[frame="10 80"][align=center]
استيقظت مبكرة كعادتي
بالرغم من أن اليوم هو يوم إجازتي,
صغيرتي ريم كذلك,اعتادت الاستيقاظ مبكرا,كنت اجلس في مكتبي مشغولة بمكتبي وأوراقي.
*ماما ماذا تكتبين ؟!
*اكتب رسالة إلى الله.
*هل تسمحين لي بقراءتها ماما؟
*لا حبيبتي,هذه رسائلي الخاصة ولا احب أن يقرأها أحد .
خرجت ريم من مكتبي وهي حزينة ولكها اعتادت على ذلك,
فرفضي لها كان باستمرار ,,
مر على الموضوع عدة أسابيع,ذهبت إلى غرفة ريم ولأول مرة ترتبك ريم لدخولي ,,
*ريم .. ماذا تكتبين ؟ !
*زاد ارتباكها .. وردت لاشيء ماما , إنها أوراقي الخاصة !!
ترى ما الذي تكتبه ابنة التاسعة وتخشى أن أراه ؟؟ !!
*اكتب رسائل إلى الله كما تفعلين ..
قطعت كلامها فجأة وقالت : ولكن هل يتحقق كل ما نكتبه يا ماما ؟ !
· طبعاً يا ابنتي فإن الله يعلم كل شئ ..
لم تسمح لي بقراءة ما كتبت , فخرجت من غرفتها واتجهت إلى راشد زوجي أقرأ له الجرائد كالعادة , كنت أقرأ الجريدة وذهني شارد مع صغيرتي , فلاحظ راشد شرودي !!
ظن بأنه هو سبب حزني .. فحاول إقناعي بان اجلب له ممرضة .. كي تخفف علي هذا العبء ..
يا ألهي لم أرد أن يفكر هكذا .. فحضنت رأسه وقبلت جبينه الذي طالما تعب وعرق من اجلي أنا وابنته ريم , ,
واليوم يحسبني سأحزن من اجل ذلك .. وأوضحت له سبب حزني وشرودي ..
ذهبت ريم الى المدرسة , وعندما عادت كان الطبيب في البيت فهرعت لترى والدها وجلست بقربه تواسيه بمداعبتها وهمساتها الحنونة .
وضح لي الطبيب سوء حالة راشد وانصرف , وتناسيت أن ريم ما تزال طفلة , ودون رحمة صارحتها أن الطبيب أكد أن قلب والدها الكبير الذي يحمل لها كل هذا الحب بدأ يضعف كثيرا وانه لن يعيش لأكثر من ثلاثة أسابيع , انهارت ريم وظلت تبكي بكاءً مريراً يقطع نياط القلب
وتردد :
*لماذا يحصل كل هذا لبابا ؟؟ !! لماذا ؟؟ !!
*ادعي له بالشفاء يا ريم , يجب أن تتحلي بالشجاعة , ولا تنسي رحمة الله , انه القادر على كل شئ .. فأنتي ابنته الكبيرة والوحيده .
أنصتت ريم إلى أمها ونست حزنها , وداست على المها وتشجعت وقالت :
*لن يموت أبي .
في كل صباح تقبّل ريم خد والدها الدافئ , ولكنها اليوم عندما قبلته نظرت إليه بحنان وتوسل
وقالت :
ليتك توصلني يوماً مثل صديقاتي .
غمره حزن شديد فحاول إخفاءه وقال :
*أن شاء الله سيأتي يوماً وأوصلك فيه يا ريم ..
وهو واثق أن إعاقته لن تكمل فرحة ابنته الصغيرة .
أوصلت ريم إلى المدرسة , وعندما عدت إلى البيت , غمرني فضولي لأرى الرسائل التي كتبتها ريم إلى الله , بحثت في مكتبها ولم أجد أي شئ ..
وبعد بحث طويل .. لا جدوى .. تُرى أين هي ؟؟ !!
تُرى هل تمزقها بعدا كتابتها ؟ !
ربما تكون هنا .. ولطالما أحبت ريم هذا الصندوق , طلبته مني مرارا
فأفرغت ما فيه وأعطيتها الصندوق ,, يا الهي انه يحوي رسائل كثيرة .. وكلها إلى الله !!
*يا رب .. يا رب .. يموت كلب جارنا سعد , لأنه يخيفني !!
*يا رب .. قطتنا تلد قطط كثيرة !! .. لتعوضها قططها التي ماتت ...
*يارب .. نجح احمد ولد خالتي في المدرسة ,,
*يا رب .. تكبر أزهار بيتنا بسرعة , أقطف كل يوم زهرة أعطيها معلمتي !!!!
والكثير من الرسائل الأخرى وكلها بريئة ..
من اطرف الرسائل التي قرأتها هي التي تقول فيها :
*يا رب .. يا رب .. كبّر عقل خادمتنا , لأنها أرهقت أمي ,,
يا الهي كل الرسائل مستجابة !!
لقد مات كلب جارنا منذ اكثر من أسبوع , وقطتنا اصبح لديها صغارا , ونجح احمد بتفوق ,كبرت الأزهار , ريم تأخذ كل يوم زهرة إلى معلمتها ..
يا الهي لماذا لم تدعوا ريم ليشفى والدها ويرتاح من عاهته ؟؟ !!
شردت كثيرا ليتها تدعو له ..
ولم يقطع هذا الشرود إلا رنين الهاتف المزعج , ردت الخادمة ونادتني :
سيدتي المدرسة ...
*المدرسة !! .. ما بها ريم ؟؟ !! هل فعلت شئ !!
أخبرتني أن ريم وقعت من الدور الرابع وهي في طريقها الى منزل معلمتها الغائبة لتعطيها الزهرة ,, وهي تطل من الشرفة .. وقعت الزهرة .. فهوت ريم ..
كانت الصدمة قوية جداً لم أتحملها أنا ولا راشد ..
ومن شدة صدمته أصابه شلل في لسانه فمن يومها لا يستطيع الكلام .
*لماذا ماتت ريم ؟؟ !! لا أستطيع استيعاب فكرة وفاة ابنتي الحبيبة والوحيده ..
كنت اخدع نفسي كل يوم بالذهاب إلى مدرستها كأنني أوصلها , كنت افعل كل شئ صغيرتي كانت تحبه , كل زاوية في لبيت تذكرني بها ,
أتذكر رنين ضحكاتها التي كانت تملا علينا البيت بالحياة ...
مرت سنوات على وفاتها ..
وكأنه اليوم ..
في صباح يوم الجمعة أتت الخادمة وهي فزعة وتقول :
أنها سمعت صوت صادر من غرفة ريم !!
يا الهي هل يعقل ريم عادت ؟!
هذا جنون ,,
*أنتي تتخيلين .. لم تطأ قدم هذه الغرفة منذ ان ماتت ريم ..
أصر راشد علي أن اذهب وارى ماذا هناك ..
وضعت المفتاح في الباب وانقبض قلبي ..
فتحت الباب فلم أتمالك نفسي ..
جلست ابكي وابكي .. ورميت نفسي على سريرها,, انه يهتز
آه تذكرت !!
قالت لي مرارا انه يهتز ويصدر صوتا عندما تتحرك , ونسيت أن اجلب النجار
كي يصلحه لها .. ولكن لا فائدة الآن ,,
لكن ما الذي اصدر الصوت .. نعم انه صوت وقوع اللوحة التي زينت بآية الكرسي , التي تحرص ريم على قراءتها كل يوم حتى حفظتها ,,
وحين رفعتها كي أعلقها وجدت ورقة بحجم البرواز وضعت خلفه
يا الهي إنها إحدى الرسائل !!!!!!
يا تُرى ما الذي كان مكتوب في هذه الرسالة بالذات !!
ولماذا وضعتها ريم خلف الآية الكريمة ؟؟ !!
إنها إحدى الرسائل التي كانت تكتبها ريم إلي الله ,,
فحوى الرسالة
[align=center]*يا رب .. يا رب .. أموت أنا ويعيش بابا [/align]..
ســارا الريــاض[/align][/frame]
المفضلات