[align=center][/align]
قدم أوراق اعتماده إلى الشيخ خليفة بن زايد
ابوظبي: تاج الدين عبد الحق يواجه السفير العراقي الجديد في دولة الامارات العربية المتحدة، فارس الياور، الذي قدم اوراق اعتماده هذا الاسبوع الى رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، تحديا اساسيا يتمثل في تغيير الصورة النمطية عن السفارة العراقية في اذهان ابناء الجالية العراقية الذين يقدر عددهم بحوالي اربعين الفا.
ويرغب السفير الياور، وهو شقيق للرئيس العراقي الشيخ غازي الياور، انه يريد ان يأتي العراقي الى السفارة «كما لو انها بيته الثاني والحضن الذي يرعى مصالحه لا ان يكون مجيؤه مجيء المضطر والخائف».
وقال السفير الياور الذي كان يتحدث لـ«الشرق الاوسط» في مكتبه في المقر الجديد للسفارة، على مقربه من كورنيش ابو ظبي، ان السفارة «مفتوحة لكل ابناء الشعب العراقي بكل اطيافهم السياسية والعرقية والمذهبية»، واضاف «نريد السفارة ان تكون وجها للعراق الديمقراطي التعددي». وتعاون السفير الياور مجموعة من الدبلوماسيين المحترفين. وعندما سألته عما اذا كان بين طاقم السفارة رجال أمن او مخابرات ضحك قائلا «ذلك الزمان ولى الى غير رجعة بإذن الله، والعاملون في السفارة هم لخدمة ابناء الجالية وليسوا ممثلين لاجهزة»، مشيرا الى انه طلب من طاقم السفارة التخلي عن الصورة المتجهمة للموظفين «واعتبار انفسهم اصحاب مصلحة وان المراجعين زبائن لهم».
ويبدو ان المقر الجديد للسفارة ليس معروفا لكثير من ابناء الجالية العراقية. كما ان الكثير منهم لا يزال مترددا في زيارة السفارة، ولذلك فإن السفير وطاقم السفارة يبذلون جهدا في الترويج للصورة الجديدة للدبلوماسيين العراقيين سواء من خلال سرعة انجاز المعاملات او من خلال حسن الاستقبال. ويقول السفير الياور ان معاملة جواز السفر التي كانت تشكل عبئا ثقيلا على ابناء الجالية لم يعد انجازها يستغرق اكثر من يوم واحد. ويشير الى ان «تجديد جواز السفر من الالف الى الياء يتم في السفارة ولم تعد الموافقة الأمنية من بغداد شرطا لصرف الجواز او تجديده».
ولا تضع السفارة أي فيتو على تجديد وثائق السفر حتى بالنسبة لاولئك الذين خرجوا بعد الحرب الاخيرة. وقال السفير الياور ان «الشرط الوحيد هو ان تتوفر الوثائق التي تثبت عراقية طالب التجديد او صاحب المعاملة».
ومع ان تغيير الصورة النمطية عن السفارة العراقية يبدو هاجسا واولوية للسفير الياور الا انه يؤكد ان تمتين العلاقات مع دولة الامارات هو من اهم ما يتطلع اليه، مشيرا الى المواقف التي اتخذتها دولة الامارات في المحافل العربية والدولية لدعم العراق وبشكل خاص موقفها من دعم تمثيل العراق في الجامعة العربية بعد الاطاحة بالنظام السابق.
والى جانب تعزيز الانسجام السياسي بين العراق والامارات يقول السفير الياور إن الامارات «تلعب دورا في تدريب واعداد القوات العراقية وقوات الشرطة»، مشيرا الى ان ملحقا عسكريا سينضم قريبا الى طاقم السفارة لمتابعة هذا الملف. تجدر الاشارة الى ان دولة الامارات، بالتعاون مع المانيا الاتحادية، قامت بتنظيم دورات متتابعة لقوات الأمن والجيش العراقي. ويقول السفير العراقي ان «مستوى التدريب كان ممتازا وان المتدربين حصلوا على مهارات عالية في مجالات عسكرية وأمنية عديدة».
واختيار فارس الياور سفيرا لبلاده في الامارات يثير تساؤلا عما اذا كانت صلته بالرئيس العراقي، كونه الاخ الشقيق له، هي سبب تعيينه في هذا المنصب. وكمن كان يتوقع السؤال او كأنه سئل عن ذلك من قبل قال السفير الياور «اولا انا لست بعيدا عن الساحة السياسية العراقية وعشت اكثر من 13 عاما خارج العراق بسبب نشاطي السياسي. والامر الثاني ان كوني شقيقا لفخامة الرئيس لا يعطيني الحق في تجاوز اللوائح والانظمة المعمول بها في وزارة الخارجية العراقية. والامر الثالث ان المنصب ليس تشريفا بل هو تكليف ومسؤولية ارجو ان اكون اهلا لها».
وعندما سألته عما اذا كانت رابطة الاخوة بينه وبين الرئيس العراقي تعد عبئا عليه في عمله الدبلوماسي، ام تسهّل له مهمته، قال السفير الياور انه لا يريد ان يقول ان صلته بالرئيس هي عبء لكنها تضيف عليه مسؤولية مضاعفة حتى يكون اهلا للثقة وان يكون عند حسن الظن، مشيرا الى ان صلته بالرئيس لا تجيز له بأي حال تجاوز قوانين الخارجية.
ويروي السفير الياور، الحاصل على درجة في ادارة الاعمال، قصة تعيينه في الخارجية العراقية، بالقول ان اسمه كان في القائمة الاولى التي التي عرضت على مجلس الحكم الذي تم تشكيله بعد الحرب ولم يكن الرئيس غازي الياور في ذلك الوقت في العراق. واشار الى ان تعيينه في دولة الامارات لم يكن اختيارا منه «بل تكليف من مجلس الحكم الذي كان يدرك اهمية العلاقة المميزة بين العراق والامارات». وختم قائلا انه يتمنى ان يكون عند حسن الظن وان يوفق في عمله، واكد انه وجد «كل الدعم والمساندة من المسؤولين في الامارات».
المفضلات