اقرؤا لعبدالباري الذي ينعق في سرب الغربان التي لا يهمها سوى الخراب ،هذا الرجل الذي اسس جريدته بدعم صهيوني ومنضمن الى حزب العمال البريطاني والذي يتراسه بلير جعل من جريدته وقلمه ادوات لاثارة الفتن والشقاق بين الشعوب العربية والاسلاميه ومن منا يقرا او يسمع له فان كل ما يقوله ويكتبه هو في صميم عمله الماجور لخدمة الصهاينه فهذا الرجل لا يريد للامة الخير او الاستقرار ويجعل من مشاكل الدول العربية وخاصة الداخلية مواضيع لاثارة الفتنة سواء كان بين الحاكم والمحكوم او الشعب فيما بينهم ، عندما نهاجم هذه الاقلام المسمومه ليس لاننا نختلف معهم في الراي بل لاننا نصفهم في مصاف اعداء الامه
فهم لا يريدون الخير لنا وانما يبحثون عن دراهم ورضا اسيادهم الصهاينه لذلك انزلت مقالة هذا
الكاتب المرتزق لتقرؤا ما يكتب عنا في صفحات جريدته السوداء .ولكم حرية الرد عليه
عبد الباري عطوان
يصعب علينا ان نفهم سر هذا الادمان الرسمي السعودي علي اصدار المبادرات التي تتعارض كليا مع المصالح العربية والاسلامية، وتصب في خدمة مشاريع الاذلال والاهانة التي تطبقها الولايات المتحدة الامريكية حاليا، بدءا من افغانستان ومرورا بفلسطين، وانتهاء بالعراق.
فبعد مبادرة السلام السعودية التي تنازلت عن معظم الثوابت العربية والاسلامية في فلسطين وعلي رأسها حق العودة لاكثر من ستة ملايين فلسطيني، بالتطبيع الكامل مع الدولة العبرية، ها هي الحكومة السعودية، في شخص وزير خارجيتها الامير سعود الفيصل تتطوع باصدار مبادرة جديدة لحشد قوات اسلامية للانضمام الي قوات الاحتلال الامريكي في العراق.
السعودية تتبني مبادرة ارسال قوات الي العراق وتستغل مكانتها في العالمين العربي والاسلامي في هذا الصدد، في الوقت الذي تسحب فيه دول غير اسلامية، مثل الفلبين واسبانيا واوكرانيا قواتها من العراق، رفضا للمشروع الامريكي، وحماية لارواح رعاياها وجنودها.
انها قطعا ليست مبادرة سعودية، وانما اوامر امريكية صريحة جري الباسها ثوبا سعوديا حتي تبدو اكثر قبولا بالنسبة الي الدول الاسلامية والعربية الاخري، مثل مصر وباكستان اللتين تتحرقان شوقا لكسب رضا الادارة الامريكية، وتجنب ضغوطها الشكلية من اجل الاصلاح.
فليس صدفة ان هذه المبادرة السعودية تصدر اثناء وصول كولن باول وزير الخارجية الامريكي، والدكتور اياد علاوي رئيس الوزراء العراقي المؤقت والمعين امريكيا، الي العاصمة السعودية الرياض. فجميع المبادرات التي صدرت عن الحكومة السعودية هي في الاساس امريكية جري الباسها ثوبا سعوديا، حتي يسهل تمريرها علي العالمين العربي والاسلامي.
امريكا في مأزق دموي في العراق، وقواتها عجزت بالكامل عن تحقيق الامن، والسيطرة علي الاوضاع، مثلما عجزت عن تحقيق وعودها بتحويل العراق الي واحة للاستقرار والديمقراطية، وجعل بغداد نيويورك ثانية، والموصل لوس انجليس الشمال، والبصرة ميامي الخليج او شط العرب، ولهذا لجأت الي حلفائها في الرياض والقاهرة واسلام اباد لالقاء عجلة الانقاذ اليها.
خطورة المبادرة السعودية الجديدة تكمن في كونها تصدر من بلد يستضيف الحرمين الشريفين والكعبة المشرفة علي ارضه، فارسال قوات عربية واسلامية لدعم الاحتلال الامريكي للعراق، هو اضفاء صبغة شرعية عربية واسلامية علي هذا الاحتلال، والغزو الامريكي الذي ادي اليه، كما انه ايضا اعتراف بشرعية حكومة اياد علاوي التي يعتبرها معظم العراقيين والعرب حكومة غير وطنية، ولا تمثل غالبية الشعب العراقي.
انه امر معيب ان تتحدي الرئيسة الفلبينية الولايات المتحدة، وترفض كل ضغوطها، وتسحب قواتها من العراق، بينما تصدر مبادرة سعودية باسم خادم الحرمين الشريفين، تحلل ارسال قوات اسلامية وعربية الي العراق استجابة لمثل هذه الضغوط.
الرئيسة الفلبينية تحدت الولايات المتحدة لانها تستند الي مؤسسات ديمقراطية، وبرلمان منتخب، وتحترم رغبات شعبها وتعمل من اجل خدمة مصالحه، بينما الحكومة السعودية لا تعترف اساسا بان هناك شيئا اسمه الشعب، ناهيك عن خدمة مصالحه.
الامر المؤكد ان الحملات الاعلامية والضغوط الامريكية الاخري التي استخدمت الاصلاح كأداة في هذا الخصوص، قد نجحت في ارهاب الاسرة الحاكمة في السعودية، ودفعتها الي المبالغة في التجاوب مع الطلبات والضغوط الامريكية جميعا دون استثناء، مثل تعديل المناهج، واعتقال الائمة، واغلاق المؤسسات الاسلامية الخيرية، وفتح ملفات البنوك وحساباتها لعملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي، واخيرا ارسال قوات الي العراق.
فالخيار كان واضحا، اما ارضاء الولايات المتحدة بالتجاوب مع شروطها، وفي هذه الحالة ضرب عرض الحائط بالشعب ومطالبه الاصلاحية والوطنية، او ارضاء الشعب واغضاب الولايات المتحدة في هذه الحالة. الاسرة الحاكمة اختارت الولايات المتحدة، علي اعتبار ان الشعب يمكن قمعه واسكاته ودون اي اعتراض امريكي، بل وبتشجيع من امريكا تحت ذريعة مقاومة الارهاب.
فمن المفارقة ان كولن باول اشاد بالاصلاحات السعودية اثناء مؤتمره الصحافي في الرياض، ولا نعرف اين هي هذه الاصلاحات التي يتحدث عنها وفي السجون آلاف المعتقلين، بينهم نساء واطفال، واكاديميون اصلاحيون يتمتعون بدرجة عالية من الاحترام من امثال الدكاترة عبد الله الحامد وسعيد بن زعير، ومتروك الفالح وعلي الدميني. فوزير الخارجية الامريكي عراب الاصلاحات الديمقراطية لم ينطق بكلمة واحدة عن هؤلاء، فطالما ان الحكومة السعودية سترسل قوات الي العراق، فلا ضير عليها مهما بطشت ومهما قمعت، ومهما فسدت.
الاسرة الحاكمة السعودية لن تنقذ نفسها بمثل هذه المبادرة، بل ستعرض نفسها وبلدها للمزيد من الاخطار وعدم الاستقرار، كما انها ستعزل نفسها عن الشارعين العربي والاسلامي، وتعرض امنها الداخلي للمزيد من الاخطار، وتهز صورتها ومكانتها كدولة تطبق الشريعة، وترعي المقدسات الاسلامية.
انها مغامرة، بل مقامرة، ربما تكون مكلفة للغاية، لانها ستضع السعودية في معسكر امريكا في مواجهة حليفتها سورية، وصديقتها الجديدة ايران، كما ستضعها في مواجهة اكثر خطورة مع معظم الحركات الاسلامية المتطرفة، دون ان تكسب في المقابل غير المديح الامريكي.
الحكومة السعودية هي التي سجلت اول سابقة في التاريخ باستضافتها نصف مليون جندي امريكي للهجوم علي العراق عام 1991 وقتل عشرات الآلاف من ابنائه وتدمير بناه التحتية، وهي التي فتحت قواعدها في تبوك للقوات والطائرات الامريكية للزحف نحو بغداد في العام الماضي، وعلمت بخطط الحرب قبل كولن باول نفسه، وها هي تريد توفير غطاء عربي واسلامي للاحتلال.
انها اي الاسرة الحاكمة السعودية، تعيش حالة من الارتباك، وتنتقل من خطأ الي آخر، وتقفز الي سفينة امريكا الغارقة في العراق التي بدأ الهروب الكبير منها، وبهذا ينطبق عليها المثل الشعبي: تذهب الي الحج والناس راجعة .
ارسل هذا الخبر الى صديق بالبريد الالكتروني
المفضلات