فهو لم يقل: اقتلوا، وعلى فرض أنهم تُركوا دون إخراج بصفة تخالف مراد الشارع فهو أهون من الافتيات على الشريعة بقتل أنفس معصومة.
3- أن المقصود بقاؤهم كطائفة وقوة سياسية لها حقوق المواطنة، ولهذا جاء في الحديث الآخر (لا يجتمع في جزيرة العرب دينان).
أما بقاء أفراد أو مجموعات بصفة طارئة أو استثنائية فهو حاصل منذ عهد النبوة، وعبر عصور الخلفاء الراشدين، وفي عهد بن أمية وبني العباس والعثمانيين إلى اليوم.
والفاروق الشديد في الحق الذي أجلى اليهود قد أذن لهم بالقدوم إلى المدينة أياماً للبيع والشراء ونحوها، كما في البخاري وغيره.
وبقاء الرقيق والخدم ظل قائماً، حتى إن الذي قتل الفاروق كان غلاماً مجوسياً!
فهل كانت عصور التاريخ كلها متنكرةً للشريعة، وهل نحلم نحن بأن نحقق ما لم يتيسر لمحمد صلى الله عليه وسلم، وخلفائه الراشدين؟.
4- أن أوامر الشريعة كلها مرهونة بالقدرة والمصلحة الراجحة، وعدم إمكانية الاستغناء.
5- أن المتيقن من جزيرة العرب: الحجاز، وما وراء ذلك فمختلف فيه، ولا يجزم بأنه مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد ترك عمر اليهود بتيماء وما جاورها، لأنها ليست داخلة في هذا المصطلح.
وأجلى أبو بكر قوماً فلحقوا بخيبر.
وفي تحديد المصطلح اختلاف كبير ذكره شراح السنة، وأهل المعاجم اللغوية والجغرافية، وهم المرجع في ذلك، إذ لم يحدد الشرع معنى مختلفاً لذلك عما تعرفه الناس.
وشيوع معنى عرفي في ظرف تاريخي متأخر لا يقتضي إسقاطه على النص النبوي المتقدم.
والمقصود أن الاعتصام بالخطاب الديني الرشيد هو الكفيل بدحض ذريعة المتعسفين، فإذا توفرت في لغة هذا الخطاب المصداقية والنضج والاستقلالية والهدوء والحضور أمكن أن يكون عصمةً قويةً لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية,
وهذا التحدي المتمثل بالعنف هو حالة طارئة تتكرر بين الحين والآخر، لكن ثمة تحديات تتمثل في مقتضيات التنمية، والتخطيط السليم، والمحافظة على حقوق الناس، وتوفير ضروريات الحياة، والمجاهدة المستميتة في هذا السبيل، وتعميق انتماء الفرد لوطنه بواسطة التوعية الدائمة، وبإيصال مزايا وخصائص هذا الانتماء له، بالسكن، والوظيفة وتسهيلات الحياة المختلفة.
إن المثل يقول : الإنسان في حياته مثل راكب الدراجة، إما أن يظل متحركاً أو يسقط, وقول الله أصدق: «لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر»,
وكأن النص يوحي بأن الإنسان لا يظل على حاله فإن لم يتقدم فهو يتأخر.
وهذه التحديات جبل الله الحياة عليها منذ مقتل ابن آدم الأول، وهي فرص تثير الاستجابة، وتحقق المزيد من الاهتمام واليقظة والسعي الدائب في الاستدراك.
وثمة تحدٍ آخر وهو الانفجار السكاني، وتزايد نسبة المواليد بصورة لا توجد في أي بلد آخر، حيث أعلى معدل نمو سكاني في العالم هو في مدينة الرياض حيث تتجاوز (6,3 في المئة) سنوياً وهذا يتطلب حركة سريعة لتوفير الفرص والوظائف والمساكن ومجالات العمل، وتحقيق مستوى جيد لدخل الفرد.
ويلح على فتح مجالات واسعة جداً لبناء المواهب وتفعيل الطاقات وتأهيل الشباب والفتيات لخوض الغمار.
يجب أن يكون ثمة التزام تام بتوفير المحاضن التي تستقبل الشباب وترعاهم وتربيهم وتبني شخصياتهم، وتربطهم بقيم هذا البلد ومبادئه العظيمة التي هي سر وجوده واستقلاله.
وتكفل التنوع، فهذا يريد حفظ القرآن، وهذا يريد الخطابة، وهذا يهوى الرياضة، وهذا للحاسب، وهذا للصداقة والحوار، وهذا للأدب والشعر والقصة،وهذا للرسم,,.
والإطار العام هو التوجيه والرقابة الهادئة، بدلاً أن يترك هؤلاء للمجالس الخاصة، والاستراحات واللقاءات التي لا حسيب فيها ولا رقيب.
إن لدي سؤالاً ساذجاً، ولكنه صادق: إذا لم توجد هذه المحاضن فإلى أين يذهب أولادنا؟
وقد فتح على الشباب اليوم باب الإشباع الحرام، فالقنوات الفضائية، وخطوط الصداقة الفاجرة، ومواقع الإنترنت الإباحية، والسفرات السهلة الرخيصة، ووسائل التواصل عبر الجوال وجوال الكاميرا، والجوال التبادلي القادم وضعتنا أمام مشكلة حقيقية لا يجوز التغافل عنها.
فإلى متى تظل العقبات واقفة كالرماح في طريق الإشباع الحلال، للذكر والأنثى، فلا مال ولا سكن، ولا تسهيل، وقد يقف الأهل عقبة أمام إتمام الزوج بحجة أو أخرى.
أين (المجلس الأعلى للشباب، أو الأسرة), الذي طال انتظاره؟
وثمة تحدٍ ثالث يتعلق بالتحديث والتطوير، فالعالم اليوم قرية واحدة، بل شقة بل غرفة!
ويعجبني تعبير د, عبد القادر طاش -رحمه الله - حيث يقول : العالم اليوم غابة واحدة!
هناك سطوة من الأقوياء وجبروت.
ولا يمكن مقاومة هذه السطوة إلا بتحديث البنى التحتية من مدارس ومؤسسات صحية وتربوية وتواصلية, وتحديث الأنظمة والقوانين التي يحتاجها البلد بحيث تسمح للإنسان أن يعرف ماله وما عليه، وأن يطمئن على استثماراته ومشاريعه وحقوقه، لأن العدل والنظام سيدا الجميع.
ويمكن الاستفادة من الفقهاء والخبراء، ومن التجارب المختلفة والإصرار على مرجعية صارمة للشريعة لا تفريط فيها ولا تنازل عنها.
هناك من يجر هذا البلد إلى الوراء، وهناك من يجره إلى الإمام، وأمام هذه التجاذبات يحتاج الأمر إلى حكمة وروية وترتيب الأولويات والتدارس والشورى والإخلاص هو العصمة «إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما إن الله كان عليماً حكيما».
[/align]
المفضلات