السلام عليكم
اولا جعفل ليست هي الموضوع لكنها مثال جيد ويجذب
ماهي جعفل ؟
كلمه منحوته من جعلت فداك
ماهو النحت في الاصطلاح ؟
هو أن تعمد إلى كلمتين أو جملة فتنـزع من مجموع حروف كلماتها كلمة فذّة تدل على ماكانت تدل عليه الجملة نفسها.
وهو في الاصطلاح عند الخليل بن أحمد: "أخذ كلمة من كلمتين متعاقبتين، واشتقاق فعل منها"
مالغرض من النحت ؟
تيسير التعبير بالاختصار والإيجاز. فالكلمتان أو الجملة تصير كلمة واحدة بفضل النحت.
أقسام النحت:
قام المتأخرون من علماء اللغة من خلال استقرائهم للأمثلة التي أوردها الخليل بن أحمد بتقسيم النّحت إلى أقسام عدّة
النحت الفعلي:
وهو أن تنحت من الجملة فعلاً يدل على النطق بها أو على حدوث مضمونها، مثل:
(جعفد) من: جعلت فداك. و(بسمل) من: "بسم الله الرحمن الرحيم".
النحت الوصفي:
وهو أن تنحت كلمة واحدة من كلمتين، تدل على صفة بمعناها أو بأشدّ منه مثل:
(ضِبَطْر) للرجل الشديد، مأخوذة من ضَبَط وضَبَر. و(الصّلدم) وهو الشديد الحافر، مأخوذة من الصلد والصدم.
النحت الاسمي:
وهو أن تنحت من كلمتين اسما، مثل (جلمود)
النحت النسبي:
وهو أن تنسب شيئاً أو شخصاً إلى بلدتي: (طبرستان) و (خوارزم) مثلاً:
تنحت من اسميهما اسماً واحداً على صيغة اسم المنسوب، فتقول: (طبرخزيّ) أي منسوب إلى المدينتين كليهما.
النحت الحرفي:
مثل قول بعض النحويين، إنّ (لكنّ) منحوتة، فقد رأى القراء أنّ أصلها (لكن أنّ) طرحت الهمزة للتخفيف ونون (لكن) للساكنين.
النحت التخفيفي:
مثل ( بلعنبر ) في بني العنبر. و ( بلحارث ) في بني الحارث. و ( بلخزرج ) في بني الخزرج وذلك لقرب مخرجي النون واللاّم.كذلك يفعلون بكلّ قبيلة تظهر فيها لام المعرفة، فأمّا إذا لم تظهر اللاّم فلا يكون ذلك، مثل: بنى الصيداء، وبنى الضباب، وبنى النجار
وهناك تأويلات ألفاظ قائمة على وجوه الفكاهة يمكن حملها على النحت.
مثل الذي أورده الجاحظ عن أبي عبد الرحمن الثوري إذ قال لابنه:
( أي بني.. إنما صار تأويل الدرهم، دار الهمّ، وتأويل الدينار، يدني إلى النار )
ومنه:كان عبد الأعلى إذا قيل له:
لم سمّي الكلب سلوقيا؟
قال: لأنه يستل ويلقى!
وإذا قيل له:
لم سمّي العصفور عصفوراً؟
قال: لأنه عصى وفرّ!
أمثله على النحت:
-الحوقله .. كلمه منحوته من ( لاحول ولا قوة الا بالله )
-السبحله .. كلمه منحوته من ( سبحان الله )
-الهيلله .. كلمه منحوته من ( لااله الا الله )
-الحيعله .. كلمه منحوته من ( حي على الصلاة )
-البسمله .. كلمه منحوته من ( بسم الله )
ويعتبر الخليل بن أحمد هو أوّل من أكتشف ظاهرة النحت في اللغة العربية حين قال:
إن العين لا تأتلف مع الحاء في كلمة واحدة لقرب مخرجيهما إلاّ أن يُشتَق فَّعِلٌ من جمع بين كلمتين مثل (حيّ على) كقول الشاعر:
أقول لها ودمع العين جار
..................... ألم يحزنك حيعلة المنادي
فهذه كلمة جمعت من (حيّ) ومن (على). ونقول منه (حيعل، يحيعل، حيعلة...)
ايضاً ..
لقد "بَسْمَلَتْ" ليلى غداة لقيتها
.................... فيا حبّذا ذات الحبيب المبسمل
ولم يثبت التعريف عند الادباء واللغويين على هذا التعبير ..
بل تقاسموا .. القول !
1-
حين عرّف الدكتور نهاد الموسى في كتابه (النحت في اللغة العربية )
بقوله: هو بناء كلمة جديدة من كلمتين أو أكثر أو من جملة، بحيث تكون الكلمتان أو الكلمات متباينتين في المعنى والصورة
بحيث تكون الكلمة الجديدة آخذة منهما جميعاً بحظ في اللّفظ، دالة عليهما جميعاً في المعنى.
ويعتبر تعريف الدكتور نهاد الموسى المذكور، هو أشمل تعريف للنحت؛ حيث استقاه، صاحبه من مجموع تعريفات السابقين.
2-
ويقول الدكتور محمد السيد علي بلاسيفي كتاب ( النحت في اللغة العربيه ) ايضاً:
هو .. الاشتقاق أو النحت في أصل اللغة
يقال: نحت النجّار الخشب والعود إذا براه وهذب سطوحه.
ومثله في الحجارة والجبال. قال تعالى: "وتنحتون من الجبال بيوتاً فرهين" الشعراء الايه 149
ومما ورد في كلام العرب:- تأليف كلمة من المضاف والمضاف إليه، عند قصد النسبة إلى المركب الإضافي إذا كان علماً كـ ( عبشمي ) في النسبة إلى عبد شمس، و( عبدري ) في النسبة إلى عبد الدار.
- تأليف كلمة من كلمتين أو أكثر، تستقل كل كلمة عن الأخرى في إفادة معناها تمام الاستقلال؛ لتفيد معنى جديدا بصورة مختصرة. وهذا النوع كثير الورود في اللغات الأوربية، قليل في العربيّة وأخواتها السامية ولم تعرف منه إلا بعض ألفاظ نتيجة تخريج لبعض العلماء
ماموقف المحدثين من النحت ؟
طائفة تميل إلى جواز النحت والنقل اللّفظي الكامل للمصطلحات. ( ومنهم من ورد أعلاه )
وطائفه ترفضه تماماً!!! ( ومنهم من سوف يرد أدناه )
1-
يقول الكرملي حيث يرى: (أن لغتنا ليست من اللّغات التي تقبل النحت على وجه لغات أهل الغرب كما هو مدوّن في مصنفاتها. والمنحوتات عندنا عشرات، أمّا عندهم فمئات، بل ألوف، لأنّ تقديم المضاف إليه على المضاف معروفة عندهم، فساغ لهم النحت. أما عندنا فاللغة تأباه وتتبرأ منه!!)
2-
ويقرّر الدكتور إبراهيم نجا أن: "النحت سماعي. وليس له قاعدة يسير وفقها القائلون، إلاّ في النسبة للمركب الإضافي. فقد قال العلماء إنه مبنيّ على تركيب كلمة من اللفظين على وزن (فعلل)
3-
ويقول الدكتور صبحي الصالح: "لقد كان للنحت أنصار من أئمة اللغة في جميع العصور، وكلّما امتدّ الزمان بالناس ازداد شعورهم بالحاجة إلى التوسّع في اللغة عن طريق هذا الاشتقاق الكبّار، وانطلقوا يؤيدون شرعية ذلك التوسع اللغوي بما يحفظونه من الكلمات الفصيحات المنحوتات.!!
وهكذا يظلّ النحت بين قياس وسماع بين اللغويين، ووقف مجمع اللغة العربية من ظاهرة النحت موقف المتردّد حتى "تجدد البحث أخيراً حول إباحته أو منعه، فرأى رجال الطبّ والصيدلة والعلوم الكيماوية والحيوانية والنباتية في إباحته وسيلة من خير الوسائل التي تساعدهم عند ترجمة المصطلحات الأجنبية إلى اللغة العربية.
ومن هنا؛ انتهى مجمع اللغة العربية بالقاهرة إلى قرار سنة 1948م يفيد: "جواز النّحت في العلوم والفنون للحاجة الملحّة إلى التعبير عن معانيها بألفاظ عربيّة موجزة.ولكن بشرط انسجام الحروف عند تأليفها في الكلمة المنحوتة، وتنـزيل هذه الكلمة على أحكام العربية، وصياغتها على وزن من أوزانها.
انتهى
مشاسم
المفضلات