[align=center]تشتكي الكثير من الأمهات من تأخر ابنها اللغوي والحديث والقدرة على النقاش والحوار ، ولكن كي تطمئن الأم أو تكون في الصورة التي تجعلها قادرة على حل المشكلة إن وجدت ، فيجب أن تعلم ما هو الاستعداد اللغوي أولاً لدى الطفل .
فالاستعداد اللغوي يعني أن يصل الطفل إلى مرحلة يكون فيها قادراً على التعبير عما يجول في نفسه من خواطر وأفكار عند سماعه أو رؤيته أي شيء وهذا الاستعداد لا يتأتى إلى الطفل دفعة واحدة وفي مرحلة من المراحل ، وإنما يتدرج الطفل فيه تدريجياً واضحاً منذ ولادته حتى تطور مراحل حياته المختلفة التي يمر فيها .
فقد يبدأ هذا الاستعداد بحركات بسيطة يقوم بها الطفل في الأيام الأولى من حياته كأن يحرك عينيه تجاه الصوت الذي يسمعه ، أو تجاه الصورة التي تمر من أمام ناظريه وهي في الغالب تكون أصوات أفراد أسرته مثل : الأم ، الأب ، ولكن هذه الحركات مجردة عن التعبير بأي شكل من أشكال التعبير اللغوي ، لأن الطفل يكون عاجزاً عن الكلام بسبب النمو ، وبسبب عدم تكوين بدايات القاموس اللغوي عنده .
وينمو الاستعداد اللغوي عند الطفل بتدرجه في مراحل النمو ، فيأخذ بلفظ عدد أكثر من حروف الكلمة الواحدة ذات الأثر المباشر في حياته وإن كانت الكلمة لا تأخذ شكلها اللفظي الواضح ، إنما يظل ذلك محاولة من الطفل في التعبير اللغوي عما يريد التعبير عنه .
وهذا التدرج في النمو يقود الطفل إلى التعبير عن الكلمات بشكل واضح لكن دون تكوين الجمل المفيدة ويتقدمه في مراحل النمو المختلفة وبما يرافق ذلك من خبرات ينقلها من أسرته وبيته والبيئة المحيطة به يتطور استعداد الطفل اللغوي إلى أن يصل إلى شكل محدود ومعروف ، وهذا التدرج والتطور إنما يدل على وجود الاستعداد اللغوي عند الطفل منذ بداية حياته لأنه يعني مشاركة الطفل وتفاعله مع الحياة ومع المحيطين به .
أخوكم
حبيب[/align]
المفضلات