[align=center]
[glow=FF0033]!*^+وبَكْيِتُ أُخْتِي+*^![/glow]
جلست صامته لا أنطق بحرف.كلمات النسوة المواسية تتناثر من حولي:
أحسن الله عزاءك..المرحومه كانت اكثر من أخت-
ستنام في قبرها آمنه مطمئنه فأولادها في ايد امينه-
حتى أطفال المرحومه متعلقون بخالتهم وكأنها أماَ لا خاله-
اللهم إلهمها الصبر والسلوان ..فالراحله كانت لها بمثابة الأم والأخت-
كل كلمه ينطقنها وكأنها طعنه خنجر يغرز في جسدي المتصلب ..
كل حرف أشعر بانه هوة سحيقه تشدني نحو الماضي.. ألم تلاحظ أحد هؤالاء
النسوه بأن عيني جافه بلا دموع،وأن لساني قد شل عن الكلام..
قالت إحادهن وهي تمصمص شفتيها بحسرة:
المسكينه لازالت غير مصدقه وفاة أختها الكبرى..!
صرخت فيها بدون صوت:
لا ..بل مصدقه..مصدقه لدرحة الجنون..مصدقه لدرجة العذاب،
وكيف لا أصدق..؟وأنل التي قتلتها بيدي..
لم أستطع مقاومة نفسي حتى النهاية..فنهضتُ مستنده على ذراع إحدى
السيدات حتى باب حجرتي..حجرتي التي كرهتها كما لم أكره شيئاً في
حياتي..فمنها بدأت تفاصيل مأساتي وووفيها إنتهت آخر فصول حياتي..
لفني الحزن بردائه الاسود القاتم وأنا أحدق في صورتي المنعكسه على
المرآه..هل هذه هي أنا ..أم مجرد صورة باهته لفتاة كانت ملء السمع
والبصر؟؟ أين جمالي الذي كان يضرب به المثل؟أين العذوبه التي كانت
تطل من بين قسمات وجهي..أين السحر الكاهن في العيون؟..كلها
ذهبت أدراج الرياح وحل محلها الشحوب والذبول والعذاب الممضي الذي
يحاول قتلي ببطء..
هل أستيقظ ضميري فجأه من سباته الطويل وإبتدأ يلهبني بسياط منن الألم
والنـــدم..
وهل أنا من تعرف الضمير وعذابه؟..وهل كنت إلا فتاة لاهية لاتعرف
من الدنيا سوى حقوقها..الحقوق فقط وليست الواجبات؟..هل كنت مدلله؟..
وهل كانت امي هي المسئولة الوحيدة عن مأساتي..
أمي..لماذا تقتحم ذاكرتي الآن بوجهها الأزرق المحتضر وعينيها الممتلئتين
بالدموع وهي تهمس لشقيقتي الكبرى فوزية بكلمات متقطعة:
إخوتك يافوزة..لا أريد لهم أن يضيعوا من بعدي..كوني لهم الأخت
والام والصديقة..وندى..حبيبتي ندى إنها أثمن كنز أودعك أياه قبل أن
أمــوت..!
ماتت أمي وفي عينيها بقايا دموع..وبين شفتيها جملة لم تتم
ماتت وهي ممسكة بيدي تهمس بضراعة:
ندى..فوزيــة أختك هي أمك الثانية من بعدي أطيعيها ولا تعصي لها أمراَ..!
إنهار إخوتي الرجال في بكاء مر حزين يقطع نياط القلزب..مسحت أختي
فوزية دموعها الكثيره وهي تضمني إللى صدرها بحنان..أما أنا فلم ابك..
لم أبك أبداَ..بقيت دموعي متحجرة في عيناي،وفي حلقي غصة وفي
قلبي إنهار من الأحزان..
ناشدتني شقيقتي أن أبكي..أن أغسل أحزاني بالدموع ولكنني أشحت
بوجهي عنها وأنها أقول بمرارة:
إن دموعي لن تعيد لي غاليتي..فلا فائدة من الدموع..!
تزوجت أختي فوزيه..إنتقلت شمعة حياتنا من بيتنا إلى بيت زوجها..
فأظلمت الدنيا علينا من جديد وكأننا فقدنا والدتنا للمرة الثانية..أحسست
بثقل المسئولية فهرعت إلى شقيقتي باكية لتجيبني باسمه:
بعدفترة بسيطة سيتزوج وليد،وبعده فهد،ثم حسام،وقتها فقط ستتمنين وجودهم معك مرة اخرى..
عموماً لقد سمعت من وليد بأن زوجته المقبلة ستسكن معه في البيت الكبير وهنا
ستنزاح عن كاهلك كافة المسئوليات..
تزوج أخي وليد.. ولكن الأمور جرت على غير مانشتهي ونحب..فلم
تريحني زوجة أخي بل زادت أعبائي عبئا جديدا وهو محاولة إرضائها
بكافة السبل..
لم يستمر هذا الوضع طويلاَ ..فقد رثت شقيقتي فوزية لحالي،وأبت علي
أن أتحمل مالا أطيق خصوصاَ بعد إشتباكي مع زوجة أخي في سلسلة من
المشاكل إنتهت بصراخها في وجهي قائلة:
أنت فتاة مدللة مغرورة..لن يحتملك زوجك يوماَ واحداَ هذا إذاإفترضنا إنك تزوجت..!
إنتقلت إلى بيت شقيقتي فوزية..حيث وجدت الدفء والحب والحنان..
إستمرت حياتي هادئه موزعة بين بيت شقيقتي ومدرستي..حتى حدثت
الشرارة الكبرى التي أحالت كل شي إلى جحيم..وقلبت حياتي الهادئة إلى
نيران مستعرة تنهشني بوحشية وبدون هوادة ولا رحمة..
في إحدى ليالي الصيف الحارة..إقتحم حجرتي زوج أختي .. ظرت إليه
بدهشة..قال بإضطراب واضح بأنه فقط كان يريد الإطمئنان على أحوالي.
بعد أيام فوجئت بإلحاح من شقيقتي فوزية بأن يتولى زوجها الإشراف على
مذاكرتي..رفضت بإصرار وانا أدرك تماما بأنها تتكلم بإيعاز من زوجها..
إنتهت مناقشتنا ببكائها أمامي وهي تقول لي بحيرة:
أنت لا تعرفين صالحك مثلي..ثم ان المرحومة أمي قد أوصتني بك
وزوجي بمثابة شقيقك الأكبر إن لم يكن أباَ لك..
وافقت تحت إلحاحها وكيلا أعذب قلبها المريض الذي تحمل الكثير من أجلي..
وافقت وأنا أشفق عليها وأعلم تماماَ بأن هذا لن يكون في صالحها أبداَ
بدأت دروسي الخصوصية على يد زوج أختي..ومعها لم أستطيع المقاومة
حتى النهاية..إندكت حصون مقاومتي تحت تأثير الهمسات المخدرة التى
أسمعها لأول مرة في حياتي..أحببته!
لا أدري..ولكن ثمة شئ كالنار بدأ يسري في دمائي..ضربات قلبي
الجنونية عندما أراه أو أسمع صوته..الدموع الحارة التي تبلل وسادتي كل
ليلة..هل هذا حب هو الحب؟..أم هو صورة مشوهة لمعالم الخيانة بدأت تلوح
في أفقي.؟!
لاحظت شقيقتي ماأعتراني من تغير..طاردتني بالأسئلة الحائرة..أجابتي
دائما كانت دموع حزينة تسيل على خدي بغزارة..صرخت في وجهي
ذات يوم وحنان الأم يكاد يبكي مع كل كلمة من كلماتها:
ندى حبيبتي..لماذا تعذبيني هكذا..مابك؟هل هناك رجل في حياتك؟
دعيه يتقدم لخطبتك ولا تخشي شيئاَ فسأزوجك له ولو كان شحاذاَ..
طنين مزعج يدوي في أذني..إنه زوجك يا حبيبتي..زوجك وليس أحداَ
غيره..هو من سرق قلبي وحطم حياتي وحياتك..إنه لا يستحق قلامة
ظفرك..
لم أنم تلك الليلة ولا في الليالي التي تلتها..بقيت ساهرة أفكر والشيطان
يطاردني في كل لحظة..كيف أتخلص من هذا الوضع الحرج؟..كيف
أستعيد علاقتي الأمومية بأختي دون أن يطاردني الإحساس بالذنب..؟
كيف أعود لها جسداَ دون روح..كيف أعود لها الأخت والحبيبة والإبنة كما
كنت وزوجها يقف لي بالمرصاد كماردخرج لي من الماضي السحيق..؟
وفي لحظة طوق اليأس فيها عنقي..وأيقنت فيها بأن كل شئ لا يساوي شئ
برز لي ضميري في صحوة مفاجئة معاتباَ ولائما ومؤنبا..فقررت من
بين دموعي أن أخنق حبي في مهده..
واجهت زوج أختي..وقفت أمامه صامدة رابطة الجأش وأنا أقول بحسم:
أرجوك..إنس كل شئ..عد إلى زوجتك أختي الحبيبة وأنا سأتزوج في
أقرب فرصة..صرخ بي وعيناه تتألقان بومضة جنون:-
ستندمين..ستندمين كثيراَ ياندى...
أدرت له ظهري غير عابئة بتوسلاته أو تهديداته..تنفست بعمق وإستشعرت
راحة عُظمى تغمرني بهدوء وكأنني أفقت فجأة من كابوس..نمت تلك الليلة
ملء جفنيّ بعد أن قررت أن أغادر البيت صباح اليوم التالي..لكن الشيطان لم
يمهلني لا تراجع عن خطأي..
افقت فجأة على صراخ وضجيج..قبل أن أفتح عيني فوجئت بشقيقتي
وزوجها يقتحمان علي حجرتي..هي تبكي وفي عينيها نظرة ذهول وهو
يصرخ وشرر خبيث يتطاير من عينيه القاسيتين..قبل أن أفتح فمي بكلمة
قالت اختي بصوت متهدج..
ندى بالله عليك أخبريني بالحقيقة..هل حقاَ مايقوله زوجي..هل كانت
بينكما علاقة ما..؟
ثم مدت يدها برزمة أوراق وهي تهتف:
وهل هذه هي خطاباتك..-
أذهلتني الصدمة..فنكست رأسي بأسى دون أن أجيب..إقتربت مني وهي
تهزني بعنف قائلة:
تكلمي ياندى..قولي بأنه يكذب..قولي أي شئ..؟
وقفت الكلمات في حلقي كسكين حادة..وفي لحظة ما..تهاوت شقيقتي
على الأرض بين قدمي!
لم يستطع الأطباء إنقاذها من أجلها المحتوم..ماتت وفي عينها ألم لم
يسطيع قلبها أبداَ أن يصدقه..ضممت أطفالها إلى صدري وأنة خافتة كاد
يصرخ بها ضميري..
عادت المرئيات من حولي لتختلط بإنعكاس صورتي في المرآة..دخلت الحجرة زوجة شقيقي..همست في أذني قائاة:
أيام كثبرة مضت وأنت على هذه الحال..إن صمتك لن يغير شيئاَ من الواقع
ثم أن شقيقي ماجد..بالطبع تتذكرينه لقد طلب من أسألك الزواج منه..
أجبتها بثقة ودموعي تهطل بغزاره:-
أنا لن أتزوج أبداَ..سأكرس حياتي كلها لأطفال أختي..وبكيت..!!
اتمنى تعجبكم
تحياتي[/align]
المفضلات