[align=center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبوبكر الكويتي هو عبيد الدوسري رحمه الله
يا غائباً في الثرى تبلى محاسنه ... الله يوليك غفراناً وإحسانا
حينما نفارق الأحباب .. ونودع الأخلاء .. ونفقد الأعزاء ينكسر القلب حزناً على فراقهم
ويتوجع ألماً على فقدهم ..
فوا الله بماذا أبدأ وعن أي شيء أتحدث فإنه ليعجز اللسان عن وصف هذا الرجل ،
أأتحدث عن صيامه وقيامه .. وهوان الدنيا في ناظريه .. أم عن حبه وتعلقه في بيوت الله أم
أكتب عن حفظه لكتاب الله وتلاوته له صباح مساء .. أأكتب عن حبه للخير وإنفاقه في سبيل
الله .
فلقد كان والله مثلاً يحتذي به .. كان عابداً زاهداً تقياً ورعاً .. لم تكن الدنيا تمثل
شيء عنده بل كانت أحقر شيء ينظر إليه ..همته دائماً في السماء .. دائم التفكر في أمور
الآخرة وطلب ما عند الله عز وجل .. قل ما يفتر لسانه عن ذكر الله عز وجل وتسبيحه له
وتهليله .
كان حافظاً لكتاب الله منذ الصغر ، كثير التدبر له ومراجعته في الليل والنهار ،
حريص على طلب العلم وحضور مجالس الذكر و كان يحفظ صحيح البخاري ومسلم.
لا يعرف الغل ولا الحسد ولا الحقد ولا البغضاء بل كان بشوش الوجه صافي النية دائم
الابتسامة مع الآخرين .
عجبت لصبري بعده وهو ميت ... وقد كنت أبكيه دماً وهو غائب
مازال في أذني حديثه وهو يقول لي دائماً ( يا أخي صل ركعتين عساها تنفعك يوم القيامة )
فلقد كان والله سباق للخير آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر شديد الغضب إذا انتهكت
محارم الله
عرف بكثرة القيام والصيام حتى علمت أنه يصوم يوماً ويفطر يوماً ، فلقد كنا ننام أحياناً
في المسجد ، فكنت أرى فيه الاجتهاد في الطاعة .. كان يقوم معظم الليل وينام قليلاً منه ثم
يقوم ويدعو الله ويسبحه ويستغفره في وقت السحر.
إلى الله أشكو لا إلى الناس أنني ... أرى الأرض تبقى والإخلاء تذهب
أخـلاي لو غير الممـات أصابكم ... عتبت ولكن ما على الدهـر معتب
كان كثيراً ما يهتم لأمر إخوانه المسلمين فكان يتابع أخبارهم دائماً باستمرار .. و كلما
سمع بأرض جهاد اشتاقت نفسه للذهاب إليها .. فأعد العدة وجهز المتاع وذهب إلى أرض
أفغانستان فمكث فيها ما يقارب الثلاثة أشهر أعد وتدرب .. ثم رجع إلى أهله بعد ذلك ، ولن
تفتر همته بل زادها حبا وشوقا للجهاد .. حتى رأى في عينيه جيوش الصليب وهي تجتاح بلاد
المسلمين وبالأخص بلاد العراق ( بلاد الرافدين ) فلم تقر له عين ولم يهدأ له بال حتى
ينفر في سبيل الله ويكون من أول من يذود عن بلاد المسلمين ويقفون في وجه هذه الحملة ..
فأعد العدة مرة أخرى وذهب مجاهدا بنفسه وماله إلى أرض العراق ليقاتل مع إخوانه
المجاهدين ..
فكانت أول مشاركاته في منطقة ( القائم ) حيث مكث فيها ما يقارب الشهرين ثم انتقل بعدها
إلى منطقة ( الفلوجة ) الحصن الحصين للإخوة المجاهدين .. فمكث فيها ما يقارب عاما
بكامله .، شارك مع إخوانه هناك في نصب الكمائن للعدو وتارة يشارك في رد الهجوم عن
إخوانه المجاهدين وتارة يكون مرابطا في سبيل الله .. فأصيب أثناء هذه المشاركات بإصابة
بالغة فتعالج وشفي منها باذن الله .
كان رحمه الله من افضل الذين يرمون على قاذفة الصواريخ (ار بي جي )فسلاحه الشخصي (كلاشن كوف + ار بي جي )في حين كان ضعيف البنية ولكنه قوي العزيمة ووالله لقد صبر على الاذى والبلاء كصبر الابل على الماء
ولما حانت المواجهة الحقيقية مع الامريكان في معركة الفلوجة الاولى في شهر 4 ميلادي 2004 من هذه السنة كان من اوائل من رابطوا في الفلوجة ولقد رايته والله يصيب هدفا دقيقا على بعد 300 متر وارتفاع 70 بقاذفته المشهورة ,قاتل مع الاخوة الابطال في الفلوجة وكان والله يلاحق االدبابات والمدرعات في شوارع الجولان ,حتى اذا كان اليوم الخامس او السادس من بدء المعارك وعجز العلوج عن المواجهة والاقتحام اتت قاصفة القنابل والصواريخ سي 130 وامطرت المنطقة التي يرابط فيها ( ابو بكر الكويتي ) بوابل من القذائف العنقودية والمتشظية وصواريخ طائرات الــf16 فقدر الله له ان يصاب باحدى تلك القذائف حيث كانت الاصابة في كتفه وصدره ويده اليسرى بعدة شظايا اخرج على اثرها من ارض المعركة للعلاج .
انتهت الفلوجة الاولى بانتصار المجاهدين بفضل الله سبحانه وتعالى..
رجع واكمل العلاج وبعد الانتهاء من العلاج رجع الى تتبع اثر العمليات فشارك في عملية الصقلاوية التي اسقط فيها المجاهدون مدينة الصقلاوية وهربت الشرطة وبقى الجيش تحت سيطرة المجاهدين الى ان غادرها المجاهدون .كان اميرا على مجموعة في كتيبة الموت وكان طيب القلب مع الجميع وصاحب راي سديد وموفق في اغلب الامور ,وفيما المواجهات مع العدو تتوالى شارك في عدد منها واخرها كانت عملية سجن ابي غريب ولكن لم يوفق الله المجاهدين في الاقتحام ورجع بعدها مرابطا صابرا يعلم الشباب ويؤمهم في الصلوات ..
كان موعده في لقاء ربه ومعانقة الحور العين في يوم الجمعة في نهار رمضان وفي يوم من افضل ايام الله في العشر الاواخر من رمضان وقبل الافطار بثانية واحدة بلا مبالغة ناويا الفطر مع إخوانه بعد أن صلى ركعتين لله عز وجل سقطت قذيفة الغدر والخيانة على الموقع الذي كان متواجدا به فقتل على اثر هذه الضربة مفارقا دنياه ,الراحل منها بهذه الطريقة وعلى منهج الاولين هو خير الراحلين باذن الله الى جنة الفردوس نسال الله ان يتقبل ابى بكر من الشهداء وان يلحقنا به مقبلين غير مدبرين .ولعل الله كتب له ان يفطر في جنته بين الحور واحبته ....
مات صائما .. صابرا .. محتسبا .. مجاهدا .. ومهاجرا .
فلكم ذرفت من أجلك المقل يا عبيد وبكت من فقدك العيون .. فلقد كنت والله نعم الصديق
ونعم الأخ المعين ( عملة نادرة وخامة فريدة ) .
فنسأل الله العلي القدير أن يتقبلك في زمرة الشهداء ويلهم اهلك الصبر والسلوان ويسكنك
الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
هذا باختصار شديد قصة ابى بكر الكويتي رحمه الله
من قصص الشهداء العرب الأنصار في الفلوجه
تذكار[/align]
المفضلات