[align=center]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. ولا عدوان إلا على الظالمين .. والصلاة والسلام على إمام المجاهدين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
نحن اليوم بصدد سيرة بطل من أبطال هذه الأمة وفارس من فرسانها أبلى بلاء حسناً في ساحات الجهاد الإسلامي...
إنه أبو عمشى الشمري
لقد التقيت به أول مره وكان يتحدث لي بسرور على أنه يجد لذة لم يكن يعرفها قبل أيامه هذه التي يعيشها وهو نافر في سبيل الله ترك الأهل والديار ولبى داعي الجهاد لما دعاه ودعا شباب الأمة أجمعين فمنهم من تقاعس ومنهم من هو كبطل قصتنا اليوم ..
هب لنصرة إخوانه ولم يتأخر لحظة في أن يضحي بنفسه في سبيل نصرة هذا الدين.. لقد كان يحكي لي عن حاله قبل وبعد أن عرف طريق الجهاد وكان يعجب من حاله وكيف أضاع كل هذه السعادة التي وجدها في ساحات الجهاد وكان يقول لي دائماً والله يا أخي إني كل ما تذكرت حالي ورأيت أحد أصدقائي أو كلمت أحدهم وأريد أن أعبر لهم عن ما أجده الآن لا أستطيع أن أعبر لهم إلا بدمعات عيوني .. أريد أن أصف لهم ولكن لا أجد إلا البكاء على حالي قبل وحالهم الآن فادعوا الله لي الثبات ولهم الهداية ..
خرج أبو عمشى من مدينته حائل متجهاً لنصرة إخوانه المسلمين في العراق بعد أن غزا الصليبين ديارهم وهتكوا أعراضهم وشردوا ويتموا نساءهم وأطفالهم هب لنصرتهم ولم يلتفت وراءه فرأيت من حقه علي أن أكتب عنه هذه السيرة .. هي قليلة في حقه علي فلقد كان نعم الصاحب في هذا الطريق ونعم القدوة لي ولإخوانه الذين لحقوا به والذين ينتظرون اللحاق نسأل الله أن يتقبله في الشهداء وأن يعلي منزلته وأن يجعله ممن يشفع في أهله.. آمين
كنت أسعد ما أجده وهو في المطبخ لخدمة إخوانه فوالله لم أجد من هو كمثله محب لخدمة إخوانه ومن قصصه كنا أنا وهو متكفلين بالطبخ للشباب وكان الشباب لا يتركون التندر والمزاح على طبخه وطبخي مره يقولون لنا لا يوجد ملح ومره يقولون الكبسة (صايرة هريسة) فقلت له اسمع أبو عمشى الشباب هذولا يبي لهم تأديب فنبي نعلن أنا وياك الإضراب عن الطبخ لمدة ثلاث أيام ولنرى ماذا يفعلون فأغلبهم لا يحسن الطبخ فوافقني الرأي ومن الغد في الفطور مشوا حالهم ولكن عندما جاء دور الغداء بدأت اللخبطة وكنت أراقبهم وأراقبه في نفس الوقت لأنه كان يدور حول المطبخ وكل ما أراد أن يفعل شيء قلت له يا خوي لا تنسى إنا مضربين فيقول"اوووه" نسيت ولكن انشغلت عنهم شوي ويوم بحثت عنه وجدته ممسك بزمام الأمور في المطبخ وقلت له وين اتفاقنا قال والله يا أخي ما اقدر أصبر الشباب وضعهم صعب والله يا أخي ما قدرت اصبر فرجع يطبخ وينفخ لإخوانه وكنت أقول له يا أخي لا تعود الشباب على الكسل خلهم يشتغلون لو يوم إذا رحت أنت من يطبخ لهم..؟ قال والله يا أخي إني لا أجد السعادة إلا في خدمتهم واني لأحتسب اجري عند الله ,, قضى كل أيامه مع إخوانه على هذه الطريقة فكان يطبخ ويكنس المكان ويغسل الملابس ويشيل "الطايح" منها في الأرض...
كان كثيرا ما يحدثني عن جدته وكان يبكي دائماً عندما يتذكرها ويقول لي والله إني مشتاق لها جداً لقد كانت أمي بعد أن فقدت أمي ولقد كانت جدتي تعمل لي أشياء لا أستطيع أن أنساها ابدأ , كانت تضعني في كرتون وتسحبني دائما عندما كنت صغيراً وكانت تخاف علي كثيراً حتى عندما كبرت .. إنها لا تطيق فراقي.. يا أخي واني أخاف أن يحصل لها شيء بسببي فلقد ذهبت ولم اقل لها أين أريد أن اذهب خفت أن أقول لها وعندما تبكي أو تعمل شيء لا أطيق فراقها وكان يبكي وأنا أقول له يا أخي عسى الله أن يجمعك مع جدتك في جنته حتى كرهت أن يتذكرها من كثرة ما يحزن وتدمع عيناه بفراقها ولقد كنى نفسه بإسم جدته لحبه لها.......... ( أبو عمشى )
وكان تقبله الله في الشهداء كثير العبادة وأكثر ما كان يفعله انه كان ممسك بمصحفة الصغير في يده ويقرأ وكان نادراً ما يترك قيام الليل وكنت أستيقظ أحياناً من نومي في الليل على صوت بكائه وكنت أتعجب منه وأقول ما الذي يبكيه لهذه الدرجة..؟!
وفي آخر ايامه رحمه الله كثرت عبادته وقل كلامه وزادت خدمته لإخوانه وحدثني أنه رأى حورية في منامه ذات يوم وكان مسروراً جدا لهذه الرؤية وكنت أحس بتغير كبير في صاحبي وجاءني في يوم وقال لي أخي ما رأيك أن تشجعني وأشجعك ونذهب ونعمل عملية إستشهادية لنثخن في أعداء الله فو الله إن قُتلنا وقتلنا معنا جمع من جموع الكافرين لهو أقل ما نقدمه لهذا الدين وللإنتقام لإخواننا المسلمين فما أعظم أن تتطاير أجسادنا في سبيل الله.....
لم يرى مني جواب ولكنه قرر ولم يخبر احد وكان قبل أن يذهب بثلاثة أيام يكاد يطير من الفرح وكنت أقول مابك..؟
قال يا أخي أشعر بسعادة كبيرة ونفسي أطير فرحا بعد أن قررت..
قلت صحيح قررت..!!! قال نعم إني ذاهب قريباً..!!
والله أحسست بأنه ذهب فعلا لم يكن يفكر بما نفكر به أراد لقاء الله فأراد الله لقاءه..
ذهب ولم يلتفت لي ولا لنظراتي الحائرة لم أكن مصدق أنه سوف يذهب ويتركني كنت أقول هل صحيح أنه سوف يفعلها....
حضنني في الساعة السابعة صباحاً وكان يبكي ويقول وداعاً دعني أراك في الجنة إن رحمنا الله وغفرلنا..
ذهب وقلت في نفسي سوف يرجع ولكني انتظرته كثيرا ولم يعد بل ذهب وأقدم ولم يلتفت لا لي ولا للدنيا من خلفي ذهب وفجرها فيهم مدوية قال تعالى :{ إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة } ذهب وشتت جموع الكافرين ومزق أشلائهم كما أراد ذهب إلى ربه في جنات خلد قال تعالى :{ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون . فرحين بما آتاهم الله من فضله }...
اسأل الله أن يعلي منزلتك يا أبو عمشى ويغفرلك ويتقبلك في الشهداء وأن يثبتنا من بعدك على هذا الدرب وأن يلحقنا بك وهو راضي عنا مقبلين غير مدبرين اللهم آمين...
نفذ أبو عمشى عمليته في مدينة كركوك بشاحنة (تريلة) وقتل ما يقارب الأربعين من ضمنهم مسئول كبير..
ابو عمشى / فهد نايف الشلاقي
من قصص الشهداء العرب في بلاد الرافدين .. [/align]
المفضلات