[align=center][/align]
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
[align=center]أشغلتْ فرنسا العالمَ بقضيّةِ الصحفيين الأسيرين في العراق، وحُقَّ لها ذلك، وبعد جهودٍ مُضنيةٍ ابتهج الفرنسيون بإطلاق سراحهما، فقطعَ الرئيسُ إجازته وأوفدَ وزيرَ خارجيته لإحضارهم من الشرقِ الأوسط، وكان يوماً وطنياً لفرنسا.. تذكرتُ عندها أسرانا في فلسطين سواءً في سجون الصهاينة أو خلف الجدران العنصرية والحواجز القهريّة، وتذكّرتُ أسرانا في كوبا وأفغانستان والعراق.. الآف مؤلفة.. يرفلون في قيودهم من غير ذنب أو جريرة دونما سؤال عنهم.. فهذه رسالة عتاب إلى المسلمين شعوبا وحكومات، وأفرادا وجماعات على تقصيرنا في فكّ العاني وخلافة الفقيد في أهله وماله...[/align]
[align=center]**************************[/align]
[align=center]شيراكُ عرّجْ على أسْرَاكَ جذلانا ** فمَا لنا مهجةٌ تبكي لأسـرانا!!
"واقطع إجازتك" الغنَّاء في فرحٍ ** فليس في أمتي من يرفعُ الشانا
وصُغْ بباريس أعيادا مطـرّزةً ** وحَلِّ "بُرْجَكَ" أنوارا وألـوانا
واجعلْ وزيرَكَ حكْراً في مواكبهم ** وصُفّ جيشَكَ ضبّاطاً و أركانا
فإن من أخوتي مليون معتقلٍ .. ** وقد صففنا لهم ذلاًّ و خذلانا!!
وهنّيءْ الأمَّ والزوجَ التي سكنتْ ** واكسُ الصغيرةَ باقاتٍ و ريحانا
فللأســيرِ هُنـا أمٌ معـذبةٌ.. ** تقرّحتْ حسرةً.. قلبا وأجفانا !!
وللأسير هنا زوجٌ ملفعــةٌ ** بالحزنِ.. تحصدُ بعدَ البذل نُكرانا
تشكو إلى الله أحزانا مُعتّقـةً ** وتحفظُ العهــد أشواقاً ووجدانا
وللأسيرِ هنا بنتٌ مشوّقـةٌ ** تراقبُ الفجر.. علّ الفجر قد حانا
وللأسير هنا دارٌ معـطّلةٌ ** تنعى الشهامة أبواباً و جدرانا !!
غابوا فما سائلٌ عنهم، ولا وطنٌ ** يهتَزُّ من أجلهم بَرّاً وخُلْجانا ..
تسومُهم تحت عين الكونِ أجمعِهِ ** صلافةُ الحاقدِ الممسوخِ شيطانا!!
لا يرقبونَ لهم إلاًّ ولا ذممــا ** واللهُ أنزلها للنــاس قــرآنا
ويحيي.. وما نقموا منهم سوى صورٍ ** لنُصرةِ الدينِ أرواحــا وأبدانا
من لي بقلبٍ على إخوانهِ شَفِقٍ ** مستيقظٍ لم يجدْ في الدهرِ ألوانا
يبيتُ فوق صفيحِ الجمر من لَهَفٍ ** أخوّةً صاغها الإســلامُ بُنيانا
خليفةُ الجارِ في مالٍ وفي حّشمٍ.. ** كالأمِّ عطفـاً وإيثاراً وتحنـانا
سترُ اليتامى.. جوادٌ حين مسغبةٍ ** وقد ينامُ على الفاقاتِ جوعانا..
أين التُّقى يا عباد الله في زمني؟! ** أين التناصرُ تثبيتاً و إحسانا؟!
ألم يكن بيننا في الدين من رحمٍ؟! ** ألم نكنْ في الأسى والسعدِ إخوانا؟!
لكنْ إذا شطَّ جيلٌ عن شريعته ** أضحتْ مبادئهُ زوراً وبُهتـانا!!
هُنّا فهانتْ على الدنيا محارُمنـا ** وباتَ يسبي حمانا كلُّ من هانا
شيراكُ لا قدوةٌ فيكم ولا شرفٌ.. ** فقد جعلتمْ جزاءَ البرِّ عدوانا !!
لقد حكمـنا فأحيتكم حضارتُنا ** وحكمكم مِقْصلٌ يزجي منايانا
إسلامنا عبّدَ الدُّنيـا لخالِقِــها ** وأّكْرَمَ الناسَ أجناساً وأديانـا
وعهدُكم آلةٌ تفري ومحْرَقةٌ .. ** كفى بما سجّل التأريخُ بُرهانا
يا كم غرسنا غراسَ العدلِ فازدهرتْ ** وبَذْرُكم نزّ أحقاداً وأضغانا!!
شيراكُ: لي موعدٌ للنصر أرقُبُهُ ** لم نبدِ إلا لوجهِ الله شكوانا..
بي من أسى أمتي عن همّكم شُغُلٌ ** لكنّها حرّكتْ في القلب أشجانا[/align]
[align=center][/align]
المفضلات