[frame="4 80"][align=center]
المرآةُ وجهٌ آخر لكِ
أرى فيها عينيكِ
وأرى في سوادهما الحالك
سكونٌ يعقبه عاصفه
وهتـون ذائبه
جنون وفنون كامنه
تصدح في تجاعيدها صقيع إستحال زمهرير
وقفاري تتنفسُ عبق الأزاهير
وصحاري تداعبُ عطاء السهول والجبال
لم أفهمكِ ولم أعد أفهمكِ !
شتاءكِ صيف ..
وصيفكِ خريف..
ألا تفرقين بين الوجوه ؟
الليل إستحال نهاراً
والجور! عجباً للجور فيك إنتصاراً
والصدق ما الصدق بداخلك سوى إنحداراً
واليوم ها قد تجاوزتِ حدود الأسوار
وفضلتِ نزوحكِ
وربما إستقراركِ في غروركِ
وأصبحتِ دميـةٌ آيلةٌ للسقوط
جازفتِ بتلك الحدود
وإمتطيتِ جواد فكرك الأغر
معلنـةً تحديكِ وتمردكِ
من هيمنتي ومملكتي
ولكن... !!
شتتي شظايا المرآة
وإدفني بقايا رفاتها
وصرخة آهاتها
وتحللي من ذكرياتها
وبعدها حدقي وحدقي ملياً
فلن تجدي أنيساً
سوى أشباح حبٍ قديم
لأنك وجــهٌ آخـر لـه
أتعلمين لما ؟
ربما لأنه فناراً يكسر عتماتك
ويزيل حسراتك
ويُطبب عبراتكِ
فهو مهدكِ ولحدك
واقعكِ وخيالك
حقيقتكِ وسرابك
ألم يكن كافياً وعن الرحيل زاجراً
لم يعد بوسعكِ سوى النهوض أو السقوط
والأنسب هو السقوط !!
وأخال أنك لا تعلمين
ماذا يعني السقوط !!
السقوط الذي لا رجوعَ فيه
ولا حيلولة عن سواه
وأيضاً....
أخال أنكِ لا تعلمين أبعاده
ولا تفقهين مغزى بريق زجاجه
وغموض زواياه
ومع هذا فصمتُ عينيكِ
وتجاعيدُ وجنتيكِ
تقول في صمت
إنهُ وجهٌ آخر لكِ
ليس هذا فحسب
بل هو أحداثُكِ وقصتُكِ
وأسطورةٌ يستحيلُ إخفائها
وكيف لكِ ... وأنَّى لكِ
أن تطمسين ملامح تاريخك
وعباب ماضيك
تحيتي
أسير الحزن[/align][/frame]
المفضلات